دُوَارُ الأسئلة!
شِعر: أ.د.عبدالله بن أحمد الفَيفي
وأسـئلةٍ تَدُوْرُ بهـا الشَّمُـوْلُ
على ندْمَـانَ راحُهُمُ الرَّحِيْـلُ
صَبُوْحِ قصيـدةٍ خُلِقَتْ بِنَـارٍ
ومـاءٍ بينها اشتَعَلَتْ عُقُـوْلُ
أُغَنِّيْهـا فتَصْطَلِـحُ الشَّظايـا
ويَصْطَـرِعُ الشَّجَى والعَنْدَلِيْلُ!
* * *
على قَلَقٍ فإنَّ الموتَ سَـرْجِيْ
وتاجِـيْ آيتـانِ ومُستحـيلُ!
أسابقُ خـافقيْ في كُـلِّ وادٍ
فيَسْبِقُ غايتيْ وأنـا الوُصُـوْلُ
وإمَّا قُلْتُ: يا دَمِيَ التَفِـتْ ليْ!
تمـادَى في المَسِـيْرِ بِهِ السَّـبِيْلُ
يُبـاريـنيْ الزَّمـانَ وأَبْتَرِيـْهِ
فَيَرْجِـعُ صارميْ وبيَ الفُلُـوْلُ
* * *
أَقُوْلُ ورُبَّ قَوْلٍ شَـفَّ نَفْـسًا
شَـفَاهَـا شَـدْوُهُ لَمَّا تَقُـوْلُ
يَلُوْبُ الحَرْفُ في شَفَةٍ سُـؤالاً
تُجِـيْبُ نِداءَهُ وهِيَ السَّـؤُوْلُ:
هل الدُّنيـا بِجِلَّتِهـا جَـلالٌ؟
أم الدُّنيـا بِسِـفْلَتِها سُـفُوْلُ؟
أراهـا لا بهـذا أو بهــذا
ففيها مِنْهُمـا مُـدُنٌ شُـكُوْلُ
وما الحُبُّ؟ وُجُوْدٌ في وُجُـوْدٍ؟
أمِ الذَّاتُ الحَبِيْبَـةُ والعَـذُوْلُ؟
أَرانـيْ لا أَرانـيْ في كِـيانٍ
فلا يَزْهُـوْ بِهِ الوَجْـهُ الجَمِـيْلُ
وهذا الكَوْنُ صَرْحٌ مِنْ مَرايـا
نَرَى فيها القُلُوْبَ فَتَسْـتَمِـيْلُ
فإنَّا نَرْجِـسٌ والكَـوْنُ مَـاءٌ
فَنَرْشِـفُنا صَـدًى وبِنا نَسِـيْلُ
ووِديـانُ الحَيَـاةِ براحَـتَيْنـا
بلا غَـايٍ ومـا يُرجَى القُفُوْلُ
خُلِقنـا مِنْ سُؤالٍ في سُـؤالٍ،
ونَحيـا ، والمماتُ لنا الحُلُـوْلُ!
* * *
أفلسفةً؟ ومَنْ يَـكُ فيلسـوفًا
فقد أَزْرَتْ بفلسـفـةٍ عُقُـوْلُ
تَطَاوَلُ تَمْتَطِيْ صَهواتِ رِيْـحٍ
وتُلْـوِيْ كُلَّ أَلْـوَى لا يَـؤُوْلُ
تَظُـنُّ سُؤالَهـا أَلِفًـا لِبَـاءٍ
وأنَّ جَـوابَهُ شـمسٌ هَطُـوْلُ
فراحتْ لا استراحتْ أو أراحتْ
وأعمتْهـا المَهـَامِـهُ والدَّلِيْـلُ
"أفلسفةً؟" يقـولُ قَرِيْرُ عَقْـلٍ
ويَنْتَهِـبُ الفَراغَ بمـا يَقُـوْلُ!
* * *
تَفَلْسَفْ! إنَّ سِـرَّ الكَوْنِ طُرًّا
سَـرِيْرُ تَفَلْسُفٍ ما إنْ يَـزُوْلُ
تَفَلْسَفْ! ما جِنَانُ الشِّـعْرِ لولا
سُؤَالٌ كالشُّـجَيْرَةِ يَسْتَطِيْـلُ؟!
وما الإنسـانُ إلاّ مِنْ سُـؤالٍ
على صـحراءِ جُمْجُمَةٍ يَصُوْلُ
كَأَنَّ الناسَ مِنْ نَصٍّ طويــلٍ
علامـاتُ التَّسـاؤلِ إذْ تَمِيْـلُ
فآخـرُ جُمْلَةٍ في النَّصِّ لُغْــزٌ
كـأوَّلِ جُمْلَـةٍ والنَّصُّ غُـوْلُ
وهذا الدِّيْـنُ أوّلُـهُ سُـؤالٌ
وآخـرُهُ سُـؤالٌ كَمْ يَهُـوْلُ!
* * *
غزالـةُ ، بَرْعَمَتْ عينَاكِ شمسًا
وبِلقيـسُ تُصَـلِّيْ والرَّسُـوْلُ
وقد دارتْ بجفنَيـكِ البَرايَـا
وكَمْ غاوٍ طَوَى الطَّرْفُ الكَحِيْلُ
تناهـَى الدُّرُّ في ثَـغْـر ٍ بَرُوْدٍ
وأفروديتُ من ثَبَـجٍ تَـنُـوْلُ
ونامتْ بَيْنَ عشـتار وبَيــني
ظِباءُ خَمِيْلَةٍ وجَـرَتْ خُـيُوْلُ
تَمَطَّـى فَوْقَ نَهْدَيْـكِ سـماءٌ
مِنَ الشَّهَوَاتِ تَجْثُـوْ أو تَجُوْلُ
وما أنتِ ، وما عَزَفَتْ يَـداكِ،
سِـوَى فَرَسٍ لِنَشْوَاهـا صَهِيْلُ
تَداعَـى في مَجَرَّتِهـا نُجُـوْمٌ
إلى فَلَـكِ المَفـاتِنِ أو تَحُـوْلُ
سُؤالُ الوَجْدِ عَذْبٌ في عَذابٍ
على شَفَتَيْـكِ سَيْفُهُما الصَّقِيْلُ
يُناجـي في الأساطيرِ الطَّوايـَا
بهـا المولـودُ يُوْلَـدُ والقَتِيْـلُ
وأنتِ سُؤالُ عِشْقِيْ واحتراقيْ
وأنتِ قَدِيْمِـيَ الأَبَـدُ الأَصِيْلُ
ولولا الحُـبُّ ما كُتِبَتْ حُرُوْفٌ
ولا سُـئِلَ الرُّسُوْمُ ولا الطُّلُوْلُ
ولا هَتَفَـتْ بِفَـوْدَيَّ اللَّيـاليْ
كأنِّـيْ فَـوْقَ عاصِفَـةٍ نَزِيْـلُ
ولا قُلْـتُ وقد حَنَّـتْ رِكابيْ
وقد أَزِفَ التَّشَمُّـرُ والرَّحِيْـلُ:
على قَلَقٍ فإنَّ الموتَ سَـرْجِيْ
وحادِيْنَـا على المَسْرَى مَلُـوْلُ!
16- 4- 2011