بقلم: الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقــــة
كلية الآداب،جامعة عنابة،الجزائر
نوقشت رسالة جامعية متميزة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، بعنوان:«البناء الفني في الرواية الكويتية المعاصرة خلال العقد الأخير من القرن العشرين»،حصلت بها الباحثة الأستاذة زينب عيسى صالح الياسي، من دولة الإمارات العربية المتحدة، على درجة الماجستير بتقدير: (امتيـاز)،وقد ناقشها الأساتذة الدكاترة:عبد الباسط عطايا (رئيساً)،ومحسن الكندي (مناقشاً خارجياً)،وعمر عبد المعبود(مناقشاً داخلياً).
مضمون الرسالة:
بدأت الأستاذة زينب الياسي رسالتها بتمهيد، سلطت فيه الأضواء على بدايات الفن القصصي عند العرب عموماً،وفي دولة الكويت على وجه الخصوص،حيث ذكرت فيه أن استهداف الوعظ والإصلاح كان دافعاً لنشأة الأدب القصصي في دولة الكويت، وقد تدرج ظهوره عبر عدة مراحل،قسمتها إلى ثلاث محطات رئيسة:
1-المرحلة الشفوية، وتمتد من الربع الأخير من القرن التاسع عشر، إلى سنة: 1928م .
2-مرحلة المقروء و المطبوع من (1928 إلى 1929م)،وتُعد المرحلة الممتدة من:1929م إلى1947م مرحلة انقطاع.
3-مرحلة نشأة القصة في الكويت (1947ـ 1962م)،وهي المرحلة التي تعدها الباحثة منطلقا حقيقياً لنشأة القصة في الكويت،لأنها تتصل بعودة الصحف و المجلات تحت عناوين مختلفة، مثل:مجلة "البعثة"،وبسبب هذه العودة توالت القصص بتدفق مستمر،و رسمت معالم البدايات لهذا الفن القصصي، حيث ضمت هذه المرحلة العديد من الأسماء الأدبية الكويتية، مثل : فرحان راشد الفرحان،و فاضل خلف،و فهد الدويري،و عبد العزيز محمود،و أحمد العدواني، ،و ضياء هاشم البدر، و هيفاء هاشم ، و غنيمة المرزوق ،وعبد العزيز حسين، و يوسف الشايجي، و غيرهم.
وبالنسبة إلى منهج البحث المعتمد في الرسالة،فإن الأطروحة لم تقم على اصطناع منهج واحد بعينه،إذ اقتضى الأمر أن تعتمد الباحثة على غير منهج، بيد أنها ركزت في رصدها للبناء الفني،وتحليلها للنصوص الروائية الكويتية على المنهج التحليلي النقدي،الذي يعد واحداً من المناهج النقدية الحديثة،إذ يرتكز على دراسة النص الأدبي باعتماد التفسير والتحليل،والنقد العميق.
وقد تحدثت الأستاذة زينب الياسي لدى تقديمها لرسالتها أمام اللجنة الفاحصة بشكل دقيق ومُركز عن أهدافها من إنجاز هذا البحث،وما ترمي إليه من وراء جهودها،حيث ذكرت أنها تسعى إلى معرفة خصائص البناء الفني في الرواية الكويتية خلال الفترة التي حددتها لدراستها في فصول الرسالة الثلاثة، والكشف عن مستوى التوظيف الفني لمختلف العناصر الروائية، من عنوان، وموضوع، و شخصية، وحدث، وزمان ومكان في النص الروائي، ومن ثم إبراز معالم الحداثة الفنية ،وتجلية العناصر المؤثرة في البناء الفني كحداثة اللغة، والأساليب، وطرائق العرض، والحوار، والحياة الاجتماعية،و كذلك التراث، والخيال العلمي، وتوظيفه في المنجز الروائي الكويتي.
كما أشارت الأستاذة الباحثة إلى أن أهمية دراستها تكمن في قيامها بالكشف عن المعمار الروائي الكويتي، و طرائق توظيف العناصر الفنية، و التقنيات المستخدمة في بناء النص الروائي، و مدى مواكبتها للسياق الأدبي و الفني العربي و العالمي، و مدى التطور، و الابتكار، و الجدة في الأساليب الروائية، و ذلك عن طريق سعيها إلى إماطة اللثام عن معالم الحداثة الفنية في النصوص الروائية الكويتية التي انتقتها.
جاء الفصل الأول من الرسالة بعنوان:«الرواية الكويتية نشأتها وتطوّرها(1962ـ1990م)»،وقد قسمته إلى مبحثين، في المبحث الأول درست المرحلة الممتدة من:1962 إلى غاية:1979م،وقد أشارت عندما تحدثت عن هذه المرحلة، إلى أنها عرفت ميلاد أول رواية كويتية،وهي رواية «مدرّسة من المرقاب»لعبد الله خلف في شهر يناير سنة: 1962م، و تعد هذه البداية تلبية للرغبة المُلحة، التي بدت لدى المثقف الكويتي، و حاجته إلى شكل أدبي، يُواكب احتياجاته، و تطوره، و نهضته، و تطلعاته إلى الأنواع الأدبية المستحدثة، التي تُلبي حاجة المجتمع المستقر، ومن جانب آخر تعتبر الباحثة زينب الياسي أن هذه الرواية، جاءت نتيجة للاستقرار الذي صار يعيشه المجتمع الكويتي بعد الاستقلال سنة: 1961م.
وقد قامت الباحثة في هذا المبحث بتحليل مجموعة من النماذج الروائية لرواد الرواية الكويتية،ومن بين هذه النماذج:رواية « كانت السماء زرقاء» لإسماعيل فهد إسماعيل، و «وجوه في الزحام»لفاطمة يوسف العلي، حيث ذهبت في تحليلها لرواية« كانت السماء زرقاء» إلى أنها اعتمدت على الإكثار من استخدام أسلوب الاسترجاع الزمني (Flash Back)، فقد استهل الروائي إسماعيل فهد إسماعيل الرواية ب ( البداية / النهاية)، أي أن الرواية تبدأ بما آلت إليه الشخصية الرئيسة في الرواية،كما أن الشكل الفني الذي سار عليه إسماعيل فهد إسماعيل أعطى الرواية قيمة فنية، فاستخدامه أسلوب التداعي كان موفقاً، و تقصيه مختلف مستويات الوعي لدى الشخصية الرئيسة التي يتركز عليها الانتباه، هو الذي جعل القارئ يستغرق في الموقف على أنه الحدث الرئيس،وهذا ما جعل هذه الرواية تحظى باهتمام واسع،حيث وصفها الشاعر صلاح عبد الصبور بقوله: « هذه رواية جديدة كما أتصور ،وهي رواية القرن العشرين، قادمة من أقصى المشرق العربي، حيث لا تقاليد لفن الرواية، أدهشتني الرواية ذاتها ببنائها الفني المعاصر المحكم، و بمقدار اللوعة، و الحب، و العنف ،و القسوة، و الفكر المتغلغل كله في ثناياها».
أما رواية«وجوه في الزحام»لفاطمة يوسف العلي،فقد تحدثت الباحثة عنها باستفاضة،و استهلت دراستها لها بالإشارة إلى أن الأديبة الكويتية المتميزة فاطمة يوسف العلي، من خلال هذه الرواية، تعد أول من افتتح أبواب الفن الروائي الكويتي للمرأة الكويتية ،فهي تعبر عن رؤيتها المختلفة للعالم من حولها، عن طريق معالجتها لقضية تهم بنات جنسها،وهي قضية باتت تؤرق المرأة بعد الانفتاح على العالم الغربي، فجاءت رواية:«وجوه في الزحام» لتفتح أبواب الأمل، و تُبرز الهدف من الحياة،بصورة مغايرة لما كانت المرأة معتادة عليه من أهدافها قبل مرحلة الانفتاح، وما ميز الرواية أنها رسمت خطوات المرأة للتقدم و الانفتاح بصورة مشروطة، تباركها الأم و يُباركها الأب، و تنسجم مع تقاليد المجتمع الكويتي.
وفيما يتصل بالجوانب الفنية في هذه الرواية، فقد تعرضت إلى العديد من القضايا الاجتماعية، بأسلوب التتابع الزمني للأحداث، كما ابتعدت عن الخيال ،وقدمت الروائية رؤيتها بأسلوب مباشر، و واضح.
وفي المبحث الثاني من هذا الفصل، تناولت الأستاذة زينب الياسي مرحلة الإيديولوجيا و التنوع الفكري التي قدرتها بتسع سنوات من سنة:1980 إلى 1989م،بالدراسة والتحليل، فنبهت من خلاله إلى أن هذه المرحلة اتسمت بالتنوع الفكري، الذي ساهم بشكل فاعل في زيادة الإنتاج، و الإبداع الأدبي بصورة معمقة،من أجل بلوغ الفكرة، و بصورة فيها من الفنية و الاسترسال في الاسترجاعات الزمنية ما يلفت الانتباه،ومن أهم الروايات التي لفتت انتباهها من الناحية الفنية في هذه المرحلة :«عندما يفكر الرجل» و« مطلقة من واقع الحياة»لخولة القزويني ،و«المرأة و القطة »، و «وسمية تخرج من البحر»لليلى العثمان، ورواية« الإنسان الباهت» لطيبة أحمد الإبراهيم ،إضافة إلى مجموعة من الأعمال للأديب إسماعيل فهد إسماعيل،المعروف بإنتاجه الغزير،والذي استمر في عطائه الأدبي، لكن بصورة أكبر و أعمق من المرحلة السالفة؛ فصدرت له مجموعة من الروايات في هذه الفترة مثل :«خطوة في الحلم»، و ثلاثيته : « النيل يجري شمالا ـ البدايات»،و تلتها « النيل يجري شمالاًـ النواطير»، و أردفها ب «النيل الطعم و الرائحة» 1989م. وقد جاءت رواية الأديب وليد الرجيب الموسومة ب:«بدرية»،والتي صدرت عام: 1989م، بصفتها باكورة روائية لقلم إبداعي يخترق هذا العقد ويختتمه.
خصصت الأستاذة زينب الياسي الفصل الثاني من أطروحتها لدراسة:«البناء الفني في الرواية الكويتية خلال فترة التسعينيات من :1990إلى1999م»،وقد تناولت فيه ستة مباحث،و الملاحظ في هذا الفصل أن الباحثة ركزت على التطبيق،فنزعت نزعة تطبيقية تحليلية،ومن أهم القضايا التي ناقشتها في فصلها التطبيقي هذا، المكان وعلاقته بالعناصر البنائية للنص الروائي الكويتي إبان مرحلة التسعينيات،حيث ترى الباحثة لدى مناقشتها لهذه القضية، أن المكان بوضعيته المزرية هيأ مرتعاً خصباً للحوار، على الرغم من اختلاف التوجهات، وقد توزع في الكثير من روايات مرحلة التسعينيات في الكويت،ما بين الحضور التقليدي، و الحديث، و قد تمثّل الحضور التقليدي في الوصف المكاني، الذي لا يُضفي على النص بُعْداً مضمونياً، باستثناء البُعْد الشكلي و التنميقي الذي يُساهم في التزيين، و من جانب آخر يتضح أن المكان كان عنصراً فاعلاً، و مكوناً أساسياً من مكونات السرد الروائي، وساهم في تطور الأحداث، و في رسم معالم الشخصيات الروائية، و إبراز خصائصها النفسية الملائمة له، مما جعله يخرج من فضاءاته الجامدة، إلى شخصيات متحركة شاركت بفعالية في الفعل الروائي.
وأما الفصل الثالث والأخير من الأطروحة، فقد جعلته للحديث عن: « معالم الحداثة الفنية في الرواية الكويتية في فترة التسعينيات من:1990 إلى 1999 م»،ونُلفي في هذا الفصل خمسة مباحث رئيسة:
المبحث الأول، درست فيه إشكالية حداثة اللغة،وناقشت جملة من القضايا التي تكتسي أهمية بالغة،من بينها:التراكيب،حيث لاحظت لدى رصدها لتراكيب الروائي إسماعيل فهد إسماعيل في نصه: « إحداثيات زمن العزلة» على سبيل المثال لا الحصر، أنه يعتمد على صيغة الفعل المضارع، مما جعل الزخم المعجمي للمضارع حاضراً بصورة بارزة، و متوالياً في كثير من الأحيان، و ذلك بتوالي فعلين مضارعين دون وجود أية أداة ربط أو شرط، و يتكرر هذا النسق البنائي للجمل في تواتر مستمر،كما ركزت الباحثة على الاشتقاق وتوليد الألفاظ،والتطابق اللغوي الذي يحضر في إبداعات الكاتبة فوزية شويش السالم على سبيل المثال.
وفي المبحث الثاني من هذا الفصل ناقشت جملة من القضايا الفنية المرتبطة بحداثة الأساليب، و طرائق العرض،وتطرقت في المبحث الثالث إلى الحوار،وأنواعه ،و خصائص لغته،في حين جعلت المبحث الرابع لدراسة الواقع الاجتماعي،وتناولت في المبحث الخامس قضايا الحداثة،وعلاقتها بالتراث، و رواية الخيال العلمي،وقد بينت في هذا المبحث، أن الكثير من الكتّاب الكويتيين، الذين أبدعوا في مرحلة التسعينيات، أدركوا أهمية التراث،وقاموا باستحضاره في نصوصهم،وذلك بغرض إعادة قراءة الواقع المعاصر، و الاستفادة من التراث التليد،و الأخذ منه، بما يتوافق مع معطيات الحاضر.
وقد استنتجت الباحثة في نهاية هذا الفصل، أن الرواية الكويتية، سارت ضمن المنظومة السياقية للرواية العربية، فحركتها كانت مواكبة للحراك الثقافي و الأدبي العربي، من حيث الكم الإنتاجي، و من حيث الكم النوعي، وكذلك من حيث التسابق في التشكيل الفني بمختلف الوسائل التجريبية، حتى غدا النص الروائي الكويتي مليئاً بالإيحاءات، و الدلالات في المعنى، و صار للغة جملة من الأبعاد التي تتجاوز الطرح السائد، و المألوف، إلى درجة الوصول إلى إثراء النص، و خلق المعنى المتجدد، فأدباء الكويت اقتفوا آثار جملة من الأساليب ، و الطرائق الفنية من أجل ممارسة التجريب، الذي يحقق التنوع، و الثراء الفني، ويُعبر عن الذات بمختلف مستوياتها، و وعيها.
وفي الخاتمة العامة للبحث، قدمت الأستاذة الباحثة زينب الياسي، خلاصة النتائج التي توصلت إليها بعد مراحل الجمع، والتنقيب والدراسة،وقد بينت فيها خصائص البناء الفني التي ميزت النصوص الروائية الكويتية المعاصرة،ومن أبرز هذه النتائج:
1-إن البناء الفني للنص الروائي الكويتي، اتسم بالشمولية، من حيث توظيف مختلف العناصر الفنية، التي ترقى بالنص، و من ثمة ترقى بفنيات توصيله إلى المتلقي.
2ـ لقد قام العديد من الكتّاب بممارسة التجريب الفني، وذلك إمّا رغبة في تحقيق الأسلوب الفني الملائم للموضوع المطروح، وإما رغبة في التجريب، والخروج عن الرتابة والمألوف، بغرض تجاوز حاجز التقليد والوصول إلى الابتكار، مما أسهم في تنوع أساليب، وطرائق العرض ،وهذا ما ساهم بشكل فاعل في إثراء الساحة الأدبية بدولة الكويت،وسائر أقطار الوطن العربي.
3ـ لقد واكبت الرواية الكويتية الفن الروائي العربي، ونهضت بالأساليب الفنية الروائية،كما استطاعت أن تتجاوز حاجز المحلية، وتصل إلى الاندماج في السياق الفني العربي، فقد أصبحت بعض النصوص منافسة للنصوص الروائية العربية،وخير مثال على ذلك: سباعية الروائي إسماعيل فهد إسماعيل.
4ـ إن تكرار التجربة الإبداعية، و الاستمرار في الكتابة من قبل بعض الروائيين، أنتج تطوراً ملحوظاً في التوظيف الفني لمختلف العناصر، وبالتالي أسهم كل كاتب في إيجاد الوسائل الفنية الملائمة له، بحيث تميِّز طرحه، و تعمق من خصوصيته، لانتهاجه أسلوباً معيناً ،يختلف عن غيره.
5ـ إن الإبداع الفني الروائي الكويتي، ازدهر بصورة أكبر في فترة التسعينيات، وذلك استشعاراً من الكتّاب لحاجتهم إلى التعبير عن هواجسهم و معاناتهم،انسجاماً مع الظروف التي مرت بها دولة الكويت ،وقد كان الإبداع الروائي الكويتي، بمثابة مرآة عاكسة للأوضاع التي مرت بها الكويت.
كما قدمت الباحثة في الأخير دعوة إلى النقاد والباحثين العرب،مفادها الاهتمام بالنصوص الروائية الكويتية المتميزة،حيث تقول في هذا الصدد:«إنني أطمح، أن يكون هذا البحث دافعاً ومُحفزاً لدراسات أخرى، تدرس الإبداعات الأدبية الكويتية بصورة مجزأة، فهناك بعض الكتّاب، يحتاجون إلى دراسة معمّقة، نظراً إلى ثراء مسيرتهم الفنية الأدبية، وخصوصية و تفرّد تجاربهم الإبداعية، و حتى نعطي المبدع الكويتي مجالاً أفسح للانطلاق والإبداع ؛ فكاتب كإسماعيل فهد إسماعيل، يمتلك رصيداً روائياً ( سبعة عشر نصاً أدبياً )، بحاجة إلى دراسة معمقة، وكاتبة كخولة القزويني تمتلك رصيداً يتجاوز (خمسة عشر عملاً ).
فهما يحتاجان من الباحثين، و الدارسين إلى الكثير من الاهتمام، الذي يتناسب مع حجم إبداعهم الروائي، وكذلك غيرهم من كتّاب الكويت...».
خلاصة:
بقي في الختام أن نقول إن الأستاذة المقتدرة زينب الياسي ،بذلت جهداً كبيراً في إنجاز هذا البحث،ودراسة النصوص الروائية الكويتية،وقد تميز بحثها بالدقة، والموضوعية،وسلامة المنهج،حيث إنها أخذت على نفسها أن تدرس خصائص البناء الفني في الرواية الكويتية المعاصرة،وتُبرز مميزاته، وأن تكشف الطاقات والقدرات الفنية التي يتميز بها أدباء الكويت.
وهي إذا كانت قد ركزت على فترة محددة،فإنها لم تفعل ذلك اعتباطاً أو قسراً،وإنما لمعرفتها العميقة بأنها تفردت بما لم يظهر في غيرها، إضافة إلى أنها لم تحظ باهتمام واسع من لدن مختلف الباحثين والنقاد،فجماليات البناء الفني في الرواية الكويتية المعاصرة،هي بحاجة إلى مزيد من الدراسة والبحث،فقد عبرت الرواية الكويتية المعاصرة بصدق وجمالية عالية عن هواجس المجتمع الكويتي.
وفي نظرنا أن أطروحة الباحثة زينب الياسي هي أطروحة متميزة في سياق البحوث الجامعية التي عُنيت بالرواية الكويتية،فقد جاءت غنية في رؤيتها النقدية،وسلسة في أسلوبها،وجديدة في مضامينها،والمسائل التي أجلت عنها الغموض، تجعلها دعامة لأبحاث لاحقة،فاختيارها لدراسة هذا الموضوع، يعد خطوة جريئة وشجاعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق