أحمد محسن العمودي
لا وقْتَ لِلموْتِ المؤَجَّلِ
فَاصْطَبِحْ وطناً..
سَجَى فيْ شُرْخِ كأْسٍ نازِفةْ
وطنٌ..
تعتَّقَ جرحهُ مذْ خمرهِ..
سالتْ لخارطةٍ بساقٍ واقفةْ
سُكِبَ النَّبيذُ مطهَّراً في أرْضِهِ
والرمل أَغْلقَ قبرهُ ليُلاطِفهْ
صلَّى الوريدُ على الوريدِ
بإنَّهُ.. فرضاً تَنَاهى
والنَّوافل راعفةْ.
باسْمِ العمائمِ..
يُجْتَبَى عُمْرُ الضحى
في دَعْوَتَيْ شَرَكٍ تأُزُّ الرَّاجفةْ
أَذِنَتْ -بنادقُ ردَّة التوقيتِ-
بالـبعْثِ الــمُجنّحِ من كسور العارفةْ
عذراءُ..
قد فكَّتْ جدائِلها
وكلّ نخاسةِ الجغرافيا أضحتْ سالفةْ.
لا وقتَ للموت المؤجَّلِ..
هاهنا موتٌ:
تَمَكْحَلَ باحْتِدامِ الآزفةْ
موتٌ..
يكون بِرَجْعِهِ..
قدْحًا يُكَبْرِتُ مِحْقَنَ التاريخ
حتَّى يُكاشفهْ
لا وقت،
إنّ الماردَ انْتَبَذَ الزجاجةَ
واسْتُدِلَّتْ بالبخور مشارفهْ
بَرَزَ النفير،
الآن دقّتْ روحهمْ.. قلقَ الصهيلِ
فشقَّ ريحَ مخاوفهْ
سِرْجُ الحناجرِ..
يرتقيْ رئةً تُضَمّخُ..
باخْتِلاجِ النَّفْثِ فوق العاصفةْ
في كلِّ بَرْقٍ، تسْتبيحُ وجوههمْ..
حمَّى معانٍ.. كالرُّؤى متعارفةْ
فَتُضاجعُ الأحلامُ بالصوت المقدَّسِ
والشوارع تلتقيْ متعاكفةْ
والنَّؤْءُ يؤْمِنُ في سطور كتابهمْ
فيُوَلِّيْ حِبرَ الغيمِ.. نحو صحائفهْ
ساقٌ تلفُّ الساقَ.. في زَخَمِ التَّنَهُّرِ
وافْتِضاضٍ للسواقي الزائِفةْ.
هذي بلادٌ،
والموَاطِنُ نطفةٌ،
والكائنات على الأجنَّةِ عاكفةْ!
ماذا ترى..
والدّمّ قدْ شرخ الربابةَ؟!
أغْطَشَ الرَّاويْ بعينٍ شائفةْ
ماذا ترى؟
ذا نَقْعُ أوردةٍ جرى في سكرةٍ كبرى،
فهلْ ستُنَاصِفهْ؟
فاصْلَى عروسَ الأرضِ من سهر التَّدَافُعِ..
واسْتَبِقْ أشواقها المُترادفةْ
اسلكْ لها سَفَرَ الجنائزِ
لا تُماري،
وانْتَخِبْ شرقاً..
وشُقَّ شراشِفهْ.
يناير/2012
شاعر يماني، مقيم بمصر.
Ahmed_Alamoudi24@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق