2016/02/17

الأسبوع القادم 21 و 22 فبراير فى جامعة حلوان : أول دراسة من نوعها الشارونى وتطور صورة الطفل فى أدب الأطفال المصرى والعربى

الأسبوع القادم 21 و 22 فبراير فى جامعة حلوان : أول دراسة من نوعها الشارونى وتطور صورة الطفل فى أدب الأطفال المصرى والعربى

فى المؤتمر العلمى الذى تقيمه جامعة حلوان ابتداء من الأحد القادم، يقدم يعقوب الشارونى رائد أدب الأطفال دراسة حول " تطور صورة الشخصية فى أدب الأطفال المصرى والعربى " ، وكيف أثرت القيم التربوية الحديثة وما طرأ على المجتمع من تحولات ، فى تطور وتغير رسم شخصية الطفل فى روايات وقصص الأطفال ، وعلى وجه خاص فيما يتعلق بصورة الفتاة والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة . الدراسة شملت تحليل أكثر من خمسين رواية وقصة من مصر وأنحاء العالم العربى ، منذ الرائد كامل كيلانى وحتى الآن .
 ملخص دراسة حول " تطور صورة الشخصية فى أدب الأطفال المصرى والعربى " بقلم : يعقوب الشارونى
 أصبحت " الشخصية " هى المادة الأساسية التى يدور حولها أى عمل قصصى أو روائى يوجه إلى الأطفال ، على عكس ما كان الحال فى أوربا فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين ، عندما كان هناك ميل إلى إهمال الشخصية فى أدب الأطفال . لقد كان الأطفال يُصَوَّرون عادة فى مجموعات يخوضون مغامرات يشتركون فيها معًا ، لكن ليست لديهم القدرة على أن يكونوا أفرادًا متفردين . لكن منذ بداية الأربعينيات من القرن الماضى ، بدأ الاهتمام بإبراز شخصية الطفل فى أدب الأطفال ، وإظهار طبيعتها من خلال كيانها المادى والاجتماعى والنفسى ، والبحث عن البواعث التى تدفعها إلى أن تفعل ما تقوم به من أفعال ، وذلك عن طريق علاقاتها بالآخرين ، وكيفية تطورها ، وما يعتريها من تغيرات ، وما تهدف إلى تحقيقه من أهداف . ويمكن للكاتب أن يرسم شخصياته إما عن طريق القليل من الوصف المباشر ، أو عن طريق كشف طبيعة الشخصية وعاداتها من خلال حوارها وتفاعلها مع مختلف شخصيات العمل الأدبى . لكن لعل أفضل الطرق لرسم الشخصية ، هى إبراز كيف تتصرف من خلال موقف بعد آخر من مواقف العمل الأدبى . ومن أبرز التغيرات التى حدثت فى اختيار ورسم شخصيات أدب الأطفال العربى ، منذ الرائد كامل كيلانى حتى الآن ، هو ما نلاحظه مِن تحول الاهتمام عَن الشخصيات الخيالية ، إلى الاهتمام بالشخصيات الواقعية . والتغير فى رسم صورة الطفل ، وعلى وجه خاص صورة الطفلة ، من الاعتماد على الآخرين فى اتخاذ القرار إلى المبادرة على نحو إيجابى فَعَّال . والتغير من صورة الطفل غير القادر على مواجهة المشكلات والتحديات والمواقف الصعبة ، إلى القدرة على المواجهة والتكيف السليم مع المتغيرات . مع ظهور الشخصيات القادرة على تحمل المسئولية ، وعلى التعبير عن الرأى سعيًا إلى التغيير ، ورسم شخصيات قيادية لها دور إيجابى . مع تقديم شخصيات قادرة على الإبداع والتفكير الخَلاَّق ، وعلى تذوق الفنون ، وعلى الاهتمام بالمعرفة والثقافة العلمية . لقد ظهر أبطال قصص أطفال يتمسكون بالتعليم وبالعمل ( خاصة بالنسبة للفتيات ) ، ويؤكدون حقهم فى التعبير عن الرأى وفى الاختيار ( وعلى وجه خاص حق الفتاة فى اختيار شريك حياتها ) ، وعلى وعى بالحقوق والمطالبة بها والدفاع عنها ، والمرونة فى التفكير ، والتخطيط للمستقبل . مع اهتمام أدب الأطفال العربى بشخصية الطفل المعاق ودمجه فى مجتمع الأسوياء ، وبشخصيات الأطفال فى ظروف صعبة ، مثل أطفال العشوائيات وأطفال الشوارع . والتأكيد على اعتماد الشخصيات على العلم فى فهم الحياة ومواجهتها ، وفى تشكيل المستقبل . وإذا كانت هناك دراسات قد صدرت فى بداية السبعينيات من القرن الماضى ، تبين أن بعض المؤلفين العرب للأطفال لا يتنبهون إلى الأثر الذى تتركه كتاباتهم فى الأطفال القراء ، كأن يُترك أبطال القصص الذين قاموا بعدوان دون لوم أو عقاب ، أو يقدموا قصصًا يشيع فيها التشجيع على الخضوع وليس الاستقلال ، أو تتناسى دور العلم فى بناء الشخصية وطموحاتها ، فإننا ، عن طريق الفن وليس على حساب الفن ، علينا الاهتمام بتقديم شخصيات تنمى إحساس الأطفال بالمسئولية الاجتماعية والقومية ، وتساعد على إعدادهم لكى يصبح كل منهم عضوًا عاملاً فى جماعة تسعى إلى تحسين أحوالها ، مؤمنًا ببذل الجهد وتحصيل العلم واكتساب الخبرة سبيلاً للتطور والتقدم ، مع تقدير قيمة البطولة الجماعية والتعاون ، وتساعد على تنمية شجاعة الأطفال وثقتهم بأنفسهم ، مع تأكيد قدرة الإنسان على صنع الواقع وتطويره ، وخلق الثقة فى نفوس الأطفال بقدرتهم على تحقيق الأهداف التى يصبو إليها مجتمعهم عندما يبلغون سن النضج .

ليست هناك تعليقات: