مـجلة« بونة للبحوث
والدراسات» تحتفي بتاريخ
عنابة ومآثرها الحضارية
بقلم: الدكتور محمد سيف الإسلام بـــوفـلاقــــة
قسم الأدب العربي-جامعة عنابة
صدر حديثاً عن
مؤسسة بونة للنشر والتوزيع بعنابة في الجزائر ،العدد المزدوج :23-24 من مجلة بونة
للبحوث والدراسات،وهي مجلة علمية محكمة تصدر عن المؤسسة المذكورة، و تعنى بالأبحاث ،والدراسات
التراثية والأدبية، واللغوية، وتسعى إلى الجمع بين الأصالة، والمعاصرة، مؤسسها
ومديرها: الباحث الأسـتاذ الدكتور/ سعد بوفَلاَقَة،و أمين سرها: الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، وتتكون الهيئة
العلمية للمجلة من مجموعة من الأساتذة ،والباحثين المتميزين، نذكر من بينهم: أ.د. عبد الملك مرتـاض،وأ.د.مختار
نويوات ،و أ.د الربـعـي بن سلامة، وأ.د. طـاهـر حـجـار، و أ.د.
عبد السلام الهـراس من المغرب،وأ.د.جمعة شيخة من تونس، وأ.د الشريف مريبعي، وأ.د. فاطمة طحطح من المغرب.
وقد كتب افتتاحية هذا
العدد من المجلة، والخاص بتاريخ بونة(عنابة)، وحضارتها عبر العصور، الأستاذ
الدكتور سعد بوفلاقة ؛أستاذ التعليم العالي بقسم اللغة العربية بجامعة عنابة، و قد
خصصها للحديث عن أستاذه العلاّمة المغربي الدكتور عبد السلام الهرااس، الذي رحل في
الفترة الأخيرة، ومما جاء في افتتاحية العدد التي وسمها ب:« الشيخ
الأستاذ الدكتور / عبد السلام الهراس في ذمة الله: تأملات في سيرته وجوانب من
جهوده العلمية والتربوية»،:« انتقل إلى
رحمة الله تعالى الشيخ الأستــــــــاذ
الدكتور/ عبد الســـــلام الهـــراس يوم الجمعة : 01 جمادى الأولى 1436هـ الموافق
: 20 فيفري 2015 م ، بمدينة فاس ، بالمغرب الأقصى ...
وهو الشيخ الأستاذ الدكتور / عبد السلام بن محمد الهراس
، ولد سنة 1349هـ / الموافق: 1930م ، بمدينة شفشاون ، شمال المغرب الأقصى ، بدأ
تعليمه في الكتَاب بالزاوية الريسونية ،
بمسقط رأسه ، فحفظ ما تيسَر من القرآن الكريم ، و تعلَم فيها مراحل
التَعليم الأولى ، ثم انتقل الى مدينة فاس (العاصمة العلمية للمغرب) في أواخر
الأربعينيات من القرن المنصرم ، فتتلمذ على علمائها ، ثم واصل دراسته في المشرق
العربي ، متنقلَا بين حواضره العلمية ، فذهب الى بيروت في سنة: 1952 م ، ثم اتجه
الى دمشق ثم الى القاهرة، وهناك تتلمذ على علماء أجلاء ، و التقى برجالات الفكر و
الأدب ، و السياسة ، نذكر منهم : الأستاذ فؤاد أفرام البستاني ، و المفكر قسطنطين
زريق مدير الجـــــــامعة الأمريكية ، و الدكتور مصطفى الســــــــــباعي ، و
عصـــــــام العطار ، و جورج حبش و غيرهم .
»، عمل : ــ أستاذا جامعيا في جامعة محمد الخامس بمدينة تطوان ، بالمغرب
الأقصى .ــ أســـــــــــــــتاذا جامعيا بكلية الآداب ، جامعة محمد بن عبد الله
بمدينة فاس (1964 ـ 1997 م) ، و رئيس قسم اللغة العربية و آدابها لعدة سنوات.
ــ أستاذا زائرا بعدة جامعات عربية و إسلامية .
ـ عضوا مؤسَسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تأسس سنة 2004م .
ــ عضوا بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت .
ــ عضوا بالمجلس الأعلى للمساجد ، التابع لرابطة العالم الاسلامي .
ــ عضوا بالمجلس العلمي لمجلة بونة للبحوث و الدراسات ، التي تصدر بالجزائر
، منذ تأسيسها سنة 2004 م .
تميز العدد المزدوج 23-24من مجلة «بونة للبحوث والدراسات» باحتوائه على
عدد من الدراسات، والأبحاث الجادة، والعميقة الخاصة بتاريخ مدينة عنابة، وحضارتها
عبر مختلف الأعصر ،حيث كتب البحث الأول الدكتور سعد بوفلاقة ؛مؤسس المجلة،
ورئيس تحريرها، وقد جاء بعنوان: « الشَّيخُ الإِمَامُ أَحْمَد بْن
قَاسِم البُونِيّ
تأملات في حياته وآثاره» ،فقد
تناول في بحثه في شقّه
الأوّل: حيــــاة الإمام الشّيخ: أحمد بن قـاسم البـــونيّ ، وفي شـــقّه الثــــّاني:
توقف عند شعره (الغنائي والتعليمي) ، وأما في شقه الثالث: فقد تناول « مصنفاته » بالتعريف، والتحليل ،
هذه المصنّفات التي تعد من أهم المؤلفات
الّتي عرّفت ببونة، وعلمائها ،وصلحائها، وأشهرها: « التَّعْرِيفُ بِبُونَةَ
إِفْرِيقِيَّة بَلَد سِيدِي أَبِي مَرْوَانَ الشَّرِيفِ» ، ويضم
في طياته صفحات عن تاريخ بونة(عنابة ) عبر العصور. والدرة المصونة في علماء وصلحاء
بونة ،وهي منظومة شعرية ، اختصرها من منظومته الكبرى المحتوية على ثلاثة آلاف بيت
، وتحتوي المنظومة المختصرة على ألف بيت وقد شرحها.
ودرس الدكتور سعيد دحماني، الأستاذ المتخصص في تاريخ عنابة، موضوع :«هيبون-بونة في المصادر
العربية القديمة» ،وقد ذكر في مستهل
بحثه أن هيبون اجتازت تقلّبات
العصر السابق للإسلام محتفظة بوضعها كمدينة، و مركز عمالة، عكس العديد من المراكز
الحضرية من تلك الحقبة، و التي اندثرت بالشرق الجزائري. فعندما استعاد البيزنطيون
من الونــــــــــدال " مدينـة محصّنة من الساحل النوميدي...المسمّاة هيبوني
ريـﭭــيون" و وضعوا جهازهم الدّفاعي، عزّزوا التحصين الوندالي، لأنّ موقع المدينة فرض هذه التّهيئة.
وقد لاحظ الدكتور سعيد دحماني أن
المصادر الخاصة بالفتح الإسلامي لشمال افريقيا جاءت متأخرة و بعيدة عن تاريخ
وقائعه. فلم يشرع في نشرها إلاّ في القرن
الثالث الهجري/التاسع الميلادي. فكتاب الرّقيق،
الذي ورد فيه خبر هيبون-بونة، يعود الى القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر
الميلادي.
ويرى من جانب
آخر أنه رغم ضعف عدد المصادر العربية
المتوفرة حاليا فإنّها تؤكّد و تثبت استمرارية عمران هيبون بموقعها الأوّلي الى
القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، على الأقلّ، بوصفها مركزا إداريّا و
دفاعيّا و بوصفها ميناء نشيطا في المواصلات البحرية.إلاّ أنّ هذه المصادر
التاريخية لا تمدّ أيّة إشارة مادّية عن معمار بونة/ هيبون بموقعها التاريخي الأوّلي. فالرحّالة الذين
أثبتوا استمرارية قيامها على أرض الموقع الأوّلي القديم هم الذين ألقوا بعض
الأضواء على بونة-هيبون بين القرن الثامن م و القرن الحادي عشر م،إنّ أوّلهم و
أقدمهم، التاجر الرّحالة ابن حوقل، الذي زار بونة-هيبون عند رحلته عبر بلدان
المغرب بين سنة 947 و سنة 951.
ومن
بين المقالات التي نجدها في العدد:23-24من مجلة بونة للبحوث والدراسات، بحث كتبه
المؤرخ المعروف الدكتور يحيى بوعزيز ،
بعنوان: «عنابة عبر التاريخ»، كما نشرت المجلة دراسة للشيخ المهدي البوعبدلي
معنونة ب: «جوانب من تاريخ بونة الثقافي والسياسي عبر العصور»، من بين ما جاء فيها قوله :اشتهرت
هذه المدينة ابتداء من القرن الرابع قبل الميلاد ، في عهد المملكتين البربريتين
اللتين تقاسمتا بلاد الجزائر الحالية ، وقد عرفتا في التاريخ باسم ماسيسيل (massessyles ) و ماسيل ( massyles ) فالأولى كانت تطلق على المنطقة العربية وكانت عاصمتها مدينة
سيقا التي تبعد عن مرسى أرشقون ، حيث مصب نهر تافنا في البجر الأبيض المتوسط
(تلمسان) والثانية كانت عاصمتها سيرتا مدينة قسنطينة الحالية ، وكثيرا ما كانت
تتخذ بونة مقرا لملوك هذا القطاع ، ولهذا احتفظت بونة من ذلك العهد بمركزها الديني
حيث اتخذتها الكنيسة المسيحية مركزا ثانيا بعد مركز قرطاجنة كانت بونة إذ ذاك تدعى بهيبو ريجيوس ( Hippo Régius) وكان الملك البربري الذي تولى عليها قاية والد ماسينيسا المشهور بحروبه مع
القرطاجنيين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق