مثقفون: منع الكويت كتب مصرية موقف غير مبرر
كتب/ بلال رمضان
أكد عدد من الأدباء والمثقفين ممن منعت إدارة معرض الكويت الدولى للكتاب كتبهم ، فى دورته الخامسة والثلاثين، والمزمع إقامته فى الثالث عشر من أكتوبر المقبل وحتى الثالث والعشرين من نفس الشهر، على أن هذا القرار لا مبرر له من دولة عربية المفروض أنها ترعى الثقافة، وتأكيدا على أن الرقابة فى الكويت على الكتب أصبحت فى الداخل والخارج.
وطالب المثقفون وزارة الثقافة واتحاد الناشرين المصرين والعرب واتحاد الكتاب أن يكون لهم موقف إزاء هذا القرار، وألا يقابلوا قرار الكويت بمثله ويمنعوا استقبال الكتب الكويتية فى مصر، مؤكدين "لسنا فى خناقة فى إحدى الحارات، ومصر أكبر من أن تقابل الإساءة بمثلها وتصادر كتابًا".
فقال الكاتب الكبير خيرى شلبى "إن الحجر على الفكر والثقافة لا يوصف إلا بالهمجية والتخلف الفكري، والذى يؤكد على أن دولة بحجم الكويت تدعى الفكر والثقافة تمنع مثل هذا العدد الرهيب والكبير من الكتب، فما فعلته الكويت عمل ضد الثقافة ، وبرأيى أنه لا يوجد وراء هذا العمل أى حجة سياسية ، وكأن هذا المعرض أشبه بدكان يختار ما يريد عرضه ليبيعه لجمهوره".
وأضاف خيرى شلبى "من المؤسف حقًا أن يصدر مثل هذا الموقف من دولة ترعى الفكر والثقافة وتصدر سلاسل أدبية وفكرية متنوعة، وسوف تسقط الكويت من أنظار العالم ولن تحظى بالتقدير طالما ابتعدت عن مصر".
وطالب خيرى شلبى وزارة الثقافة والهيئات المصرية المعنية بالنشر والإبداع أن "تقاطع المعرض".
ورأى الكاتب الكبير يوسف القعيد أن هذا القرار يدل على أننا أمام محنة ومأساة لدولة من المفترض أن وضعها السياسى والثقافى والديمقراطى متقدم.
وأكد القعيد على أنه لا يجب أن يكون الرد على مثل هذا القرار بالرفض والتعنت، بل يجب على المؤسسة الثقافية فى مصر أن يكون لها موقف إزائه، وألا تقابله بمثله بمنع الكتاب الكويتى فى معرضها للكتاب.
وأبدى القعيد دهشته من منع عرض كتبه فى الكويت لأنها تتحدث عن الاحتقان الطائفى فى مصر، فى حين أن الكويت لا تعانى مثل هذه الأزمات.
وفى نفس السياق رأى الكاتب والمفكر د.جلال أمين أن منع كتبه ومنهم "هكذا علمتنى الحياة" يرجع إلى أن هناك فصلاً كاملاً عن الفترة التى عاشها فى الكويت، والتى تتضمن بعض الانتقادات للكويت.
وقال د.جلال أمين إذا كان كتابى يسئ إلى الكويت وينتقدها فيحق لأى كاتب أن ينتقدنى ولكن مصادرة الكتب ومنعها من الوصول للناس أمر سخيف وأرفضه تمامًا.
ومن جانيه طالب د.جلال أمين أن يكون لاتحاد الكتاب برئاسة الكاتب المسرحى الكبير محمد سلماوى موقف من هذا القرار.
ومن ناحية أخرى أكد الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد على أن قرار المنع ليس بجديد عليه، لافتًا الانتباه إلى أنه قد سبق وقد تعرض له من الكويت نفسها، ومنعت عرض الكثير من رواياته قائلاً "فى كل مرة كانت تصدر لى رواية كانت الكويت تمنع عرضها، ولم أشر إلى هذه القرارات لأننى كنت أراها فردية ولم أشأ أن أحدث بلبلة، ولكن هذا القرار يدل على أن الرقابة على الكتب فى الكويت أصبحت فى الداخل والخارج، وأن التيار السلفى هو يفرض شروطه على الحياة الثقافية والاجتماعية فى الكويت.
واتفق إبراهيم عبد المجيد مع كل من خيرى شلبى وجلال أمين ويوسف القعيد على أنه لا يجب أن تقابل المؤسسة الثقافية فى مصر قرار الكويت بمنع عرض كتبها فى معرض القاهرة وقال "على مصر أن تفتح أبوابها لكافة التيارات الثقافية، وأن تحافظ على مكانتها".
وكانت إدارة معرض الكويت الدولى للكتاب، بدأت بإرسال فاكسات تحمل قوائم الكتب الممنوعة للناشرين المصريين المشاركين فى هذه الدورة، ومن أبرز الأسماء التى قررت إدارة المعرض منع كتبهم عن الوصول إلى القراء الكويتيين هم محمد حسنين هيكل وجلال أمين وجمال بدوى وجمال الغيطانى وإبراهيم أصلان وإبراهيم عبد المجيد وخيرى شلبى ورضوى عاشور ومحمد المنسى قنديل ويوسف القعيد وفهمى هويدى وعلاء الأسوانى ومحمد عمارة وفاروق جويدة وعزت القمحاوى وإبراهيم فرغلى وآخرين كثيرين.
نقلا عن اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق