فازت القصة القصيرة المخطوطة غير المنشورة "تقاسيم" للأديبة الأردنيّة د.سناء الشعلان بالجائزة الأولى للدّورة الحالية للعام 2011 لجائزة أحمد بوزفور المغربية للقصة القصيرة.ويأتي هذا الفوز كما تقول الأمانة العامة للجائزة بعد لقاءات متواصلة مباشرة وغير مباشرة، وبعد تفحص دقيق ومناقشات عميقة عدة و بعد أخذ ورد ، حول كلّ النصوص القصصية الإبداعية التي توصلت بها الجائزة التي تكوّنت هيئة تحكيمها من د. أحمد بوزفور و د. الأمين الخمليشي ود. عبد الحميد الغرباوي.
وهذه الجائزة هي جائزة عربية متاحة لكلّ القاصين العرب بغض النّظر عن أعمارهم،وهذه الدّورة،وهي التاسعة تحمل اسم "القاصة الراحلة مليكة مستظرف". وسيتّم تسليم الجائزة في المغرب في ملتقى مشروع بلقصيري للقصة القصيرة.
والقصة الفائزة التي تحمل عنوان "تقاسيم" تقدّم توليفة قصصيّة قائمة على 15 تقسيمة سرديّة تقدّم فنتازية تاريخيّة لعلاقة الأديبة الشعلان بالسّرد القصصي عبر توليفات سرديّة مختزلة لتجربتها الحقيقيّة مع الكتابة منذ كانت طفلة إلى لحظة كتابة النّص/تقاسيم. فهذه القصة هي سيرة حقيقيّة للشعلان تؤّرخ عبر تقنيّة الالتقاط المختزل والمكثّف لتجربتها مع الكتابة،فهي أقرب ما تكون إلى شهادة إبداعيّة عبر توليفات قصصيّة،فهي تقدّم شهادتها القصصيّة عبر تسجيلها في نصّ قصصي يستطيع أن يتحدّث بنفسه عن نفسه.
وقد عبّرت الشعلان عن سعادتها بهذا الفوز،وعدّته إنجازاً جديداً يُضاف إلى جملة إنجازاتها التي تفتخر بها،لاسيما أنّ هذا النّص كما تقول له مكانة خاصة في نفسها؛لأنّه يقدّم سيرتها مع كتابة القصّة القصيرة عبر القصة القصيرة ذاتها.
ومن أجواء القصة الفائزة: "حكاية (13):الحياة هزيمة كبرى،وهذه الحكاية الأولى في عُرفها،وكي تنتصر على كلّ الهزائم لا تنقطع تكتب الحكايا،من الهزيمة صنعت أطواق النّجاة،ومن الموت صنعت بشراً لا يموتون، وفي الفقد زرعت أطراف لا تبتر،وأعضاء لا تعطب،ووهبتها لكلّ المحرومين والمنكوبين بعد أن نبتت أحلاماً وفرصاً جديدة،ومن سنابل الجوع صنعت بطوناً لا تعرف الخواء،ومن عناقيد الحرمان جدّلت جدائل الألفة والسّكينة والحبور. هي لا تملك غير الحكاية،تهبها مجاناً لكلّ سائل أو حزين أو باحث عن طريق،تزرعها تحت مخدّتها،وتنام بعد أن تتعوّذ بها من كلّ الشّر الذي لا يمكن أن يمسّ امرأة تتمترس خلف فضيلة الحكاية!
حكاية (14):الذين لم يأتوا حقيقة استولدتهم قهراً في حكاية،الذين ماكان يجب أن يأتوا نفتهم إلى حكاية بعيدة جداً،عليها فقط أن تكتب لتتغيّر كلّ أقدارها،فهذه حكايتها،امرأة تتحقّق حكاياتها،وأحياناً تهاجمها،وكثيراً ما تعضّها! وغالباً ما تصيبها بصداع السّرد والتّفاصيل الصّغيرة التي تتقن أن تجمعها بمهارة من كلّ مكان،وتدسّها بهدوء وتكتّم في جعبتها السّحرية! وتغادر بصخبٍ مؤجّل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق