بقلم: عبد القادر كعبان
لم أستطع مقاومة جمالها. في ملامح وجهها جاذبية ساحرة. تبوح عينيها بوهج غريب الأطوار. كانت تقف في زاوية قريبة من محطة الحافلة. نفس المكان الذي يجمعنا يوميا.
حاول شيخ كبير مغازلتها. انطلقت كلماته كرصاصة طائشة:
- يا لك من فاتنة..
غالبت وجنتيها موجة من الضحك المفتعل. أحست أنها ملكة على الأرض. حتى الشيوخ أذهلتهم بفتنتها.
اليوم قررت أن نتحدث سويا. اقتربت بعض الشيء منها. اختلج جسدها الرشيق في الاهتزاز. سألتها:
- هل أنت طالبة جامعية؟!
حدقت عيونها الزرقاء في وجهي بحدة. لم تقل شيئا. تجاهلت سؤالي. جذبني صدرها البارز الفاتن. ملابسها البسيطة وردية اللون.
وصلت الحافلة. أسرعت الخطى للركوب وسط الرجال والنساء والأطفال. ازدحمت المقاعد بالركاب. بقيت واقفا إلى جوارها على غير العادة.
اقترب منها شاب وسيم لم يجد له مكانا آخر. عضلاته مفتولة. حاولت ملاعبته بجاذبيتها العجيبة. أدار وجهه نحو النافذة. انزلقت يدها قليلا حتى لامست ذراعه.
نظر إلى وجهي. وجدت عيونه تسألني عما حدث.لا يدري أمن خبث فتنتها أم من سرعة الحافلة. تحركت رويدا رويدا. التصقت بجسدها الرشيق. دفعتي بيدها كطفلة شرسة. فانتفض الوسيم ضاحكا. أحست هي بسعادة لا توصف. كأنه يقبلها ويعانقها علنا.
بعد دقائق توقفت الحافلة فنزل بعض الركاب. وجد له مكانا قرب فتاة محجبة. كانت تقرأ كتابا. لم تستطع الفاتنة أن تغالب أمواج الغضب. أحس هو بارتياح تفيض به نفسه.
تخيلته يعانق صفحات ذلك الكتاب. لم تمض إلا دقائق وها هي ابتسامة تلك الفاتنة تصافح ملامح وجهي. أيعقل؟! تحاول استفزازه. شعرت بالاختناق. تظاهرت بالفرح على كل حال. غالبني الضحك فنزلت مسرعا.
لم أسمح لها بنظرة وداع. مشيت وحيدا كعادتي وسط الزحام كغارق في بحر من الأحلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق