في سبيل إبداعٍ حقيقيٍّ يرتقي بالعقل وينأى عن التَّطرُّف
بقلم: رانيا مسعود
في إطارِ ما نعيشُهُ من
ظروفٍ أدَّتْ بالمواطن العربيّ إلى الحيادِ عن مسارِهِ الإبداعيِّ، والتشتيت
المتعمَّد في مناحٍ متعددة تنأى عما نشأنا عليه في بيئاتنا العربية الإسلامية من
أخلاقٍ وقيمٍ، لا نجدُ بُدًّا من العودةِ إلى المجالاتِ الإبداعيةِ، حيثُ ترتقي العقولُ
وتنأى بنا عن الأفكار الهدَّامة المتطرِّفة التي أدَّت إلى دمار المجتمعات
وتفككها، بل ولا نبالغُ إذا قُلنا وانهيارها بالكُلِّيَّة. وسبيلُنا الوحيدُ إلى
ذلك هو بَثُّ روح الحماسة في أجيالٍ واعدةٍ من شباب المفكرين والمبدعين الذين سوف
يُعَوَّل عليهم أمر تغيير وجهة المجتمعات إلى الوجهة السليمة باقتيادها نحو مناخٍ
معتدلٍ محاطٍ بالمجالات الثقافية والفنية والفكرية لاستعادة روح الهمة والحماسة.
وتتخذُ عملية استعادة
المسار الإبداعي أنماطًا مختلفة من بينها تشجيعُ البراعم والناشئة على فنون اللغة
العربيةِ من استزادةٍ في القراءة والاطلاعِ على مجالات الفكر المتنوعة، ومحاولات
الكتابة في القصة والرواية والمسرحية وغيرها من ألوان الإبداع القديم منها
والمستحدث. ومؤخرًا ظهرت مبادراتٌ محمودةٌ أخذت على عاتقها مسؤولية تشجيع شباب المفكرين
والعلماء على الإبداع الحقيقي بتنظيم مسابقاتٍ، وإرسال بعثاتٍ تثقيفيةٍ إلى بلادٍ
غربيةٍ بهدف ترجمةِ وتبني العلومِ والفلسفات والأفكار الناجحة منها والهدَّافة،
وتنمية الروابط بين المجتمعات شرقًا وغربًا.
والمسؤوليةُ المجتمعيةُ لم
تقتصرْ فقط على المشروعات الثقافية الحكومية ومؤسساتها بل امتدت لتشمل المؤسسات
المدنية والجماهيرية مشاركةً من المواطنين في محاولةِ استيعابِ الأزمات المجتمعية،
لتبنِّي أفكار الشباب ومحاولة تنفيذ البنَّاء منها، وتقويم العادات والسلوكيات
الخاطئة التي قد تؤدي بالشبابِ إلى الشعورِ بالإخفاقاتِ والإحباطات، مما قد يجعلهم
عُرضَةً لتبني الجماعات المتطرفة بنشر الآراء والمفاهيم السلبية والمغلوطة للدين
والتربية والعادات. ونحنُ إذ نستنكر هذه المحاولات الهدَّامة للمجتمعات الإسلامية نحرصُ
على الإشادةِ بالدور القويم الذي تبذله الجهاتُ كافة لاحتضان الفكر الشبابي،
واستيعاب القدرات الكامنة بداخل أشبال وبراعم المجتمع للحث على تربيةِ الانتماء
الفكري السليم للمجتمع الإسلامي بشموليته والمجتمع العربي بخصوصيته المتمثلة في
الحرص على تطبيق المناهج والأفكار والقيم المثلى المتأصلة في البيئة والثقافة
العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق