خواطر أدبية
خيري عبدالعزيز
ثانيا: لا يمكن تجاهل ذائقة الناقد الخاصة في حكمه
على النص رغم آليات الحكم, تماما مثل القاضي الذي لا يستطيع التخلص من مشاعره لحظة
إقراره بالحكم بغض النظر عن الحيثيات والأدلة..
· العرض والمضمون
الفكرة
المختمرة المكتملة تعبر عن نفسها بأقل الكلمات وأبسط الأساليب, تندفع كالسهم للهدف
بلا تباطؤ أو تقاعس, تنقش نفسها على جدار الإبداع والخلود بحروف من ذهب.. نجدها
تزهد في اللغة؛ ليس فقرا, ولكن من لديه ما يقول لا يهتم بالديباجة والمحسنات
اللغوية والتشبيهات والتصويرات والاستعارات وخلافه, تماما كما الذهب لا يحتاج إلى
السبيكة لإظهار جماله وروعته, لأنه ببساطة جميل في ذاته.. أما الفكرة الملتبسة أو
الساذجة أو التافهة؛ فتلجأ للغة, وتلتحف بها لإخفاء قبحها, تظن أنها تستطيع أن
تستعيض بمحسنات وجماليات اللغة عن نقصها, أشبه ما يكون بعمليات الجبر والترميم, أو
مثل الذين يعالجون رداءة بضاعتهم بالعرض المبهر, ولكن متى كان جمال العرض يغني عن
جودة المضمون؟!!..
***
· النقد
لا
يمكن التعامل مع النقد كمطلق, وذلك لسببين, الأول عام والثاني خاص؛ أولا: النقد
تابع للفن, والفن في حالة تشكل وتغير, لا يستقيم على حال, وبالتالي فإن آليات
النقد التي تحكم على جماليات النص في حالة تغير وتبدل هي الأخرى, ومن ثم فإن ما
يمكن استنكاره اليوم, يمكن أن يعد بالغد أحد جماليات الفن الكبرى..
· الكتابة معادلة تتكون من مجموعة من
المتغيرات والثوابت إن تفاعلت فيما بينها أفضت لنتيجة مبهرة..
· إن كانت الحياة تساؤل, فإن الكتابة
محاولة مضنية للإجابة..
· الكتابة حالة من البحث لا تنتهي.. هي
سؤال كبير يجيب عليه الكاتب طوال حياته, ولا ينتهي منه, ليظل السؤال عالق إلى قيام
الساعة..
· الكتابة عشق, والرؤية مدد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق