إلى أعضاء اتحاد كتاب مصر
فى هذا الوقت الجليل/العصيب فى آن واحدـــــــ
أدعوكم إلى الوقف الفورى للصراعات الدائرة الآن فى ردهات الاتحاد وفروعه
حول محاور شخصية وأفكار مجردة فى غالبها؛ وأطالبكم بالالتفات إلى جلال
المرحلة التى تعيشها مصر الآن، وإلى المخاطر المحدقة بها.
لقد كانت الغالبية الغالبةمنكم فى طليعة ثورة 25 من يناير 2011م. وثورة 30
من يونيه 2013م. وكان اتحادكم هوأول نقابة مهنية مصرية مؤيدة للثورة على
نظام مبارك، وأول نقابة مهنية مصرية تعلن جمعيتها العمومية سحب الثقة من
الرئيس محمد مرسى، فعار ـ وأى عار ـ أن تنصرفوا عنالمسار الثورى الحقيقى
الذى تصدرتموه على مدى عامين ونصف العام بجدارة إلى صراعات تدمر ولا تبنى.
وأطالبكم بالالتفات إلى البناء الثقافى لمصركم الذى هو أحوج ما يكون إلى
جهودكم وخبراتكم.. التفتوا إلى الثقافةالمصرية العريقة التى تهدمها الآن
معاول الظلامية، التفتوا إلى بناء وطنكم ورفعةشأنه بتدعيم أمنه، والرقى
باقتصاده.
إن الثقافة التى تحملون راياتها لا تنفصل
بأى حال من الأحوال عن غيرها من العناصر المكونة لحيوات المصريينأجمعين،
سياسية كانت هذه العناصر أم اقتصادية، قانونية أم أمنية، فالكل
لبناتمتضافرة مع بعضها البعض، ولا غنى عنها لرفع الصرح الاجتماعى الذى نرجو
له العلووالمتانة والشموخ.
ولهذا أدعوكم أول ما
أدعوكم كأفراد، وكتنظيم مؤسسى، للمبادرة بقيادة حملة للدعوة إلى التبرع
لبناء مصر الثقافة المستنيرة المتقدمة، بفتح حساب موحد الرقم فى كل البنوك
المصرية العامة، على غرار الحساب رقم 306306، يكون غرضه رفعة شأن هذه
الثقافة، أبنية وأنشطة، وبحيث يمثل رافدًا إضافيًا إلى الاعتمادات المخصصة
للنشاط الثقافى بالميزانية العامة للدولة، التى نطالب بزيادتها هى أيضًًا.
شمروا عن أكمامكم. انبذوا الثانوى واتجهوا إلى الرئيسى.. ابنوا ثقافة
وطنكم.. وجهوا خطابكم للجماهير المصرية..الغنى فيها والمتوسط وكذلك
الفقير.. خاطبوا الهيئات والمؤسسات، ودوائر المال والتجارة؛ ولتكونوا أنتم
البادئون بالتبرع. كل بما يستطيعه. إنَّ تبرع غير الميسور بالقليل لا
يخجله، بل لعل أهميته النسبية تفوق المتبرع بالآلاف أو بالملايين. وهل لى
أن أطالب بهذا الصدد أرباب المعاشات بالاتحاد للتبرع بمعاش شهر أو على
الأقل نصف معاش الشهر لهذا الحساب؟.. لا أظن أن مثل هذا الاقتراح يضلعهم.
فقط سارعوا إلى وضع تنظيم محكم لإدارة هذا الحساب بما يضمن الوضوح
والشفافية والطمأنة.
ولا تقدم ولا رقى للثقافة المصرية بغير تقدم ورقى مثقفيها ومؤسساتهم.
تحريرًا فى 7 من يوليو 2013م.
قاسم مسعد عليوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق