2016/10/05

تلك الايام بقلم: آيه حرب

تلك الايام
 بقلم: آيه حرب
منذ عهد بعيد اهدتني الحبيبه بعض الحلوي و دميه شقراء ..اذكر اني ملأت الدنيا يومها صخبا و فرحا رغم ذلك فقد حطمتها- كعادتي مع كل شيء وقتها - وشوهت وجهها حتي فستانها الابيض الرقيق المنسدل الذي تمنيت لنفسي فستانا مثله لم يسلم مني فمزقته ايضا... لم اكن أيامها تلك الطفله الحالمه التي تحاور الدمي ،تشكو اليها ، تپكي ، وتفرح معها ، وتحتضنها عند النوم لم اكن ابدا بتلك الرقيقه مسالمه بل علي ما اذكر كنت صخب البيت وصوته ما عهدني أحد إلا وضج من الصخب البريء ..ما اهدتني شيء ابدا إلا وفقدته رغما مره وعن قصد مرات كنت الهو به لحظات ثم ما البث ان أمزقه او أدهسه تحت قدمي وأمضي ..لم اكن بحاجه لشيء جامد لا ينطق كالدمي وانا لا اكف عن الركض والرقص أسرق لنفسي لحظات من الفرح الخالص والسلام الذي ظننته وقتها سرمدي مقيم ... بي حاجه تمزقني تدفعني دفعا لان انبش في الذاكره التي تراكم فوقها غبار السنوات....اقاوم القلم اللعين الذي يرغمني ويخوض ..يتآمر ضدي وينساب حين يستوجب الصمت ..ويتمنع حين اكاد اهلك من نفس الصمت .... مرت السنوات بطيئه ثقيله علي عجلتها ... بنزف القلب ووجعه وما سلم احد من احداثها ...لم أعد تلك الطفله المشاكسه التي تحاوطها برعايتها وتغدق عليها من حلاوه العيش في كنفها ...بل دارت الدنيا شرقا وغربا وتبدلت خطي الايام ، كم مزق قلبي تشتت السبل ... ومزقني كل شيء بعدها .... كل يوم جديد .. كل لحظه فارقه ..كل منعطف .. مع كل تلك الوجوه التي عرفتها.... عندما قابلتها عندما فارقتها ... عند الفرح والحزن .. .. لحظات الخواء لحظات الفناء .. اوقات الصخب والجنون ... مر الانتظار .. حتي عند كل أمل داعب قلبي وغرد داخله كم تمزقت ! .....ثم غابت قبل الاوان فهجر السكون وسكن الوجع وبقي البرد ..وما بقي لي منها إلا شيئا من حلو الدلال وغنجه. .اود لو اكتب اليها اناجيها ابثها خبايا القلب الذي استهلكته اوجاع فقدها ..اود لو اصل اليها واريها نياط القلب الذي تمزق شوقا الي لحظه تعود معها .... لو كنت اعلم اني لن آ راها مره اخري ولن اصل اليها مهما بكيت و ما حييت لما مزقت شيئا اهدتني اياه يوما .....بل لحفظته في قلبي وفي خبايا ضميري المكلوم بغيابها .... ولما ركضت لحظه بعيدا عنها ...فقط لو كنت اعلم لبقيت الي جوارها بلا صخب وبلا ضجيج انعم بوجودها اعبيء صدري بصوتها وانفاسها ... احفظ كل شيء منها وعنها..وانهل من ملامح وجه وضاء بريء حد الفتنه وحد الوجع !. وجه مرحا مستبشرا ضاحك دائما ...حقيقه لم اكن انا فرح منزلنا كما كنت اظن ولكنها كانت هي ... وجه جميل ظننته باق رغم الزمن ولكنه غاب ورحل ومعه الدميه الشقراء وطعم الحلوي.الجميل .. يقولون اني اشبهها ولكني اعلم انها كانت بلا شبيه ولا حتي انا ... يقولون اني عنيده هشه مثلها اغبياء حمقي تلوك السنتهم فقط كم وودت لو احطم رأس احدهم ليفهم ليعلم ان لولا ذاك القسط اليسير من العند الذي لا يؤلم غيري ولا يضر لهلكت من أمد ... ولولا ذلك اللين لما سار الركب حتي وصل اعلم انه لم يصل بعد ... اراه حائرا يستوطنه التيه ويستبد به الياس ويهلكه الجوي ..ولكني اعلم انه حتما يوما سيصل ... يومها سأصفق وادور حول النور ... سأنتشي بالدفء وبهدأه القلب وبفرحه الوصول ... ولن يكون حولي حائرا يائسا الا لأرشده وادفعه واريه بعينه لون الربيع في العيون والورد االذي نبت فأزهر كل الطريق ... سأحكي له يومها عن تلك الايام عن الخريف المنقضي وعن الليل المنجلي ..وعن الزمن الذي لا يسكن بل يتبدل ... يمر ... ويدور .

ليست هناك تعليقات: