2018/02/27

الإتجار بالأطفال بقلم: نورهان خليل

الإتجار بالأطفال
بقلم: نورهان خليل

إنه حقاً مشروع مربح، أليس كذلك. نعم إنه الاستثمار بالأطفال. و لكن هذا الاستثمار يتطلب وقتاً و جهداً و إنفاقاً.
نعم إنفاقاً ، فكلما أنفقت أكثر كلما جنى استثمارك الأكثر.
جنى ربحاً، و نجاحاً و تفوقاً. النبتة تبدأ بذرة في الأرض، مع الاهتمام و الرعاية تكبر و تثمر و تعطي إنتاجاً. و لكن من لديه الصبر على تحمل هذا الوقت؟
تريدون أطفالاً؛ تنجبون؛ تربّون. ينصب اهتمامكم على الطفل البريء ذو الصفحة البيضاء و التي لم تخط الحياة فيها سطراً. و لكن في الحقيقة من يجب أن يخط أول السطر هو الأهل. من يجب أن يبني أول حجرة عليه أن يكمل البناء، وإلا أصبح ناقصاً.
البناء السليم ذو رسالة واضحة،إعداد الطفل بما يناسب قدراته و تطلعاته. و ليس بما يناسب أحلام الأهل. فلكل إنسان شخصية مختلفة حتى ولو كان جزء منك يقف بجانبك. فهذا الاستثمار ليس ذو منافع شخصية ولكن يقف صفاً بجانب الطفل و مستقبله.
أما الإتجار بالطفل فهو إعداده كما يجب، كي يرد الجميل في ما بعد، حتى ولو كان على حساب مصلحته. أن تكونوا عوناً له في الصّغر يجبره على برّكم في الكبر برحابة صدر و ليس واجباً. فالطفل لا ينسى مهما كبر و عاش الكثير، تبقى ذاكرته هي من توجهه لاحقاً.
فالانسان بطبيعته يميل للحب، إن غرست في أرضه بذور المحبة نشأ على هذا المبدأ و وزعه على محيطه. أما اذا كبر على مبدأ السلف و الدَّين هيهات لك أن تحد من طمعه لاحقا.

ليست هناك تعليقات: