2013/07/29

"تجلي الجّد" بقلم: هشام جلال أبوسعدة



تجلي الجّد
هشام جلال أبوسعدة
التاسعة مساءً، مازال حكيم مُقلبًا في أوراقِ أجداده، وقفت خلف مكتبه أُدلك رقبته. يقراء في مدونات أبوه لادع عن الشبه الغريب بينه وبين جده الحكائي، فيتعجب مُحدثًا لنفسه: كيف يكون هذا الرجل المتزن القادر على تحديد أهدافه في الحياة يشبهني أنا المُتخبط؟ .. كلا ليس بمُتخبِط، أعرف ما أريد، فقط لا أريد أن أغرق في دوامةِ حياة تقليدية سار فيها البشر منذ بدء الخليقة، لا أحب التنميط، أريد أن أحيا حياتي بما لا يفرضه علي نظامٍ أو قانونٍ أو إنسانٍ حَتَّى لا أفيق بعد عُمرٍ طويلٍ فأجدني لم أفعل شيئًا إنما فقدت حياتي مُنفذًا لأوامر الآخرين، فتخليت عما يدعون أنها نواميسٌ مُنظمة، تجعلنا مُنتظرين لما لا نراه، ومع ذلك ننتظره.
-          لماذا لا تؤدي الفرائض يا حكيم؟ .. لا أراك تصلي؟
-          انتفضَ من مكانه، فالصوتُ آتٍ من فوق رأسه، إنما هو غيرَّ قادر على الحركة.
-          لا يرد؟
-          نسيت الله فأنساك الطريق؛ ملكتك شهواتك وأمنياتك..
يعود الصوت برزانة، تتحرك أمامه ظلال ليجد كَأنَّه ينظُر في المرآة ليتبين له نفسه بعد الخمسين. أبيض البشرة بعينين ثاقبتين شديدي التأثير، لحَتَّى أنه من الصعوبة الاستمرار في النظر لعينيه طويلًا. متوسط الطول، يميل للوسطية، مُمتلئًا، ميله للنحافة أكبر، تميل تقاطيع وجهه للاعتدال، عدا المسافة بين الفم والأنف تراها زائدة:
-          من أنت؟
-          جدّك آديم الحكائي، .. لا تخف.
-          أعدت من الماضي.. أم أنني أُصبت بنوبةِ جنون؟
-          لم أغادر أبدًا حَتَّى تقول أني عدت، .. أنا معك في كُلِّ وقت.
-          تشبهني تمامًا!! .. أأنت قريني الذي يدّعون.. أم ماذا؟
-          لست قرينك، قلت لك أنا جدّك آديم الحكائي.. أدم يا بني.
-          ماذا تريد مني؟ .. ما الذي دعاك لتأتيني في تلك اللحظة؟
-          أنتَ ناديتني!..
-          لم أفعل!..
-          بل فعلت بتخليك عن العبادة، .. ماذا أصابك؟!
-          ماذا أصابك أنت؟ .. إلام تدعوني؟
-          التقرب يا بني..
-          أيُّ  تقرب؟ .. ولمن؟
-          .. التقرب إلى لله!!
-          .. من هو الله؟
-          الله أحد، الله الصمد، ..
-          عدت لتخريفك، كما قرأت فيما دونت، .. شيخٌ مُخرِف.
-          إذن أنت لا تؤمن بوجود إله؟ بالفعل كما فهمت من أفعالك.
-          فيرد ضاحكًا ضحكة مكتومة بخجل: تلك مسألة قابلة للنقاش، قد يكون موجود، كما أنه قد لا يكون له وجود مطلقًا، ليعاود في عنفوان: إنما حَتَّى إذا كان ذلك الإله موجودًا، فعلاقته محدودة بالحياة البشرية، فالحال كما ترى لا يُنبئ أبدًا بتدخل إله، .. فالحاصل كُله فوضى عارمة.
-          إذن أنتَ أيضًا لا تؤمن بوجود الحياة الآخرة؟
-          قطعًا كلا، فحياتنا آخر ما فيها النوم تحت التراب، فلا ضرورة للادعاء بوجود حياة أخرى، .. قل ليَّ ما الداعي؟
-          آيتساوى الناس بعد كُلّ ما كان؟
-          ولِم لا؟  تلك الحياة الدُنيا كافية وزيادة، من كان قادرًا على الفعل.. فعل، ومن كان من غيرّ القادرين، اكتفى.
-          ماذا لو أن البعض لهم حظوظ أفضل من الآخرين؟
-          تلك حجة الفاشلين المتقاعسين، نحن العاملين لحظوظنا.
-          فلماذا الالتزام بالأخلاق؟
-          الأخلاق بدعة، القوانين هي الحاكمة، فمن يُخالِف يُعَاقبْ.
-          إنما ثمة أفعال كثيرة يُمكن للإنسان فعلها من وراء القانون؟
-          لك ذلك... أفعل إن استطعت.
-          إذن أيضًا فلا داعي لمسألة الأسرة والعائلة وصلة الرحم؛ الأم والأب والابناء والأخوات والصداقة والانتماء.
-          تتكلم هنا عن فطرة الطبيعة، مَالها الآخرة بذلك.
-          ومن واهب الفطرة.. يا أخي؟ .. أنتَ تكابر..
-          ضاحكًا: .. في كُلِّ الكائنات الحية فطرة، .. مالك أنتَ؟
-          أملك العقل، فإن كانت الفطرة لا تُفيد، فما فائدة الالتزام؟
-          الضمير يا بني آدم.
-          وما الضمير، إلّا الحاكم للأفعال في سبيل الثواب والعقاب.
-          تلك حياتنا الدُنيا ما لنا غيرها من حياة؛ .. تلك عقيدتي.
-          تلك مقولة الأولين.
-          نحن والأولين والآخرين في مركب واحدة، صدقني، لا فائدة  من أيِّ شيءٍ إلّا ما نلمسه حالًا، حَتَّى ذلك فلا فائدة منه.
-          ماذا عن ما بعد الموت؟
-          عندما يموت المرء لن يشعر أنه مات، قد يكون ثمة انتقال، إنما الرأي أنه ليس له من داع. فكل ما يفعله الناس هنا له ما يبرره، تلك هي الحياة الوحيدة.
-          لهذا تريد أنت ومن معك، امتلاك إرادة القوة والسلطة والسيطرة والسيادة والتملك والتخطي، والعلو؟ فكلها لقلة الإيمان بوجود حياة أخرى فيها الحساب: الثواب والعقاب.
-          فيهز رأسه في كُلِّ الاتجاهات، متذبذبًا، غير مقتنعًا: لحدٍ كبيرٍ أنتَ محقّ.
-          لذلك لا تصرحون بما في نفوسكم، تدعون أنكم مؤمنون، تريدون شغل غيركم بالإيمان بالخالق والآخرة، والخوف من العقاب، والفرح باللقاء، لتعلقوهم بشيءٍ خفي، .. قوى عُليا تُسيطر عليهم، لتسودوا أنتم؟
-          يضحك: هنا دنيا الأذكياء، من يعرف أكثر يكسب أكثر.
-          إذن توسمون من ينكرون الخالق والبعث والحساب والحياة الأخرى بالعارف وأن الفهلوة والجشع والأنانية والتمتع دون رادع علمٌ وشطارة والتمسك بالدين والأخلاق والأسرة والصداقة والقيم الإنسانية والإيمان بوجود خالق ودنيا أخرى جهلٌ وخيبةُ أمل.
-          كلا فقط الإيمان بوجود خالق وحياةٌ أخرى هم الخيبة.
-          ما فائدة الأخلاق والقوانين؟
-          للردع، فالتمسك بما هو دنيوي في إطار القوانين الحياتية هو عين العقل.
ليباغته بسؤالٍ سريع، بادئًا بقولته: قل ليّ بالله عليك؟
-          ليقاطعه آديم: نعم يا أخي؟ .. من هو الله الذي تُحلفني به؟
-          فيتراجع ضاحكًا، أبدًا تلك كلمةٌ دارجة، ثقافة يعني، ما علينه.. دعني اسألك: قلي ليّ ما فائدة الإيمان بوجود خالق؟ ودنيا أخرى مُمتدة؟ مُشيرًا له بيده؛ اسمعني: كفانا ما عشناه هنا في هذه الدُنيا، فحياتنا تكفينا الآن، لا نريد حياة أخرى، ما فائدتها؟ .. حَتَّى ما نحن فيه الآن ليس له أيَّ فائدة.
-          فائدتها أنك إنسان مخلوق غير فاني خالد، منذ نُفخت في أبينا
آدم الروح، نحن خالدون لا نفنى.
-          ومن أدراك؟
-          دعني أكمل..
-          مُنفعلًا: تفضل.. ليظل مُتطلعًا.. إنما مُبتسمًا في سخرية.
-          بهدوء الواثق: إفهم يا بني.. أنا لا يرضيني أبدًا، بل أن عقلي وقلبي لا يطاوعاني كذلك، أن أكون عابرًا في ممر إلى اللا شيء، .. كالبهيمة، أحيا فترة محددة، نتعرف فيها على بعض الناس، ليموتوا قبلنا أو بعدنا، فلن نراهم أبدًا، إنما تظل مرتبطًا بهم عاطفيًا ووجدانيًا، ما الفائدة؟
-          لا فائدة، كله هراءً معنويًا، أنت غيرّ مُجبر على ذلك الارتباط فعليًا، فتلك كٌلها صلات تنقطع بنهاية الحياة.
-          قل لي أنت نفسك تبحث عن السعادة والحياة في الحب مع إنسانة، قد لا تراها بعد ذلك أبدًا، فما الفائدة؟
-          لا فائدة إلّا بعض المتعة، تلك هي الحياة الدُنيا، .. حِفنة تُراب.
-          فإذا كنت تعرف أن آخر كُلُّ ذلك حِفنة تُراب، تعرف بأنك قد تًغلق عينيك، فلا تفيق أبدًا، لتكن نهايتك، إذن لماذا كُلّ تلك الترَّهات التي تفعلها لتملك، أو لتُحسن من صورتك أمام نفسك والناس، لتجمع ما لا تملك وما لا تحصي لذريتك، أنت آفل، هم أيضًا آفلون، بل لن تلتقون أبدًا، .. فما الفائدة؟
-           قل ليَّ أنت بشرفك؟ .. ما الفائدة؟
-          دعني أتصور أن كلامك صحيح ما الذي يجبر هؤلاء المطحونين والمعدمين والقابلين بالمتسلطين عليهم قبول ما هم فيه؟ ما الذي يجعلني ويجعلك ويجعل كُلّ الناس قابلين  لشرائط الأخلاق الحميدة التي في الغالب ما وضعتها أنت وذويك؟ كما لِمَ علي بالقبول بقانون الضرائب وما جاء في فيما يخُص حكم الأسرات والمكوث في الحكم عمرًا؟
-          حكم القوي على الضيف .. أنت لا تستطيع إلّا القبول.
-          دعني أكمل .. ما الذي يجعلك تقبل حَتَّى بمفهوم الدولة، مفهوم المجتمع وماتضمه من مفاهيم عن الأسرة والزواج والطلاق والطفولة والبنوة والأخوة، أوامر التخلي عن امرأة أو مال غيرك، أن احترمك في أيِّ مكان أنت وغيرك؟ أن يكون لديك أنت كُلَّ شيءٍ أو بعضه وليس عندي مثلك؟
-          الخوف من القانون.
-          ما القانون؟ إذا أمنا كلنا بأن النهاية حتمية وأن ما نحن فيه عبثٌ بيننا وبعضنا، فاقتنعنا بأن ما نفعله ترَّهاتُ ماءٍ مسكوب، فالغبي فقط هو الذي سوف يتمسك بالأخلاق والعفة والضمير، .. فلنفعل ما نستطع سرًا.
-          ..... لا تعليق.
-          الغبي من يخاف على أيِّ شيءٍ مما تقول، لأن كُلَّ شيءٍ  بات هو اللاشيء، لأنه في الحقيقة أنتم قلتم أن ما نحن فيه لاشيء، تصور لا أحد منا يُمكنه تصور أن حياته الفائتة والقادمة مهما كان عمره على الأرض، تُعد لا شيء أنا نفسي لا يرضيني ولا يكفيني إلّا الخلود، أن أكون كائنًا مستمرًا لا نهائيًا.
-          ..... لا تعليق
-          إنما لكي أحصل على ذلك، فلا محالة من أن تكون هناك بداية ثانية تابعة لما نحن فيه. إنما لكي تكون ثمة حياة أخرى بعد تلك الحياة، فلابد من خالق، لأنه ليس في كُلِّ مرَّة، ستقوم الطبيعة بعمل الخالق، فأوجدتك لتأخذك لتوجدك ثانية، إلَّا كنا رأينا هنا تناسخ، كُلّ من ماتوا يظهرون ثانية، ليحيون حيوات أخرى، وهلم جرَّا.
ضاحكًا بسخرية، ناظرًا له كمن ينظر في المرآة، باستخفاف:
-          لا تُدخلني في ترَّهاتٍ فارغة، أجبني من فضلك، فما فائدة وجود خالق في التأثير على حياتنا الدُنيا.. أوليس القانون الوضعي كافٍ؟ .. في الدول غير المتدينة الحياة أفضل من الدول الدينية بكثير جدًا.
-          كلا أبدًا، بوجود الخالق، أنت ربيت نفسك على شيءٍ غير مرئي ولا محسوس، بوصلة موجهة بقانونٍ إلهي سماوي ذاتي وسمه "الخالق.. الله الصمد"، لأنك علمت أن الحياة مهما طالت قصيرة، مهما جمعت فيها، وملكت، وعرفت، وأخذت، وسدت تافهة، إنما الحياة الحقَّة الجامعة فهناك.
-          من أدراك؟ ممن استقيت تلك المعرفة!؟ من أين الثقة!؟ 
-          من عقلي، .. قبلك خلق الله من ظنوا أنهم المالكون للنجوم بأيديهم، هم الآن تحت التراب، ما بينك وبينهم وبيني وبيننا كلنا إلّا النهاية المحتومة. فلعلك سمعت المقولة الخالدة أن: "الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة"، فكُلّ منا بعد الموت يُكمل نصيبه من خلال الديمومة، فيأخذ حقه من الآخر، ينال عقابه أو ثوابه، ما حرمت منه هنا تعوضه هناك، ما لم تستطع لظروف كثيرة الاستمتاع به باعتبارك "إنسان" فاهم واعٍ، يحترم القانون، تتمتع به هناك، أقصد في الحياة الثانية.. أنت خالد يا بني.. إفهم.. 
-          اتمتع هنا بقدر طاقتي، في حدود إمكانياتي، إنما أنت فحالم.
-          أو تعلم أن أباطرة الدنيا، من ملكوا ثروات العالم، حرموا من أمورٍ يمتع بها أكثر فقراء العالم، عندك قارون أغنى أغنياء العالم، هل تعلم مما حرم؟
-          مِم؟ .. رجل ساد قومه وامتلك خزائن الأرض، تمتع وكفى.
-          بل أنه محرومٌ مما تتمتع به أنت من تقنية، فلم يملك هو الهاتف الجوال والحاسوب والإنترنت، لم يحضر سيمفونية لبتهوفن، لم يقرأ أدبية لديستويفسكي، لم يركب طائرة نفاثة، لم يأكل جبنة شيدر أو بارماجيان. فهناك ملوك عظام لم يُشاهدوا ولو لمرة وحيدة "أهرام الجيزة"، غيرهم آخرون حرموا من الاستمتاع بشواطئ "الكاريبي". كما أننا في قرننا هذا، ثمة إناس مثلك ومثلي لم ينالوا حظًا من أيِّ شيءٍ  دنيوي. أكثر النساء والرجال حظًا في العالم  لم يستمتعوا مرات محدودة بلحظات الانتشاء الحقيقية. هل تعلم أن الطيور والحيوانات تمارس الجنس أكثر من بعض "البشر"؟ .. أين العدالة الدنيوية الغائبة؟
ما زال خيال جدّه يتابع، ليضحك هو ملء فيه:
-          أنت واهم، فكل ما ذكرته أمثلة ساذجة لا تؤكد ضرورة لوجود حياة أخرى، فأنا اشتهي ما في نفسي فأناله، ألبي رغباتي الفورية، أغذي شهواتي، أحيا اللحظة بما فيها من متعة، إلَّا إن كنت أنت توهم نفسك بأن الحياة الأخرى سوف تحقق لك كل ما تشتهيه وفقدته هنا، لتعتقد بأن وجود الله سيحقِّقُ لك تلك التي تقول عنها أنها العدالة الغائبة.
-          لا تقل ليّ حظوظ وأنصبة، إن لم يكن ثمة وجود لإله والتعويض عن الحرمان الآن، فعلى البشر الانفلات ليحققوا عنوة ما حرموا منه.
-          ساخرًا: لا تخف، لن يحدث الانفلات أبدًا، فمنذ عرفنا الدُنيا، وتلك هي طبيعتها، أغلب الناس قابلون بها كما هي، أتعرف الناس الذين لم يقبلونها هكذا وتمردوا عليها أصابهم الويل. فالحاكم الفعلي القانون، القوة، السطوة، الامتلاك، القدرة، المال، الرغبة، الشهوة، ليس القدر كما تدعون. فعليك أنت تعيش حياتك كما هي دونما انتظار لحياة أخرى، فذلك كلامٌ مرسلٌ فارغ، وإن كانت ثمة حياة أخرى يا أخي ، فأهلًا وسهلًا بها، نحن مستعدون لها.
-          كيف وأنتم تنكرونها؟
-          ساخرًا: القانون الأخلاقي الوضعي صِغناه لنتبعه بدقة، ليس طمعًا في حياة أخرى بل لأنه ينظم حياتنا بشكل يجعلنا نحيا بشكل يسعدنا قدر الإمكان.
-          أنتَ كاذب.. أنتَ وأمثالك فقط تخشون القانون في الظاهر، إنما تفعلون ما حرمته الديانات في السرِّ، فهل الاستئثار بالسلطة عمرًا كامل حلال، الواسطة والمحسوبية واستغلال النفوذ، التنصت والفضائح، التلاسن والتراشق والنميمة، زنا المحارم، التحرش، الشذوذ، المثلية، التحول الجنسي والجمع بين الرجل والمرأة معًا، هل هذا حلال؟
-          .... لا تعليق.
-          كما أنكم تنكرون الخالق، فكيف ستتعاملون معه عند اللقاء.
-          لا تشغل بالك، فنحن عندما نلتقي "إن كان ثمة لقاء!.. فرضًا وهميًا يعني" سنعرف كيف نتصرف، فلا تخف علينا.
-          تريد التحرر من العبادة، مما تدعي أنك تحترم، ترضى بعيشتك، مُتمتعًا بكُلِّ حرام، حبٌ محرم ومالٌ مسروق وسلطةٌ منهوبة، تنهش عرض أخيك في الإنسانية وماله دون أن يهتز لك رمش، من أنتَ!؟.. من أيِّ سلالة خُلقت!؟
-          حَتَّى تلك لا أحد يعرفها، .. فكيف لنا أن نعرف الله؟
-          إن كان لا وجود لإله فقد أخذنا كُلنا في حياتنا مقلب كبير، أما إن كان ذلك قدر الله، .. فالله سيعطي ولا يخلف وعده، وأنا مؤمن وخائفٌ عليك، لذا أرجو من الله لك الهداية، قبل أن تكون خسرت الكثير. قبل الرحيل، في نهاية اللقاء يتنهد الجد:إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.

ليست هناك تعليقات: