صدر كتاب مسامير الذاكرة للكاتب عبد الفتاح صبري عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة يوليو 2013، ولوحة الغلاف للفنان بوكرش، وجاء الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط، والكتاب مجموعة من النصوص النثرية يقسمها الكاتب إلي أربعة أقسام: أولا: تهاويم الحقيقة، وثانيًا: لأني أنا، وثالثًا: تنافرات التوافق، ورابعًا: تجليات.
في
هذه النصوص يرصد الكاتب عدة مشاهد إنسانية، نراه ينحت شخوصه، يرسم ملامحهم، أبعاد
شخصياتهم، سيماهم، علاقتهم السوية منها والنزقة، المعتدلة والشرسة، القاهرة
والمقهورة، الظالمة والمظلومة، يرسم ذلك بحرفة ودربة، ويسعى الكاتب إلي إعادة
اكتشاف الحياة داخله، نراه يفتش في صندوق الذكريات، يبحث عبر سرداب العمر، يرصد
المشاعر الفياضة في بحر المشاعر الإنسانية والأشواق الهادرة التي خلفتها صور
الغياب المختلفة: بالموت، بالرحيل، بالسفر، بالغربة. تلك الصور المتعددة للفقد
والغياب، ونتعرف خلال هذه الرحلة ونرى عدة صور متقابلة للخطيئة والشرف، للنزق
الشبقي والوفاء النادر، للغواية والمخادعة والمشاعر الإنسانية الصادقة، لحظات
كثيرة يرصدها الكاتب المغترب دومًا وراء الشمس ... شمس العمل في البلاد العربية،
فهل كان حصاد الغربة هو تشقق القلب ووجع الروح وصدأ العاطفة؟ هكذا دائمًا نرى رجل الغربة يتحسس بيته البارد،
من الحبيبة الغائبة، من لماستها الدافئة التي لا تزال تحفظها الذاكرة المجهدة
والمتعبة دوما بفعل السفر، وفي النهاية يقبض رجل الغربة علي مجموعة من الذكريات
التي تحولت عبر سنوات الغربة إلي مجرد أشباح تطارده ويطاردها دومًا.
الجدير
بالذكر أن الكاتب عبد الفتاح صبري يعمل منذ سنوات مديرا لتحرير مجلة الرافد
الثقافية التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة/ الإمارات العربية المتحدة،
وقد صدر للكاتب من قبل: صحوة الجماجم والحزن/ قصص/ دار الثقافة الجديدة للنشر
1993، وصراخ التداعي/ قصص دار الثقافة الجديدة للنشر 1994، والغربان لا تختفي أبدًا/
رواية عن مركز الحضارة العربية للنشر 2000، وحكايا أنثوية/ قصص عن مركز الحضارة
العربية للنشر 2005، نصوص قابلة للنسيان عن كتاب الرافد الذي يوزع مجانا مع مجلة
الرافد الشارقة/ الإمارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق