(في الخطاب النقدي العراقي / شعر الرواد انموذجاً) للكاتب عبد
الكريم عباس الزبيدي
ياسمين
خضر حمود
النقد
عملية أدبية تعنى بإنتاج نصوص ذات طبيعة أدبية وتناول النصوص الإبداعية، وتختلف كل
عملية نقدية عن العمليات الأخرى وذلك من خلال المنهج المستخدم وأداة المستعملة
لهذا الغرض.
كما
تختلف أيضا بزاوية التساؤل والقضايا إلى تركز عليها والمستويات التي تهتم
بقراءاتها، ومن هنا يختلف النص الأدبي عن النص النقدي من خلال طريقه كل نص او
موضوع كل واحد، وان كان النص النقدي يطمع الى استعياب النص الإبداعي وتجاوزه
بواسطة طرائق تناوله.
عن
سلسلة نقد التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة كتاب الموسوم بعنوان (في الخطاب
النقدي العراقي / شعر الرواد انموذجاً) لكاتب عبد الكريم عباس الزبيدي جاء بـ
(144) صفحة من القطع المتوسط.
وقد
اقتضى منهج القراءة النقدية ان تشكل من كتابه التي تبدأ من مقدمة وفصوله الأربعة اختص
التمهيد بالإبانة او الإيجاز عن مصطح القصيدة الحرة ونشأة هذا المصطلح واستقراره
في المشهد النقدي العراقي.
تضمن
الفصل الأول دراسة عن موقف الخطاب النقدي من الشكل الجديد
(القصيدة الحرة) حيث تم تقسيم الفصل الى ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول الخطاب
النقدي وتعريفه وآلياته في نقد نصوص الشعرية ومدياته التي استلهمت القصيدة الحرة. اما
المبحث الثاني فقد ابرز المواقف النقدية المناصرة لتلك التجربة
الشعرية من خلال استقراء وكشف المضامين الجديدة. اما المبحث الثالث فقد ابرز
المواقف المناهضة التي لم تلق تجربة الشعرية لديها قبولاً من خلال طرح مسوغاتها التي
تؤمن بها اتجاه القصيدة الحرة.
إما
الفصل الثاني فقد تناول تحليل النص الشعري الجديد في الخطاب النقدي وقد تم تقسيمة إلى
أربعة مباحث الأول أصول التحليل النصي وضوابطه النصي التي يستند اليها هذا التحليل
في رؤاه نقدية التي تجعل من النص مداراً نقدية اما الثاني فقد برز سمات قصيدة
الرواد في الخطاب النقدي العراقي تبيان تلك السمات التي جعلت من هذا الشكل الشعري
الجديد مداراً بحث ونقاش مستفيضين امتداد لزمن طويل وظل محور البحث للكثير من
الدراسات النقدية.
إما
المبحث الثالث فقد تناول توظيف الرمز الأسطوري في القصيدة الحرة للشعراء الرواد
إما المبحث الرابع فقد تناول دراسة تلك المنهاج النقدية التي جعلت من القصيدة
الحرة موضوعاً لبحثها في المشهد النقدي العراقي.
اما
الفصل الثالث تناول الخطاب النقدي بما يحمله من مفاهيم وتوجهات على ما زخره ذلك
المشهد من دلالات ميزة ذلك النقد عن غيره وقسم الى ثلاثة مباحث تناول الأول
إشكالية النقد اتجاه القصيدة اما الثاني تم تصنيف النقاد فكرياً وذلك من خلال
تباين الآراء النقدية وتناول فرق بين الناقد الصحفي والكتب الصادرة ومعرفته.
اما
الفصل الرابع والأخير فقد خصص للشعراء الرواد نقاداً اذ كان كل شاعر من الشعراء
الرواد رؤيته النقدية لقصيدة الشعرية الجديدة فكانوا نقاداً فضلاً عن كونهم شعراء
لهم ميزة التفرد والريادة في شكل الشعري الجديد.
وستناول
في هذه القراءة عن شاعر بدر شاكر السياب يعتبر الشاعر بدر شاكر السياب ناقداً
وشاعراً في بناء القصيدة الشعرية فقد أكد على ضرورة (أن نحافظ على انسجام الموسيقى
رغم اختلاف قصيدة الأبيات) وذلك باستعمال (الأبحر) ذات التفاعيل الكاملة مع
الموسيقى قبولاً عند الكثير من الشعراء المبدعين منهم الشاعرة المبدعة نازل
الملائكة وأكد السياب أيضاً ما يسمى بالموسيقى الداخلية في القصيدة على رغم من
تباين موسيقى الأبيات التي قد تكون إبحارها الشعرية ذات تفاعيل الكاملة دون
مجزوئها وفي رأي آخر (أن البيت وحدة القصيدة) ابتعاداً عن الحقيقة الموضوعية إذ
يرى السياب فهم المعنى من خلال تسلسل الأبيات ولاسيما في القصيدة الحرة التي لا
يمكن فهما دون استعانة بالعلامات الترقيم الأسطر التي تساعد على فهم مكونات النص
الشعري.
ومن هذه القراءة النقدية نستنتج ملخصاً يفسر لنا
ان الأهداف والغايات فان كل العمليات التي يقوم بها العمل النقدي تنصب أساساً على
النص الأدبي ولا تخرج عنه إلا بمقدار ما يخدم هذا النص وهكذا يبقى النص كمجموعة من
الرموز اللغوية المتشكلة وفق طريقة معينة لتعبير عن تجربة معينة وهو الهدف الذي
يطمح إليه الناقد ونلاحظ ان النص الأدبي يلتقي مع النص الإبداعي مبني على أساساً
على إرادة للتواصل وان كان كل واحد يريد أن يعبر عن هذه التجربة فانه يتخلف عن
الأخر في تعامله مع اللغة المشتركة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق