2016/02/05

"سأعود متأخرا هذه الليلة" قصة بقلم: د.محسن خضر

سأعود متأخرا هذه الليلة
د.محسن خضر
تركها في نوم القيلولة المعتاد‏..‏ سيفعلها الليلة أخيرا‏..‏ تدثر بمعطفه الثقيل‏,‏ ولف كوفيته حول رقبته‏..‏ نقر نقرتين علي غرفة ابنته استعدادا للتحرك‏.‏

خط بالألمانية عبارة واحدة سأعود متأخرا هذه الليلة‏.IkKomTeruglaatvanavong‏
ترك القلم مترددا‏,‏ أمسكه ثانية وأكمل سأصطحب أولما معي‏.‏
استقلا السيارة من شاليه الغردقة في طريقهم إلي القاهرة‏..‏
ظل أسبوعا كاملا يقاوم الفكرة‏,‏ وفي يوم الاستفتاء الأخير قرر أن يفعلها‏,‏ عندما أخبرهما بقراره ألحت الصبية أن تصطحبه‏..‏
ورثت ابنته جمال أمها الألمانية‏,‏ ولكنه أورثها جيناته والروح المصرية بدرجة مدهشة رمق ابنته بلمحة جانبية‏,‏ حمد الله أنها لم ترث ملامحه الحادة وشعره الخشن وسمرته النيلية‏.‏ تحاكي التفاتاته وميل الرأس بلازمته المعتادة‏.‏ عندما يمسح جانب شعره الأيمن بكفه الكبيرة بآلية‏.‏ نفس هزة الكتفين عندما لا يحسم أمرا أو يعترض‏.‏
سجل رقمه القومي في رسالة هاتفية وارسله إلي رقم سمعه من الإذاعة‏.‏ جاء الرد ببيان مقر لجنته الانتخابية‏.‏ لفته المفاجأة‏.‏ مدرسة صقر قريش التجريبية بغمرة‏,‏ أنها نفس مدرسته القديمة‏.‏
وصل القاهرة أخيرا‏.‏ شعر بتوتر يشمل جسده بينما كانه يدلف إلي فاتحة شارع أحمد لطفي السيد بميدان العباسية‏.‏ وصل غمرة ولف مع سور كلية رمسيس للبنات استدار ثانية تجاه شارع رمسيس في الاتجاه العكسي ناحية العباسية‏.‏
وصلنا‏....‏
أغلق السيارة وسار بخطوات متمهلة تجاه المدرسة حوالي الأربعين سنة مضت منذ أن غادر المدرسة بعد نهاية المرحلة الابتدائية ثمة جنود شرطة وجيش يقفون عند المدخل سأل إداريا يجلس علي مائدة جانبية‏:‏ لجنة‏43‏ ؟ أجابه‏:‏ الطابق الثاني‏.‏
يصعد سلم المدرسة كما كان يفعل في الزمن البعيد‏..‏ لا يقفز كما تعود بل يتمهل في الصعود لفه حزن عندما لاحظ أن الفناء الخلفي قد ابتلعته مبان عديدة‏.‏ بقي الفناء الأمامي ثابتا لكنه أصبح مرصوفا‏.‏ يستعيد هيبة طابور الصباح الذي يديره الأستاذ فؤاد معلم الرياضيات بعوده النحيل الطويل اختفي العلم من الساري‏.‏ يستعيد صوت السلام الوطني القديم والله زمان ياسلاحي‏..‏ يردد داخله دون صوت أناشيد الماضي‏:‏ أرض الفدا يابلادي أرض الهدي والحياد‏..‏ أفديك من كل عاد‏..‏ ناصر يا حرية‏..‏ ناصر يا وطنية‏.‏
تذكر أيضا الله أكبر‏..‏
تقدم ببطء نحو لجنة الاقتراع‏..‏ مفاجأة أخري‏..‏ نفس فصله القديم‏2/6,2/5..‏ يقدم هويته ويراجع المسئول اسمه في الكشوف رائحة الطلاء القديم تقتحم ذاكرة الشم عنده‏..‏ قضي ثلاثة أشهر في مدرسة سيدي كمال بالقصر القديم لأحد الأمراء بالسكاكيني قبل أن ينقلوه إلي المدرسة الجديدة بعد افتتاحها مطلة علي شارع رمسيس‏.‏
صوت معلمته أبله بمبه خليل الجهوري العميق يتردد في أذنيه‏.‏ صفقوا له ستكرر العبارة عشرات المرات علي مدي هذه السنوات زرعت فيه البذرة المقدمة‏,‏ واشعلت نارا في القنينة المملوءة بالغاز تتنبأ له‏:‏
‏-‏ المستقبل لك‏,‏ ستكون نجما‏.‏
يبحث عن خارطة الوطن العربي وصورة الرئيس جمال علي جانب السبورة‏.‏ يستعيد وجوه زملائه في الصف بالترتيب‏:‏ سوسن فاروق والشيخ طه عبد الخالق ونجيب شفيق وماجدة إسماعيل ونادية صلاح الدين وأميمة خميس وغازي العليمي‏,‏ هل كانت سوسن وقتها محور العالم وبهاءه؟
غادر المدرسة مرتبكا‏.‏
ولجا شارع النزهة من أوله بعد نهاية سور المدرسة‏,‏ تطارد الأعين معالم الشارع المنحوتة في الذاكرة‏..‏ اختفت مدرسة المواساة أو البؤساء الخاصة‏,‏ كما كانوا يتندرون عليها‏,‏ واقيمت مكانها بناية‏..‏ أنزوي معمل عبود الطرشجي الذي كان يحتل مساحة واسعة منزويا داخل المعمل الضيق حتي إنه اضطر للسؤال عنه‏..‏ تبخر مطعما وديع وفوزي الشقيقين المتخاصمين‏..‏ ماتت أم صلاح بائعة الدقيق‏..‏ لا تزال مكتبة نوفل صامدة وإن شاهد صاحبها الأنيق بداخلها‏..‏ بقالة علي كيفك‏.‏ مكانها‏,‏ وإن تغيرت الوجوه‏..‏ فكر في الجلوس بمقهي الشعشاعي ولكنه أزاح الفكرة‏,‏ فلم يتعرف علي وجه بألفه أثناء مروره‏..‏ أخيرا لاحت مكتبة عانوس‏..‏ كنا نهاب طلته العملاقة تتصدرها عوينات طيبة كبيرة تسم هيبة حقيقية‏..‏ اقترب منه مترددا‏..‏
أجابه الرجل بلهجته الشامية‏,‏ وكانت زوجته تتابع الحديث‏..‏ عرفه بنفسه‏..‏ حاول أن يبحث عن العملاق القديم الذي كانت يشتهر برخص اسعاره‏,‏ وابتسامته المضيئة‏..‏ لم يبق من الإطلالة القديمة إلا بنية تقاوم الزمن والمرض‏,‏ وأن لمح خط الود القديم في عينيه‏.‏
دلفا إلي شارع سليمان أباظة‏.‏ أغلق فرن شفيق الشامي أبوابه بعد وفاة صاحبه اليساري الذي احترف الاعتقال في الماضي البعيد‏..‏ تقزم الفرن البلدي المجاور بعد وفاة صاحبيه الشقيقين سيد وإمام‏.‏
قصدا مقهي علي رزق‏.‏ حاول تشمم عبق الماضي البعيد‏..‏ لا الأب ولا الابن رزق صديقه يحييان في عالمنا‏.‏ قصد الابن الوحيد المتبقي‏..‏ رحب به في تحنان واهتمام‏,‏ ومضغا الذكريات المولية في فميهما كانت أولما تتابع مندهشة المكان كأنه مشهد أسطوري‏.‏
خطف بصره إلي مكان بقالة الخواجة فيليب اليوناني المجاورة‏..‏ طارد ابتسامة حيث كان يخبئ السكاري في ركن خفي من المحل‏.‏ شاهدوا كثيرا الكوميديان السينمائي الشهير همبكه منزويا في المحل منتشيا وتائها‏,‏ أما يمين المقهي كانت تسليته أن يدخل من باب المحل مسرعا ليخرج من الباب المقابل‏,‏ أو أن يعابث هرة الخواجة البيضاء‏.‏
استدعي صورة عم شمروخ الصعيدي العجوز الذي كل بصره كان يتقبل أي عملة ولو زائفه لضعف بصره‏,‏ ارتحلا إلي شارع السكاكيني‏.‏ استعاد قعقعة الترام الأصفر القديم في وسط الشارع وقفزهم إليه ومنه أثناء سيره‏,‏ بحيث كان بؤرة المكان ومصدر المتعة الكبير في سنوات الطفولة‏.‏
دلفا إلي شارع كنيسة الاتحاد فشارع محمود فهمي المعماري‏..‏ رمق البناية التي ارتفعت مكان بيت أسرته القديم بعد هدمه‏.‏ أكان غريبا متطفلا في المكان لحظتها ؟‏.‏
أغلق محل الكواء توتو‏,‏ بعد موته‏,‏ شخص يمينا ناحية شارع الجراج المظلم والذي كان ملعب الكرة في طفولتهم‏.‏ لم يعد هناك لاعبون‏,‏ وانشغلت الأجيال الجديدة بألعاب أخري إلكترونية لا تستدعي العدو واللهاث‏.‏ أشار إلي عمارة حديثة لم يلحظها من قبل‏..‏ قال لها‏:‏
‏-‏ كان مكانها مصنع بلاط قتل صاحبه‏,‏ وظللنا نرتعب من عفريته الذي حسبناه يقطع الشارع مساء‏.‏
‏-‏ أشار إلي سور مدرسة غمرة الخلفي‏.‏ هنا كان أسطبل خيول الزعيم عمر مكرم‏.‏ شغلت المدرسة قصره وحملت اسم الحي لا اسم صاحب القصر‏.‏
‏-‏ قبل أن يستدير لمح صابر العلاف في واجهة متجره‏,‏ وبجواره مسجد الحي‏..‏ يوم الجمعة يزدحم المسجد بالمصلين فيغمرهم صابر العلاف الصعيدي القبطي بالأجولة الفارغة ليفرشوها خارج المسجد للصلاة‏.‏
دخلا من باب المدرسة الجانبي‏,‏ راجعا الكشوف وعرف رقم لجنة ابنته‏.‏
جمد عندما لمح اسم أمه‏.‏ مازال اسمها مقيدا في قوائم الانتخابات بعد وفاتها بسنوات‏.‏ سمح الضابط لابنته وحدها بالدخول للاقتراع‏.‏ بدت مترددة وهي تستنجد به‏.‏ طمأنها بأن يستغرق الأمر دقائق‏.‏
تغيرت معالم المدرسة كثيرا‏..‏ تقلص الفناء وحاصرته قاعات الفصول بعد دقائق خرجت الفتاة مبتهجة وهي تشير بأصبعها المتوهج بالجبر الفسفوري المرة الأولي التي تمارس حقوق مصريتها فوق أرض الوطن‏.‏
سر عندما حدثته باللغة المصرية مبتهجة‏.‏
‏-‏ الآن أصبحت مصرية بحق‏.‏
تشابكا كأنه يكتشفها مبكرا‏..‏ مزهوا بها‏,‏ ومزهوة به‏..‏ تسأله طفلته أولما عن تفاصيل كثيرة تخص طفولته‏..‏ سألته بمكر‏:‏
‏-‏ وحبيباتك‏:‏ بنات الجيران؟
يتأمل بياضها وشعرها الذهبي مقارنه ببشرته السمراء وشعره الأكرت‏,‏ ولكنه يمتص رحيقه في تفاصيلها‏.‏ روحه وبصمته وكينونته أورثها لهذه الفاتنة الصغيرة‏,‏ سارا حتي نهاية الشارع في مصبه عند ميدان السكاكيني‏..‏ طالما خوفه أخوه الأكبر في سنوات الطفولة من غموض القصر وأطلق سهام خياله الجامح عن تاريخه المختلق‏,‏ وعندما سأله عن سهم اتجاه الريح في أعلاه‏,‏ اتسعت عين أخيه مختلقا قصة وهمية عن هجوم الأعداء علي القصر‏,‏ وأن هذا السهم أثر من آثار الهجوم‏,‏ وصدقه بكل سذاجة لأنه كان منبهرا به‏,‏ أصطحبها للشارع المقابل‏.‏
دارا حول القصر الآن أصبح في مواجهة مكان سينما بارك التي تحولت إلي بناية شاهقة‏..‏ كانت خلال عطلة الصيف مرصد شلته أسبوعيا‏..‏ تعرض ثلاثة أفلام يوميا تبدأ في المغرب وتمتد إلي ما قبل الفجر‏..‏ يترقبون أفلام فريد شوقي بطلهم المفضل‏,‏ ويقلدون في الأيام التالية معاركه مع الأشرار‏,‏ يستدعي حفلات بعينها‏,‏ تستدعي ذاكرته البصرية انفعالاتهم عن عرض فيلم رصيف نمره‏5,‏ و أجازة نصف السنه والفيلم الأجنبي رعب في البرازيل‏.‏ يغيرون خريطة السير في الصيف فيتقاطرون علي سينما التاج الصيفية بشارع أحمد سعيد‏,‏ والمشهورة بأبراصها الضخمة تمرح فوق الشاشة دون رقيب‏,‏ أو يقصدون سينما فيكتوريا بشارع بورسعيد أو سينما سهير بشارع الجيش بأفلامها الأجنبية‏,‏ وهناك سينما ريالتو الصيفي والشتوي بشارع الظاهر‏,‏ تبخرت جميعها الآن وأصبحت أثرا بعد عين‏.‏
يبحث عن كازينو البستاني‏,‏ ومحطة ميني باص‏68‏ بجوارها دون جدوي‏,‏ يطوح يديه إلي هناك مكملا‏:‏
احتار قليلا هل يمضيان إلي شارع قسم الظاهر قبل أن يستدير عبر امتداده شارع الشيخ قمر‏.‏
يشير بيديه محدثا نفسه‏..‏
‏-‏ هنا كانت الممثلة المعروفة آمال فريد تسكن قبل شهرتها‏..‏ وفوق سطح هذه البناية كان أنور وجدي يقطن عندما كان ممثلا ناشئا‏,‏ وهذه الناحية قطن فريد الأطرش واسمهان في الصبا في بداية قدومهما إلي مصر‏,‏ هنا سكنت ليلي مراد وكارم محمود وسيد الملاح ونجوي سالم‏.‏
خطر له أن يمر أمام منزل حبيبة الأمس‏..‏ نوي أن يخبر طفلته المأخوذة لكنه تراجع‏..‏ عرج إلي بنايتها الضخمة التي تطل بضلعها علي شارع رمسيس والضلع الآخر بشارع جانبي‏.‏
ارتفعت وتيرة نبضه وهو يمر أمام عمارتها‏.‏ استدعي زمنا هاربا‏:‏
سيزوجوني لا أعذار هذه المرة‏..‏ العريس مثالي‏..‏
لا يمكنني فعل شيء‏..‏ أمامي وقت طويل ومسار بعيد‏.‏
وحبنا ؟
أجابها ساخرا‏:‏ يبدو أن زماننا ليس زمن الحب‏.‏
لتستسلم بهذه البساطة؟
أنا مغلول‏,‏ ولم أبدأ حلمي بعد‏.‏
غادرته محتجة وثائرة‏.‏ قبل أن تبتعد استدارت ناحيته مودعة‏:‏
خسارة‏,‏ لا استحق منك ذلك‏..‏
هل مر عشرون عاما أم عشرون قرنا علي المشهد الأخير‏.‏ عاصر زواجها قبل سفره إلي ألمانيا‏.‏ كانت المنحة التي حصل عليها إثر مخاطبات عديدة‏,‏ وهناك كبت ذكراها‏,‏ ولم تعد تجيئه إلا في أحلامه علي فترات متباعدة‏.‏ هل تزوج الألمانية لينساها؟ أبإمكان هوي أن يقصي آخر أم يجئ بلسما للهروب والتسرية‏.‏
أعطته حبيبته الألمانية كل شيء من قبل ومن بعد‏.‏ استقرت موجته الغضبي‏,‏ وحصد راحة كونية في النهاية‏.‏ اشترطت عليه شرطا واحدا‏:‏ طفل واحد لا أكثر‏.‏ قبل شرطها‏,‏ ومنحته طفلته أولما بهجة أخري ومبرر للبقاء والاستمرار‏.‏
التفت خلفه بغتة‏.‏ كأن هاتفا دعاه‏.‏ كانت الفاتنة تخرج من مدخل العمارة‏.‏ كست اضواء المصابيح القوية وجهها بوضوح‏.‏ كاد يصرخ‏,‏ فالتفتت ابنته متتبعة مركز رؤيته‏.‏
حنين‏.‏
تجمد الزمان عند صورتها الأخيرة في ذاكرته منذ اللقاء الأخير‏.‏
نفس العينين الحالمتين‏.‏ الشعر البني المنسدل كشلال ضوء‏.‏ وحبيب القلب القديم‏.‏
أشرق وجهها عن ابتسامة ترحيب تشبه حضنا كبيرا‏.‏
أجابته الفاتنة‏:‏
أنا ابنتها‏.‏ هل تعرفها؟
كاد يجيب‏:‏ كانت حبيبتي‏,‏ ولكنه استدرك كابحا اندفاعه‏.‏
كنا جيرانا قدامي‏.‏
التفت إلي أولما‏:‏ هذه ابنتي‏.‏
راقها جمالها‏,‏ أجابت مرحبة‏:‏ أهلا بحضرتك‏..‏ أشار إلي مكان مسكنه القديم‏:‏
‏-‏ ماما الله يرحمها منذ خمسة أعوام‏.‏
منع نفسه من الارتداد بحركة عكسية‏.‏
نفس نبرة الصوت وذبذبته التي يحفظها في ذاكرته
أحادثة؟
لا‏,‏ ورم‏.‏
لم يجد مبررا للبقاء‏.‏ استوعبت أولما قسما كبيرا من الحوار مسحها بنظرة أخيرة‏,‏ وهو يلتقط للفتاة لقطة لذاكرة جديدة بدت لقطتا الحبيبة وابنتها شبه متطابقة سينشغل في الأيام القادمة‏,‏ ربما في سنوات قادمة بإيجاد الفروق بين الأصل والصورة‏:‏ داعبته ابنته‏.‏
داد‏..‏ أكنت تسأل عن حب قديم ؟
ضغط علي كفها‏.‏
نعم‏,‏ قصة قديمة واليوم دفنت تماما‏..‏ انتهي‏.‏
لو سمعت زوجته ما حدث لاستوعبته بعقلها فحسب أما ابنتها فتمتلك روحه الشرقية السيالة‏.‏
تمشيا علي أفريز شارع رمسيس‏.‏ جال في معروضات الاتيليه الفني الذي شهد افتتاحه قبل سفره‏.‏ أحس بأولما تنغرس في المكان وتتملي لوحاته الشرقية باستهيام‏.‏
استدعي وجوها كانت ترافقه لمشاهدة لوحات الأتيليه الجذابة‏,‏ وتساءل أين ذهب هؤلاء الأحبة‏:‏ عبد العزيز وعبد العال ومجدي العريف وطارق رفعت وماهر نيازي وعمر وسيد؟‏.‏
ايتسع وحبيب القلب بعد هذه السنوات؟
استقلا السيارة أخيرا‏,‏ وولي وجهه شطر طريق العودة‏.‏
عندما كانت السيارة تنهب طريق القاهرة ـ السويس عائدين إلي الغردقة كان قد استعاد توازنه‏.‏ نفض بلل الذكرة عن جسده‏.‏ صالح ماضيه تماما‏,‏ وأحس بأنه يولد من جديد‏.‏
قرأ شعور الارتواء علي وجه ابنته‏,‏ وبدا لو كانا قد ملكا المدينة في قبضتيهما‏.‏ 

http://www.ahram.org.eg/News/131807/81/474735/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9/%D8%B3%D8%A3%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AE%D8%B1%D8%A7-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9.aspx

ليست هناك تعليقات: