بقلم : مــُــرَاد مــُــصــْــلــِــح نـــَــصــَّــار
يعد الأمن الاجتماعي واحدًا من أهم أنواع الأمن في المجتمعات المتقدمة ، والدول الراقية الفكر ، ويتصل هذا النوع الأمني بالتنمية الاقتصادية التي تعود على الدول والشعوب بالفوائد والمزايا في شتى مجالات الحياة .
وإذا كان موسى – عليه السلام –قد قال لربه ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي ) ؛ فقد أصبحت بعض الشخصيات تطلب لغيرها منصب الوزارة من الحاكم كما يظهر مع رؤساء الوزراء - على سبيل المثال– عند ترشيح الوزراء، ولقد استجاب الله لطلب موسى (عليه السلام ) ؛ حيث قال ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ) ، وإذا كان يوسف – عليه السلام – قد طلب لنفسه منصب وزير المالية حين قال لصاحب القرار (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ) ؛ فقد قدّم سيرة ذاتية تشهد له بالكفاءة ؛ حين قال ( إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )، وإذا كان فرعون قد قال لهامان (يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) ؛ فقد أصبح العديد من الحُكـَّـام يهتمون باختيار رؤساء الوزراء الذين يهتمون بالتشييد والبناء ، وإذا كان الله يقول (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ؛ فقد أصبح القائمون على أمر الآثار يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بقضايا ترميم الآثار ، والمحافظة عليها ، وإذا كان الله يقول (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) ؛ فقد أصبح الحكام يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بإمداد العاملين بالآثار بمجموعة من الباحثين الأثريين الجدد ؛ للتنقيب والبحث عن الآثار ، وإذا كان الله يقول ( اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ؛ فقد أصبح العلماء يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بقضايا الكتب المدونة في رحلة التاريخ ؛ سواء أكانت هذه الكتب مدونة على جُدران المعابد ، أم على أوراق البردي ، أم في المخطوطات المتباينة ، وإذا كان الله يقول ( وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ) ؛ فقد أصبح من بيننا أناس يأكلون ميراث الآباء والأجداد بين الأسر المختلفة في المجتمع الواحد ، وبين الدول المتباينة عند بيع الآثار للأجانب ، وإذا كان الله يقول ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ؛ فقد تطورت وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تطورًا كبيرًا ؛ بحيث يمكن للحاكم أن يعرف أخبار بلده من خلال الإذاعتين المسموعة ، والمرئية ، وإذا كان الله يقول ( قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) فقد أصبح لوسائل الإعلام المختلفة دور كبير في توعية المواطنين ، والعمل على حل مشكلاتهم المختلفة ، وإذا كان الله يقول عن هدهد سليمان ( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) ؛ فقد أصبح هناك أناس يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بجلب الأنباء والأخبار من مصادرها ، وأصبح لنشرات الأخبار ، وموجزات الأنباء مراسلون في أماكن متعددة ؛ للحصول على الأخبار الصحيحة ، والأنباء اليقينية ؛ مع البعد عن الإشاعات ، وإذا كان الله يقول ( انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ؛ فقد أصبحت الدول المختلفة تهتم بوزارات الاستثمار اهتمامـًا كبيرًا في شتى مجالات الحياة ، وخاصة في الناحية الزراعية ، وإذا كان الله يقول ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ؛ فقد أصبح العديد من الحكام المتميزين يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بتوسعة العمران ، والرقعة الزراعية ، ومد الجمعيات الزراعية بالأسمدة المُخصبة للتربة بالإضافة إلى شق الترع ، والقنوات ، والأنهار ، وإذا كان الله يقول في أصحاب الحِجـْـر ( وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ ) ؛ فقد أصبحت وزارات الإسكان والمجتمعات العمرانية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بقضايا بناء الشقق والمنازل ، والعمل على توفير وسائل الأمن الخاصة بالأبنية ، وإذا كان الله يقول ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ؛ فقد أصبح الحكام يجعلون في الأرض العديد من الوزراء ، والمحافظين ؛ لتعمير الأرض ، لا لخرابها ؛ مع مراقبتهم ، ومعرفة ما يقومون به من إصلاح أو إفساد ، وإذا كان الله يقول ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ؛ فقد أصبحت الدول المختلفة تضع العديد من استثماراتها في مجال الإسكان في مصر ؛ لكثرة عدد السكان في هذه الدولة ، ويبدو أن هذه الزيادة ستستمر في النمو على الرغم من محاولات بعض الدول الأجنبية في الحد من هذه الزيادة عن طريق المنح المجانية الخاصة بتنظيم الأسرة ، أو تحديد النسل ، وإذا كان الله يقول لنبيه إبراهيم – عليه السلام - ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) ؛ فأظن في نفسي أن المملكة العربية السعودية الراقية عليها دور كبير في تقوية الجيش العراقي ودعمه ؛ لأن إبراهيم – عليه السلام – المولود في العراق هو مؤذن الحج الأول ، ويا ليت وزارة الحج السعودية تتبنى هذا المسعى النبيل بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي ، وإذا كان الله يقول لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم - ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ؛ فقد أصبحت الأخبار تأتي إلى الحُـكام مسموعة ومرئية ، وخاصة تلك الأخبار التي تحتوي على الجدال والشكوى على القنوات الفضائية المتباينة ، وإذا كان الله يقول لموسى وهارون – عليهما السلام - ( لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) ؛ فقد أصبح الحكام يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالحلقات الخاصة بالوزراء ، والمحافظين في الإذاعة ، والتليفزيون ؛ مع دعمهم بحرس الأمن في الأماكن المختلفة ، وإذا كان الله يقول (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) فقد أصبح الحاكم يهتم اهتمامـًا كبيرًا بنشر الصحف المختلفة سواء أكان هذا النشر نشرًا ورقيـًا ، أم نشرًا إلكترونيـًا ، أم نشرًا إذاعيـًا ، أم نشرًا تلفازيـًا ؛ لمعرفة الأخبار الخاصة بدولته على المستوى الداخلي ، والأخبار الخاصة بالدول الأخرى على المستوى الخارجي ، ويُطلق على الإذاعة لقب " الصحافة المسموعة " ، ويُطلق على التلفاز لقب " الصحافة المرئية " ، ولكل نشر هيئة خاصة بالتحرير ، وإذا كان الله يقول ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) فقد أصبحت وزارات الإنتاج الحربي تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالدبابات التي تـُـشبه في شكلها شكل الفيلة ؛ فالدبابة تتشابه شيئاً ما مع الفيل في ضخامة الحجم ، وارتفاع الصوت ، وشكل المقدمة الذي يتشابه مع أنف الفيل بالإضافة إلى إمكانية السير في الماء ، وخاصة في الدبابات البرمائية ، وإذا كان أصحاب الفيل قد جاءوا من الحبشة ( أثيوبيـًا حاليـًا ) ؛ لهدم البيت الحرام ؛ فقد أفسد الله عليهم كيدهم ، وأرسل عليهم طيورًا متفرقـة مُلقية عليهم حجارة من النار ، وهذه الطيور لم يحدد الله هويتها في الآيات القرآنية الكريمة ، ولقد أصبحت الطائرات مُـتشابهة مع الطيور إلى حد كبير للغاية ، وأصبح باستطاعة العديد من الطائرات أن يُوضع فيها مخزون كبير من الذخائر الملتهبة ؛ كي تؤثر تأثيرًا كبيرًا في الهدف المـُـراد تدميره في سياق خطط الحروب الاستراتيجية ، وإذا كان الله يقول ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فأظن أن الحاكم المتميز عليه أن يهتم اهتمامـًا كبيرًا بأمور صيانة الآلات الحربية ، وعلى رأس هذه الآلات الطائرات ؛ لأهميتها الاستراتيجية في الحروب ، وأظن أن وزير الإنتاج الحربي عليه أن يهتم بأمر صيانة الطائرات عن طريق بعض التجارب الخاصة بتفكيك بعض الطائرات ، ووضع أجزاء الطائرات المختلفة في أماكن متباينة ثم العمل على تجميع الأجزاء المتفرقة من هذه الطائرات في أماكنها ، وليكن ذلك تحت إشراف الحاكم ،وإذا كان الله يقول ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) فقد أصبحت وزارات الأوقاف تهتم اهتمامـًا كبيرًا بعدم الكلام في المساجد في خارج نطاق الدعوة إلى الله ، وخاصة في ناحية الانتخابات ، والدعوة إلى انتخاب مرشحين على حساب آخرين ،وإذا كان الله يقول ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ) فقد أصبح للحاكم مجموعة من المؤسسات الحكومية يرتفع ذكره فيها بالخير ؛ لأنه أسهم في توظيف عدد من الموظفين فيها ، أو رفع مستوى الرواتب داخل الوزارات الحكومية المختلفة ، ولا شك أن توظيف عدد آخر من غير العاملين في القطاع الحكومي يُسهم بدوره في رفع مكانة الحاكم في قلوب الموظفين الجُدد ، وإذا كان الله يقول ( يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )؛ فقد أصبح الوزراء ، والسفراء ، وكبار رجال الدولة ، وغيرهم من الشخصيات التي تتردد على المملكة ، أو السلطنة ، أو الإمارة ، أو رئاسة الجمهورية ، أوغير هذه المؤسسات الخاصة بالحكم في أي دولة من الدول يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بآداب زيارة الحُـكام ، وفقــًا لقواعد وأصول فن البرتوكول ، وإذا كان الله يقول( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) ؛ فقد أصبح العديد من العلماء في وزارات البحث العلمي يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالعلوم المختلفة ، وعلى رأسها علوم الأرض قبل علوم الفضاء ؛ خدمة للحياة البشرية ،وإذا كان الله يقول( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ) ، فقد أصبحت وسائل الإعلام تهتم اهتمامـًا كبيرًا بحقوق وواجبات النساء ؛ لأنهن شقائق الرجال ، مع الاهتمام بقضايا المجتمع الخاصة بالزواج ؛ لأجل الحفاظ على النسل ، وقد أصبحت وزارات البترول والمعادن تهتم اهتمامـًا كبيرًا باستخراج المعادن المختلفة ، وعلى رأس هذه المعادن الذهب والفضة ، وهما من وسائل الزينة ، ومُتطلبات الجمال ، وأصبحت مديريات الطب البيطري تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالأنعام والحيوانات المختلفة ، وفي مقدمة هذه الحيوانات الخيل ؛ وأصبحت وزارات الزراعة تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالأراضي المختلفة ، وقضايا استصلاحها ، والحاكم المتميز هو الذي يعمل على حل المشكلات الخاصة بالقضايا التي تشغل الناس في المقام الأول ، مع الاهتمام بقضايا الزهد في الدنيا في دور العبادة المختلفة ، وإذا كان الله يقول( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ) ؛ فقد أصبحت بعض الدول تستخدم النار والنحاس في أسلحة مختلفة تتصل بترجيح كفة على كفة في المعارك والحروب ، وإذا كان الله يقول(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) ؛ فقد أثبت العديد من العلماء أن الحديد أُنزل من السماء ، وتزداد قوته عند اختلاطه بالقِطر ، أو النحاس المذاب ، ولقد اُستخدم هذا الخليط في بناء السد في قصة ذي القرنين ؛ حيث قال الله – تعالى – في القرآن الكريم في هذا السياق( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ، وإذا كان الله يقول( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) ؛ فقد أصبحت وزارات البيئة الراقية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بقضايا التنظيف الدورية للشوارع المختلفة ، وتجميع القمامة ، وإعادة تدويرها ، وإصلاح ما يمكن إصلاحه في البر والبحر ؛ لأن تلوث البر والبحر يترتب عليه فساد الجو ، وحدوث ثقب الأوزون الذي انخرم بسبب إفساد الإنسان ، وإذا كان الله يقول ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الوزارات التي تهتم بالتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري ، وأصبحت كل وزارة من هذه الوزارات تنظر نظرة شاملة إلى الكيان الشامل للدولة ، وسبل الإصلاح ، والتنمية ، والتطوير ؛ المرتبطة بالتعليم ، والصناعة ، والمُراقبة ، والتشريع ، والاستثمار ، والأمن ، والعمل ، وإذا كان الله يقول (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ؛ فقد أصبح القائمون على أمر التخطيط الحربي يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بسياقات المعركة ؛ مع ترك تحديد زمن المعركة للقائد ، كما أصبح قادة الجيش الناجحون يعدون للعدو ألف حساب ، ولا يرفعون من قدره أمام الجنود إلى الحد الذي تضعف فيه العزائم ، وتقل بسببه المعنويات ، وإذا كان الله يقول لموسى – عليه السلام - (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من أسلحة الإشارة والإرسال ؛ لتوجيه الرسائل المختلفة بين الجنود ، ويظهر ذلك بشكل واضح بين جنود شرطة المرور ، وأصبح التخطيط المستقبلي من أهم خطط المخابرات العامة ؛ فلقد أصبح رجال المخابرات الناجحون يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالعميل الذي يضعونه بين يدي العدو ؛ لمعرفة أخبار تتعلق بالعدو ، والجيش ، والتسليح ، ويضعون في اعتبارهم أن المُراقبة الدائمة لهذا العميل نوع من تأمين حياته الشخصية في المقام الأول ، وطريقة لمعرفة ولائه ؛ إذ يـُصنع على العين ؛ حتى لا يكون عميلاً مُشتركـًا يأخذ من هنا ، ويأخذ من هناك ، وإذا كان الله يقول عن نبيه سليمان - عليه السلام - (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) ؛ فقد أصبح القائد يهتم اهتمامـًا كبيرًا بأخذ تمام الحضور للجنود بشكل دوري ؛ سواء أكان هذا الأمر بين صفوف الجيش ، أم بين صفوف الشرطة ، وإذا كان شعيب – عليه السلام – قد قال ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الشخصيات تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالإصلاح والتنمية في شتى مجالات الحياة ، وإذا كان الله يقول ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ؛ فقد أصبحت المؤسسات التعليمية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بقضايا التعليم ، وعلاج مشكلات القراءة والكتابة ، والقضاء على الأمية بشتى أنواعها ، وإذا كان الله يقول ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الشيوخ ؛ تهتم اهتمامـًا كبيرًا بنصح من لا يجد نكاحـًا بالعفاف ، وأصبحت العديد من المؤسسات الخيرية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بزواج الأرامل ، واليتامى ، والفقراء ، والمساكين ، والمحتاجين في مختلف الدول والبلدان ، وإذا كان الله يقول ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ؛ فقد أصبحت العديد من الأمهات تحب إنجاب البنين ، وأصبح العديد من الرجال يهتمون بقضايا البنات ، وانتشر مصطلح الكفالة انتشارًا كبيرًا ؛ سواء أكان هذا الانتشار يتصل بناحية التربية ، أم بناحية التعليم ، أم بناحية العمل ، وأصبحت الحكومات المختلفة تهتم بالتكافل الاجتماعي ، وخاصة مع الأسر الفقيرة المُحتاجة ، وإذا كان الله يقول ( يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الفئات تهتم اهتمامـًا كبيرًا بخلخلة أوطانهم ، وضعف أنظمتهم ؛ فيفقدوا على إثر ذلك الاهتمام تعاطف عدد كبير من الناس ،وإذا كان الله يقول ( وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الشخصيات التي تهتم بقضايا الصلاح ، وعدم الفساد ، وأصبحت الحكومات تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالتطوير الحضاري ، وقضايا العشوائيات ، وإذا كان الله يقول ( وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ) ؛ فقد أصبح الحُكام يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالأجهزة الخاصة بالمحاسبات ، ويعملون على توسيع نطاق الرقعة الزراعية ، ويعتنون بقضايا تعمير الصحراء ، وإنتاج الغلال والمحاصيل والفواكه ؛ مع الاهتمام بمصادر الري ، والاستثمار الزراعي ، وقضايا التنمية المختلفة ؛ فينعكس أثر تلك الجهود على السكان والمواطنين ، وإذا كان الله يقول ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ؛ فقد أصبحت مجموعة من الوزارات التي تهتم بالتعاون الدولي تضع في أولوياتها الاهتمام بتحسين العلاقات الخارجية بين الدول ؛ لتبادل المنافع المتباينة ، وإذا كان الله يقول ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) ؛ فقد أصبح بعض الوزراء يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالتعاون مع الوزراء الآخرين ؛ سواء أكان ذلك داخل الدولة ، أم خارجها ؛ لزيادة القوة ، وتنمية الشراكة ، وتعزيز العلاقات ، وإذا كان الله يقول ( وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ؛ فقد أصبحت العديد من الدول تهتم اهتمامـًا كبيرًا بقضايا التوافق بين الصور الشخصية والأسماء ؛ وخاصة في البطاقات الشخصية ، وجوازات السفر ؛ كما هو معلوم في السجلات المدنية ، ومصالح الجوازات ، وإذا كان الله يقول ( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) ؛ فقد أصبح بعض الحكام يهتمون بالأمن الغذائي قبل اهتمامهم بالأمن العام سواء أكان هذا الأمن يتصل بالجيوش ، أم بهيئات الشرطة ، وراح هؤلاء الحكام يهتمون بوزارات التموين والتجارة الداخلية ، وتوفير الأطعمة والأشربة ، وما ذلك إلا لأن الإنسان إذا جاع ربما لجأ إلى أخذ الطعام عن طريق السرقة ، وربما دفعه الأمر إلى قتل نفس أو أكثر ؛ حتى لا يعترف عليه أحد ، وإذا كان الله يقول ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) فقد أصبح المواطنون يحبون الذين يوفون بالكيل والميزان ؛ وخاصة في وزارات التموين ؛ لأنهم لا يبخسون الناس حقوقهم ، ويصلحون في الأرض بعدلهم ، وإذا كان يوسف - عليه السلام – يقول لإخوته ( ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ ) ؛ فقد أصبح القائمون على أمر بطاقات التموين ، وخاصة في مصر يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بزيادة التموين كلما زاد عدد الأفراد ، وإذا كان الله يقول ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) ؛ فقد أصبح الحكام يهتمون بالتنمية المحلية ؛ عن طريق تعيين عدد من المـُـحافظين داخل الدولة ؛ لإدارة المحافظات المختلفة ، وإذا كان الله يقول ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) ، ويقول – أيضـًا - (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) ؛ فقد أصبحت الدول تهتم بالمجالس الخاصة بالشورى ، ودعم اتخاذ القرار عن طريق الاستعانة بحُكماء الشيوخ والشباب في شتى مجالات الحياة ، وإذا كان الله يقول ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) ؛ فقد أصبح العلماء ، والمفسرون ، وأصحاب الثقافات يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بتدبر النص القرآني في شتى مجالات الحياة ، وإذا كان الله يقول ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ ) فقد أصبحت الدول المختلفة تهتم اهتمامـًا كبيرًا باختيار السفراء التابعين لوزارات الخارجية الذين يتمتعون بالأخلاق الراقية ، وعلى رأس هذه الأخلاق الكرم والبر ، وإذا كان الله يقول ( وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ؛ فقد أصبح الحاكم يهتم اهتمامـًا كبيرًا برجال الأمن الذين يهتمون بالاستقرار ، وحفظ النظام ، وأصبح الحكام المتميزون يهتمون بشق الأنهار ، والترع ، والقنوات ، وإنشاء الطرق، وإذا كان الله يقول ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) ؛ فقد أصبح الحاكم يصدر أوامره إلى الضباط والجنود بالالتفاف حول أقسام الشرطة في مديريات الأمن ؛ لأنها البيت الأول لهم ، مع الاهتمام بالأماكن الأخرى أيضـًا ؛ وخاصة تلك الأماكن المنتجة كالمُتاحف ، والبنوك ، ومكاتب البريد، وإذا كان الله يقول ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ) ؛ فقد أصبح الحُكام المتميزون يهتمون بإخماد الفتن في بداياتها ، وأصبحت قوات الحماية المدنية تهتم بسيارات إطفاء الحرائق ، وإذا كان الله يقول عن يونس – عليه السلام - ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ؛ فقد أصبح القائمون على أمر القوات البحرية في الجيوش يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بوجود زوارق للنجاة بجوار السفن ، كما يهتمون بالغواصات التي تسير تحت سطح الماء ، وأصبح القائمون على أمر السجون يخففون المدة التي يقضيها النزيل في السجن ؛ إذا ظهر منه حسن السير والسلوك ؛ وإذا كان الله قد أنبت على يونس– عليه السلام –شجرة من يقطين حين قال (وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ )؛ لتحميه من الحشرات ، وليكون له منها الفوائد والمنافع ؛ فقد أصبح العديد من الحُكام ، ووزراء الداخلية ، وقادة السجون يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بأن يكون السجين الذي أنهى مدته مواطنـًا صالحـًا له عمل شريف يشغله عن أصحاب السوء ، وإذا كان الله يقول عن قاتل ناقة صالح – عليه السلام - ( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ) ؛ فقد أصبحت وزارات الداخلية ، وهيئات الشرطة ، وقادة الأمن يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالقضاء على ظاهرة تعاطي المخدرات والخمور والعقاقير في إدارات خاصة ؛ للمحافظة على العقل الذي يفكر ويبدع ، وإذا كان الله يقول ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) ؛ فلقد أصبحت الجيوش تهتم بأمر المركبات البرية والبحرية ، ومشكلات الريح أثناء القيادة والإقلاع ، وإذا كان الله يقول ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ) ؛ فلقد أصبحت الجيوش تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالطائرات ، والدوريات الجوية ؛ للاطلاع على أوضاع الوطن من أعلى ، وإذا كان الله يقول ( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ) ؛ فقد أصبحت الجيوش تعمل على التشويش على العدو بطرق فنية رفيعة ، وربما سلطت أجهزة قوات الدفاع الجوي للتعامل مع من يدخل المجال الجوي للدولة من غير إذن ، وإذا كان الله يقول ( وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ) ؛ فقد أصبحت الجيوش تهتم بقوات حرس الحدود الذين يتركون أهلهم ، وذويهم فترات طويلة ؛ لحماية أرض الوطن ، وإذا كان الله يقول ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) ؛ فلقد أصبحت الجيوش تهتم بقوات الصاعقة الذين تـُعقد عليهم آمال كثيرة ، وخاصة إذا طالت الحرب ، وإذا كان الله يقول ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) ؛ فلقد أصبحت الجيوش تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالقذائف المتباينة في البر والبحر والجو عند مُلاقاة العدو ، وإذا كان الله يقول (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ؛ فقد أصبح العديد من مُواطني الدولة يتطوعون لخدمة الوطن بنصح من ذويهم ، ويـُطلق على الواحد منهم اسم " دُفعة " في جيش الدفاع الخاص بوطنه ، وإذا كان الله يقول ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) ؛ فقد أصبح العديد من أئمة المساجد يعملون على توحيد صفوف الناس ؛ وفقـًا للكتاب والسنة ، ويرعون الوطن في أقوالهم وأفعالهم ، ويدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وإذا كان الله يقول ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) ؛ فقد أصبح الحاكم يهتم بتوفير الماء للزراعة ؛ وخاصة من خلال وزارات الزراعة واستصلاح الأراضي ، والموارد المائية والري، وإذا كان الله يقول (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ؛ فقد أصبح الحاكم يشجع على وجود الصُوب الزراعية ، والفواكه المختلفة ، والنباتات المتباينة ، وإذا كان الله يقول (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ؛ فقد أصبحت وسائل الإعلام تعرض تاريخ الأرض ، ومراحل التطور الحضاري في الحقب التاريخية المختلفة ؛ لاكتساب المعرفة والخبرة ، وإذا كان الله يقول ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) ، فقد أصبحت الدول تهتم بالسياحة ، وتجعلها عاملاً أساسيـًا من عوامل ازدهار الاقتصاد ، وإذا كان الله يقول ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) ، فقد أصبحت زيارة البيت الحرام في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية تنتمي إلى السياحة الدينية ، وعليها أجر كبير من الله سواء أكانت للحج ، أم للعمرة ، وفيها فائدة اقتصادية راقية لهذه المملكة العظيمة ، وإذا كان الله يقول عن فتية أهل الكهف ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ) ؛ فقد أصبحت وزارات الشباب تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالشباب بوجه عام ، وتضع في أولوياتها الاهتمام بالمتميزين منهم بوجه خاص عن طريق تعليمهم ، وتثقيفهم ، وتبني رؤاهم المعرفية في خدمة الوطن والمواطنين ، وإذا كان الله يقول ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) ؛ فلا شك أن الشاب المتميز سوف يبدع ؛ حتى يصير من المشهورين الذين يـُشار إليهم بالبنان داخل الوطن أو خارجه ، وإذا كان الله يقول ( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ؛ فقد أصبح القائمون على وزارات الصحة والسكان يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالطب الوقائي ؛ لأن " الوقاية خير من العلاج " ، وإذا كان الله يقول ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ؛ فقد أصبح علماء الطب ، وخاصة في مجال الجلدية ، يقتنعون أن الجلد هو موضع الإحساس ، وإذا كان الله يقول ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ؛ فقد أصبح الأطباء ينصحون المرضى بضرورة تناول العسل ؛ لفوائده ومزاياه ، وإذا كان الله يقول ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) ؛ فقد أصبح علماء النفس ينصحون المرضى النفسيين بضرورة قراءة القرآن الكريم ، أو الاستماع إليه ، وإذا كان الله يقول ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ؛ فقد أصبح الإيمان يزداد عند الأطباء بشكل عام ، وأطباء الولادة بشكل خاص ؛ لأنهم درسوا مراحل خلق الجنين داخل رحم الأم ، وإذا كان الله يقول ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي ) ؛ فقد أصبحت لفظة " أخ " من أهم مصطلحات الأسرة والسكان ، وإذا كان الله يقول ( قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ؛ فليس المقصود بالإخوان هنا الفصيل الديني السياسي المعروف ، وإنما المقصود بهم الأخوة من الأب ، أو الأم ، أو كليهما معـًا ؛ فسامح الله أناسـًا أفسدوا علينا مصطلحات الأسرة العربية ، وإذا كان الله يقول ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) ، فقد أصبحت وزارات الصناعة تهتم بالصناعات الكبيرة والصغيرة على السواء ، وتـُعد صناعة السفن من أهم الصناعات الملاحية في أي دولة من الدول ، وإذا كان الله يقول ( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) ؛ فقد أصبح التجار الكبار يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالدعايا للحاكم ، والدعاء له ، والمشاركة المجتمعية بالمال في العديد من المشروعات ؛ ومنهم من يفعل ذلك رغبة في رضا الله ، ومنهم من يفعل ذلك رغبة في رضا الحاكم ، وإذا كان الله يقول عن أفراد جن سليمان – عليه السلام - ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) ؛ فقد أصبح الأمن الصناعي من أهم أنواع الأمن ، وأصبح علماء السياحة يستشهدون على أن التماثيل مظهر من مظاهر الحضارة إذا كانت الغاية من صناعتها غاية الزينة لا غاية العبادة ، وإذا كان الله يقول ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ) ؛ فقد أصبح الحُكام يهتمون بمصانع الغزل والنسيج ؛ لأنها من أهم الصناعات التي يحتاجها الإنسان ، وإذا كان الله يقول ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) ؛ فقد أصبحت الدول تهتم اهتمامـًا كبيرًا بصناعة وسائل المواصلات أو استيرادها ، كالطائرات ، والقطارات ، والسيارات المختلفة ، وإذا كان الله يقول (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ؛ فقد أصبحت وزارات العدل تحاول أن تعطي كل ذي حق حقه ، وتحسن في بعض الأحيان بالتعويض لصاحب الحق ، وإذا كان الله يقول ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) ؛ فقد أصبحت وزارات الداخلية تهتم بالصلح بين المتخاصمين عن طريق مجموعة من الحكماء الذين يأخذون على طرفي النزاع صكـًا أو ( شيكـًا ) يتم بمُقتضاه عقاب صاحب الخطأ ، أو حفظ( الشيك )على سبيل الأمانة ؛ حتى يتم تنفيذ ما أُبرم من اتفاق ؛ كما هو معلوم في المجالس العرفية في القرى المختلفة ، وإذا كان الله يقول ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) ؛ فقد أصبح الناس يتحاكمون في المجالس العرفية إلى الحكيم العادل الذي يقول الحق ، وينصف في القضية ، وإذا كان الله يقول ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) ؛ فقد أصبح للحاكم حرس خاص به ؛ سواء أكان هذا الأمر في المملكة ، أو السلطنة ، أو الإمارة ، أو رئاسة الجمهورية ، وأصبح الجيش يسانده ، والشرطة تؤازره ، والصناعات تتقدم في حكمه تحت إشرافه ، والقوى العاملة توظف بأمره ، وإذا كان الله يقول ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ؛ فقد أصبحت وزارات الكهرباء والطاقة المتجددة تهتم بالإضاءة والإنارة ، ووضع محطات توليد الكهرباءفي الأماكن المختلفة ؛ بغرض إضاءة المصابيح الكهربائية ، وخاصة في الظلام ، وإذا كان الله يقول ( فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِفَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ ) ؛ فقد أصبح القائمون على أمر محطات مترو الأنفاق يهتمون بالمصاعد الكهربائية ؛ للصعود والنزول إلى القطارات التي تسير تحت الأرض ، وإذا كان الله يقول (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ) ، ويقول ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ؛ فقد أصبحت الدولة تهتم اهتمامـًا كبيرًا بوزارة المالية ، وإذا كان الله يقول (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ) ، ويقول ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ) ، ويقول على لسان أهل الكهف (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ) ؛ فقد أصبحت وزارات المالية تهتم بالعملات المعدنية ، والعملات الورقية على حد سواء ، واستخدام العملات المعدنية يكون في القيمة الأقل ؛ لكثرة التداول بين الأيدي ،وإذا كان الله يقول ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) ؛ فقد أصبحت الدول تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالموارد المائية والري ، وإذا كان الله يقول ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) ؛ فقد أصبح الغواصون ، والصيادون ، وجنود القوات البحرية يستعملون مصابيح الإضاءة كلما غاصوا في الأعماق ؛ لأن الظلمة تزداد كلما اتجهوا إلى القاع ، وإذا كان الله يقول (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) ، ويقول ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) ؛ فقد أصبح علماء البحار يعلمون أن الماء العذب لا يختلط بالماء المالح ، والماء المالح لا يختلط بالماء العذب ، والسمك الموجود في الماء العذب لا ينطلق إلى السمك الموجود في الماء المالح ، والسمك الموجود في الماء المالح لا ينطلق إلى السمك الموجود في الماء العذب إلا بعد الاستقرار في برزخ وسيط بين الماء العذب والماء المالح ؛ كما هو مشهور في مسطحات بحرية عديدة، وإذا كان الله يقول ( فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ؛ فلقد أصبح القائمون على أمر الزراعة والري يشجعون على الري بالتنقيط بدلاً من الري بالغمر ، وإذا كان الله يقول ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) ؛ فلقد أصبح لنيل مصر أهمية استراتيجية كبرى في القرآن الكريم ؛ حيث حمل موسى – عليه السلام – إلى قصر فرعون ، وإن أراد بعض أعداء الأمة تقسيم وطن لهم من النيل إلى الفرات ؛ فراحوا يضعفون العراق وجيشه ، ويحاولون أن يضعفوا مصر وجيشها ؛ لأجل هذا الغرض ؛ فإن الغاية الدفاعية إنما تكمن من خلال تقوية الجيشين العراقي والمصري ، والعمل على حل مشكلات النيل مع دول الجنوب بأي طريقة من الطرق ، وإذا كان الله يقول (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) ؛ فلقد أصبح رجال الأمن يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بأجهزة الرادار التي تلتقط أرقام السيارات صاحبة السرعة المخالفة من غير معرفة السائق ، وإذا كان الله يقول لصالح – عليه السلام - ( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ) ؛ فقد أصبحت كل دولة تعلم حصتها من الماء المقسوم لها ، وإذا كان الله يقول ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ؛ فقد تعددت وسائل النقل والمواصلات في البر والبحر ، والجو وإذا كان الله يقول ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ؛ فلقد أصبحت المملكة العربية السعودية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالعلاقة بين المسجدين الحرام والأقصى ، وتتعاون مع مصر والعرب في المحافظة على كيان فلسطين ؛ تلك الأرض التي عاش عليها العديد من أنبياء الله ، وإذا كان الله يقول ( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) ؛ فقد أصبحت وزارات النقل والمواصلات تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالعلامات الخاصة بالطرق ، وأصبح قادة المركبات يتأكدون من سلامة الإشارات الصوتية والضوئية في مركباتهم قبل القيادة ، وأصبح القائمون على أمر المرور يهتمون بإشارات المرور ذات الإضاءات المختلفة ؛ لتنبيه السائرين بوقت السير ، ووقت الاستعداد ، ووقت التوقف ، وأصبح لرجال الأمن علامات معينة تـُـعرف بها رُتبهم كالسيفين المتقاطعين ، والنسر ، والنجوم ، والأشرطة ، وأصبحت النجوم من أكثر العلامات التي تميز الرُتب عن بعضها البعض ...حفظ الله بلادنا العربية من كل سوء ...حفظ الله الأردن ، والإمارات ، والبحرين ، وتونس ، والجزائر ، وجزر القمر ، وجيبوتي ، والسعودية ، وسوريا ، والسودان ، والصومال ، والعراق ، وعُمان ، وفلسطين ، وقطر ، والكويت ، ولبنان ، وليبيا ، ومصر ، والمغرب ، وموريتانيا ، واليمن ، وكتب لنا– جميعـًا - التقدم والرقي في ضوء مناهل العلم ، ومناهج المعرفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق