2016/10/23

إعلام الصحافة النجفية للكاتب الدكتور صباح نوري المرزوك



إعلام الصحافة النجفية للكاتب الدكتور صباح نوري المرزوك
محمد رسن
مما لا يخفي على مدينة علمية مثل النجف الاشرف أنها حاضنة للمعرفة والعلم بدليل ألاف الوافدين إليها من بلدان مجاورة ودول بعيدة بعد إن توحدت وأصبحت هي القبلة العلمية وإذا ذكرت ذكر معها العلم ويبقى المتحرج منها صاحب عنوان واضح.
والعلم يحتاج إلى القرطاس، ولما كثر عدد طلبته وتكاثرت إعداد مؤلفاتهم أصبحت الحاجة ضرورية لطبع الكتب لتكون إلى جانب الطلبة أينما حلوا أو ارتحلوا، وكانت أوروبا قد سبقت الشرق في صناعة الطباعة الحديثة، وقد اختلف الباحثون فيمن اخترع حروف الطباعة حيث ادعى الهولنديون انه (لورنس كوسنر) من هلوم والمتوفي سنة 1432م، وكان يعمل معه (جان غونتبرغ) المتوفي سنة 1468م وقد وجهت إليه تهمة سرقة الاختراع الذي توصل إليه إذ حاول تقليد خطوط الناسخين ليبيع كتبه المطبوعة بأسعار الكتب المنسوخة خطأ. ثم دخلت الطباعة إيطاليا سنة 1465م، وباريسو إنكلترا وأصبحت 20 مطبعة سنة 1500م وان أول كتاب باللغة العربية تم طبعه في أوروبا هو كتاب (مزامير داود) الذي طبع في جنوى سنة 1516م ثم طبعت بقية الكتب مثل الإنجيل سنة 1591 وقانون ابن سينا سنة 1593م والتوراة سنة 1671م والقرآن الكريم سنة 1694م.
وقام نابليون بإدخال مطبعة لدى احتلاله مصر سنة 1798م وتركها فيها ثم ظهرت بقية المطابع مثل المطبعة الأهلية في بولاق سنة 1822م وكان قد أسسها محمد علي باشا ثم انتشرت المطابع في الشرق مثل لبنان وسوريا وتركيا ومصر وتونس ومراكش وزنجبار والهند وفارس وغيرها.
كل هذه الاضاءات يسلطها الكاتب الدكتور صباح نوري المرزوك في كتابه الموسوم (أعلام الصحافة النجفية) الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة حيث يجري الحديث عن جوانب النجف الاشرف التاريخية والعلمية والأدبية والفنية عذب شيق، وكلها تزخر بالحيوية واليقظة الروحية، وما هذه المعالم الفكرية والنشاطات الثقافية والمؤلفات والمطبوعات التي غزت الخافقين إلا دليل واضح على حيوية الشخصية النجفية المعنوية، وللباحث بعد إن يلم بهذه الجوانب اللامتناهية ويقف على التراث النجفي وبحوث علمائها وأدبائها كلهم إن يقول بحق كلمته الأخيرة في موضوع الشخصية النجفية الخالدة. التي طرقت باب الصحافة فكانت بكل جدارة ((إعلام الصحافة النجفية)).

ليست هناك تعليقات: