«يحلم بالموت».. مجموعة قصصية جديدة لأميمة عز الدين
صدرت عن دار ألف ليلة وليلة، مجموعة قصصية جديدة للكاتبة أميمة عز الدين، تدور أجواؤها حول مفردة الموت والعشق حيث لا أحد ينجو من الموت أو العشق، فهناك حالة تتلبس شخصيات المجموعة، حالة من الفقد والأسى والرغبة فى الخلاص.
سبق وقدمت أميمة رواية ومجموعة قصصية وكتاب للأطفال، "طرقات المحبة"، مجموعة قصصية صادرة عن دار نهضة مصر عام 2011، وتقع فى حوالى 17 قصة قصيرة، بالإضافة إلى كتاب الأطفال "أنفى كبير"، فى تعاون مع الرسامة ضحى الخطيب، الصادر عن دار النحلة الصغيرة، عام 2014.
إلى جانب رواية "الكاتبة"، الصادرة عام 2013 عن دار الحضارة للنشر، وتدور أحداثها حول تداعيات كاتبة تقترب من الستين، وتعاين "الوقت الضائع" الذى عايشته دون تحقيق ما تريد، وتزيد معاناتها مع إحساسها المتصاعد بالوحدة.
ومن أجواء قصة "مريم وسعاد"، التى تأتى ضمن قصص المجموعة الجديدة نقرأ:
كان الخبر صدمة بالنسبة للجميع، فلقد قطع التليفزيون بث برامجه ليعلن عن وفاة الممثلة التى تعشقها سعاد حسنى، أخت القمر، السندريلا العربية التى تحبها وتحفظ تفاصيل أفلامها ولفتاتها، وخطوط الزمن على وجهها، تركت الساندوتش جانبًا واندفعت إلى غرفتها تبكى بشدة، تدفن رأسها بالوسادة وتبكى، لقد ماتت سعاد، وماذا فى ذلك، قالتها أمها فى استخفاف وهى تكور الساندوتش وتدسه فى يدها، لقد ماتت سعاد.
قالت مريم فى حزن وعدم تصديق: لقد ماتت سعاد من الشغف!
جلست أمام التليفزيون وهى تتأمل ملامح سعاد المليحة، رغم الشقاوة التى تبديها لكنها تخفى حزنا عظيما فى قلبها، من يتأملها جيدا يشعر بلمعان الحزن الذى يشرب ويأكل من روحها.
لما لمحتها أمها وهي على تلك الحالة سارعت بإغلاق التليفزيون، مدعية، فى برودٍ، أن وقت النوم قد حان، ولقمة العيش لا تنتظر أحدا.
أخرجت كل صور سعاد من كتاب قديم منزوع الغلاف، يتحدث عن تاريخ العرب فى الأندلس، لم تقرأ فيه سوى صفحاته الأولى بعد أن شعرت بالملل يتسرب إليها، الصور فيها حياة أخرى، كل واحدةٍ تحكى مرحلة من حياتها، إلا المرحلة الأخيرة، التى توارت فيها عن العالم وآثرت القطيعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق