2016/02/01

شخصية الطفل في القصة القصيرة... اصدار جديد لدار الشؤون الثقافية للكاتب محسن ناصر الكناني



شخصية الطفل في القصة القصيرة... اصدار جديد لدار الشؤون الثقافية للكاتب محسن ناصر الكناني
محمد رسن
ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية التي تصدرها الدار الشؤون الثقافية العامة صدر كتاب بعنوان (شخصية الطفل في القصة العراقية القصيرة المعاصرة) للكاتب محسن ناصر الكناني يقع الكتاب في 157 صفحة من القطع المتوسط ترسم الكاتب في هذا الكتاب شخصية الطفل في القصة العراقي مختاراً نماذج محددة  منه يأتي ذلك بأسلوب هادئ ونظرة فاحصة وبتمهيد يؤكد على الباحث في مجال عمله ولعل من الانصاف القول ان هذا الكتاب لو اخذ مداه الاوسع الى القصة العراقية القصيرة على تعدد اجيالها وازمانها لكان كتابا اوحد في مجاله وهو مجال خصب ويستدعي التصدي له على يدي اكثر من دارس يحلل الكاتب القصة التي بين يدي ويؤشر على تفاصيلها الظاهرة والخفية ثم يلحقها كاملة في اخر الكتاب سيطلع قارئ هذا الكتاب على اراء الكاتب بصدد موضوعة (شخصية الطفل في القصة العراقية المعاصرة) ويقرا من ثم نماذج من هذه القصص في ملحق الكتاب يمثل هذا الكتاب تأشيرة نابهة الى شخصية الطفل في القصة العراقية ما يؤكد الفائدة منه ولربما ستكون المتعة المضافة اليه في نماذجه المختارة من القصاصين المهمين ومنهم عبد الملك نوري ومحمد خضير وصلاح شوان وامجد توفيق وفرج ياسين وماجد اسد وحميد ناصر وعبد الأمير المجر وموسى غافل وحنون مجيد ومهدي الصقر ومحمد شمسي وجنان جاسم ونجمان ياسين.
يقول الكاتب في مقدمة الكتاب اخترت النصوص بواقع قصة واحدة لكل قاص لكي اوفر للقارئ متعة قراءة النص قراءة تذوقية وتعرف على الأساليب المختلفة والاحاطة برؤى القصاصين وزوايا نظرهم ومعالجتهم ومستوى نصوصهم فقد كشفت لي النصوص المختارة ارضا بكرا لم تطأه خطى النقد بعد ولم تستهلك بعد وخرجت على النمط السائد قبل الحرب الثانية الى النمط السردي الفني الذي يفيد من تيار الوعي والتداعي والتعاشق بين الفنون المجاورة كالسينما والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية مع محافظتها على هويتها المحلية وثيماتها فبدت شخصية الطفل بارزة من خلال معاناته الشديدة وحرمانه من حقوقه وحاجاته الأساسية في التعبير عن نفسه وقد ظهرت جلية داخل العائلة والشارع والمدرسة ظهرت شخصياته مقموعة مستلبه في ظل نظام اجتماعي اقتصادي متخلف النقلة الأساسية في رؤية القاص تتمثل في إعطاء الدور الأساس لشخصية الطفل ومغادرة الدور الهامشي او الثانوي متحولاً الى عنصر فاعل في المتن القصصي بموازة الشخصيات الأخرى بل متفوق عليها ولا يمكن الاستغناء عنه شخصية الطفل تبدو ممتزجة بالطبيعة ومتوحدة مع عناصرها يصرعها ويقاسي اهوالها او يتحاور معها ويأنس اليها يعني ان الطبيعة والطفولة تمتزجان في وحدة لا تنفصم.   

ليست هناك تعليقات: