عبدالرحمن أبوعوف قدم رؤية للمشهد الروائي من خلال منظور سياسي بندوة بور فؤاد
كتب/ سمير الفيل
" رؤية للمشهد الروائي من خلال منظور سياسي " هو عنوان الندوة التي أقيمت بمدينة بورفؤاد مساء الأربعاء 21 يوليو 2010 ، وحاضر فيها الناقد عبدالرحمن أبوعوف ، وقدم من خلالها رؤيته حول الرواية المصرية خلال نصف القرن الأخير كما تحدث عن السبب في إنشاء دورية " الرواية " التي يرأس تحريرها ، وتصدر عن الهيئة العامة للكتاب ، وقد أصدرت حتى الآن أربعة أعداد، والخامس في المطبعة ، وفي هذا الشأن أرجع الفضل للراحل الدكتور ناصر الأنصاري الذي تحمس لاقتراحه بإنشاء الدورية وتحديد ميزانية لها .
قال أبوعوف أن المجلة حاولت ضرب المركزية الأوربية بعمل ملفات تضم ترجمة العديد من المقالات النقدية التي تتناول الرواية في عدة دول منها الرواية الإيرانية مثلا ، والرواية الصينية ، وغيرهما وهذا لا يخضع للمنطلقات السياسية فمن حق القاريء العربي معرفة كل ما يدور حوله.كما نبه أبوعوف إلى أن الرواية تزدهر كلما تحول المجتمع من ترويج الرأي الواحد إلى تعدد الآراء والتوجهات. وأكد كون الثقافة المصرية ظلت لفترة طويلة خاضعة للمركزية الأوربية متمثلة في التيار " الأنجلوسكسوني " أو " الفرانكفونية " ، وجاء الدور الآن للانفتاح على الثقافات الاخرى وعدم تهميشها أو إسقاطها من الحساب .
الندوة أقيمت في مركز شباب العاشر من رمضان ببورفؤاد ، ودعت إليها جماعة " إبحار " الأدبية وأدارها الناقد البورسعيدي أحمد رشاد حسانين ، وقدم لها الشاعر نزار بيومي ، وتحدث في بدايتها السيد رضوان نائب رئيس المركز ، وشهدت مداخلات لعدد من الحضور منهم : الروائي زكريا رضوان ، الشاعر سمير معوض ، السيد كراوية ، سمير الفيل ، الشاعر محمد عبدالهادي ، وآخرين كما حضرالندوة كتاب منهم الشاعر إبراهيم الباني ، والشاعر أسامة المصري والشاعرة رجاء أبوعيد والقاصة سمية الالفي ، والشاعرة السيدة الشولي ، وآخرين ....
تطرقت الندوة لقضايا سياسية هامة حيث هاجم عبدالرحمن أبوعوف سيطرة رجال الأعمال على نظام الحكم في مصر وتحدث عن اعتقال السادات له وحدد مناطق التراجع في الموقف المصري وتسلل إسرائيل لقارة أفريقيا والعبث بمياه النيل .
أبوعوف المولود في بورسعيد أبدى سعادته بالعودة لمسقط الرأس وتحدث عن روائيين عرب في منتهى الأهمية مثل الطيب صالح الذي رأى أنه يستحق نوبل ولا يعيبه سوى قلة إنتاجه وأعرب عن قلقه للحديث الدائم عن " موسم الهجرة إلى الشمال " وإهمال روايات أخرى شديدة العذوبة منها " عرس الزين " و" دومة ود حامد " وتحدث عن لقائه الأول به في مهرجان " المربد" ببغداد ، كما تحدث عن تجربة عبدالرحمن منيف وثمن تجارب الروائيين المصريين من جيل الستينيات ومنهم بهاء طاهر وجمال الغيطاني وصنع الله ابراهيم، وعبدالحكيم قاسم . لكنه تحدث بتقدير كبير عن روائيين آخرين منهم ابراهيم عبدالمجيد الذي يرى أنه يقدم مشروع روائي يستحق التحية كما أشار إلى أهمية الرواية الأخيرة للدكتور محمد المنسي قنديل رغم عدم فوزها بالبوكر وكانت تستحق.
جلسة المقهى جاءت بعد انتهاء الندوة الرسمية واستمرت حتى الرابعة صباحا وحضرها عدد كبير من الأدباء ، منهم : الشاعر إبراهيم الباني والروائي فكري داود ،والشاعر نزار بيومي وسمير الفيل ، مع مجموعة من الأدباء الشبان منهم : طارق زرومبة ، علاء فرج ، محمد عبدالهادي ، محمد فاروق ، نزار بيومي . وقد استعاد عبدالرحمن أبوعوف رحلته من بورسعيد إلى السيدة زينب وأخيرا استقراره في المعادي متحدثا عن تجربته الطويلة في الأدب والنقد والحياة، وقد ثمن تجربة فاروق عبدالقادر النقدية ورأى أنه من القلائل الذين لم يبيعوا قلمهم كما تحدث عن تجربته السابقة في مجلة " القاهرة " التي عمل فيها مع الدكتور غالي شكري ، والمصاعب التي لقيها بسبب موقفه السياسي كماركسي وتحدث كذلك عن عمله لفترة مع عبدالرحمن الشرقاوي في مجلة " روز اليوسف" ، و عن يوسف السباعي رأى أنه بالرغم من موقف المثقفين منه إلا أنه كان قادرا على إنصاف الأدباء ودعمهم حين يتعرضون للمرض أو الفاقة. كذلك أبدى تقديره البالغ ليوسف إدريس ككاتب من طراز رفيع وتحدث عن كتاب أصدره عن إحسان عبدالقدوس كروائي وقاص وصحافي .
وكان أكثر الحضور قد تحدث عن كتابة الأهم " " البحث عن طريق جديد للقصة القصيرة " من ضمن 24 كتابا أصدرها.
......................................
ندوة مثيرة ، وجمالها أنها لم تتحدد بإطار جامد فجمعت بين الرأي النقدي وشذرات من التجربة الشخصية مع مساحة لا بأس بها من تقييم الموقف السياسي الراهن واشتباكه مع الهم الثقافي .
نقلا عن منتدى القصة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق