"المنتقي من كتب المجاراة والمجازاة" لدكتور عباس هاني
الجراخ
ياسمين خضر حمود
صدر
مؤخراً عن دار الشؤون الثقافية العامة سلسلة خزانة التراث الكتاب الموسوم "المنتقي
من كتب المجاراة والمجازاة" لدكتور عباس هاني الجراخ الذي تمتد صفحاته بـ 152
صفحة.
عرف
الأديب خليل بن أبيك الصفدي (ت 764 هـ) بموسوعيتة النادرة وتعدد مجالات اهتماماته
وتنوعها وقوة حافظتة وإطلاعه على مصادر كثيرة نادرة أفاد منها في تصنيف كتبه ضمت
تراجم وأشعار ومراسلات وفوائد جمة قد رجعت إلى المطبوع منها والمخطوطة وخاصة شعراء
العصرين الأيوبي والمملوكي فأخرجت اولاً كتاباً في البلاغة هو (فض الختام عن التوريه والاستخدام) صدر في بيروت 2013م
واتبعته بأخر في المختارات الشعرية هو (جلوة المذاكرة في خلوة المحاضرة) صدر في الإسكندرية
في السنة نفسها. وكان من بين أعماله التي لم تخرج إلى الناس كتاب (المجاراة
والمجازاة) الذي يخص فيه ما يدور بين الشعراء من مساجلات ومباريات في أيراد الصور
والمعاني في الموضوعات التي يطرقونها وما قد يتفوق احدهم على الأخر.
إما
مصنفاته ترك الصفدي آثاراً كثيرة ونثبت هنا إحصائية دقيقة مستقصيه تحسب أنها أو في
ما ذكر من آثاره المطبوعة والمخطوطة والمفقودة وهي:
اولاً
المطبوعة: اختراع الخراع في مخالفه النقل والطباع والاقتصار على جواهر السلك لابن
سناء الملك وغيرها.
ثانياً
المخطوطة: 1ـ اختيار الاختيار في مكتبة جستربتي برقم 5183.
2ـ
التذكرة الصفدية الصلاحية موسوعه تقع في أكثر من أربعين مجلداً عنها مخطوطات في
دار الكتب المصرية.
ثالثاً
المفقودة: 1ـ أدب الكاتب.
2ـ
ترجمته لنفسه.
3ـ
جر الذيل في أوصاف الخيل.
رابعاً
المنسوب: 1ـ طوق الحمامة هو مختصر شرح قصيدة ابن عبدون لابن بدرون ولعله لأحمد بن
محمد الصفدي سنة (ت 608 هـ).
فان
هذا الكتاب يتناول قضية طريفة تخص المجاراة بين الشعراء في مجالسهم ومنتدياتهم
والمجاراة مصدر جارى وتعني المسابقة والمنافسة والمساجلة فهو يبحث في الأخبار التي
ضمنت ما قاله احد الشعراء وما رد عليه الأخر في معان متنوعة وقد اشتهر بذلك السراج
الوراق سنة (ت 695 هـ).
إما
المجازاة مصدر جازي فتعنى ما يطلبه احد الشعراء من غيرهم أن يجيز بيتا ما من هؤلاء
مثل المعتمد بن عباد وغيرهم.
وهنا
نذكر بعض الأبيات ما جاء فيه شعراء في مجاراة السراج الوراق مع أبي الحسين الجزار
حيث قال:
أو ثغرك الصافي يردُ حُشاشتي
|
يشكُو لهَّيباً من لظى أنفاسي
|
تاللهِ ما هذا فعالُك في الهـوى
|
لكن حُظُوظ قُسَّمت في النَّاس
|
وكتب
الجزار إلى الوراق وقد غرق بالنيل وسلم وذهبت له دراهم (الكامل) حيث قال:
أصيرْ سِرَجَ الدَّين مُحَتسباً
|
فالله أعطى ضِعف ما أخـذا
|
الَبحرُ جارُك أو أخوكَ وكمْ
|
سامحتُ جاركَ أو أخوكَ كذاَ
|
فأجاب
الوراق (الكامل):
ياحافظاً عهد الصديقَ إذا
|
نكث الصديقُ العهدَ او نبذا
|
صحبَّتي بنسيم غاديــةٍ
|
هي للنفوس فواكهُ وغـذا
|
فغفرتُ للأيام زلتـــها
|
عندي وقلت لهن: ذاك بذّا
|
د
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق