مهرجــــــــان الطـــــــــــــــــــــير
روضة
القائد تقع ببعد ست درجــــــات شمال خط الاستواء، احتار عــــلماء المناخ
في تحديـــــــــد مناخها إثـر تبدّلها بعـــد اكتشاف الجــــلد، فلا
هــــو بالاستوائي ولا هو بالمتوسطي ولا هـــــــــــو بالقاري ولا يشبه أي
منـــاخ على الكرة الأرضية، فأطلقوا عليه اسـم
" المناخ العطري"، ويشمل هذا المناخ نطـــــــاق المنطقة العاطرة. المطر
يوم بيوم، يوم صحو ويوم ماطــــــر، ينزل المطر رذاذا خفيفا لا يبل، تشرق
الشمس أيــــــام الصحو بأشعة ذهبية لا تحرق ولا تُـبْهر، يرتسم قوس قـــزح
عـــلى صفحة السماء بألوانــــه السبعة، ولكن
الأزرق أكثــــــــــر نصاعة. الحرارة سبع وثلاثون درجة لا تتغير كحرارة
جسم الإنســان، تفجّرت الأرض أزهارا عــــلى مختلف الأشكال والأنواع
تتدلّـــــــــى أصصا حتى من أسطـــــــح المنازل. ولاحظ عــــلماء النبات
وجود أجناس جديدة مـــــــــــن الزهــــــــــر أطلقوا
عليها اسم " غــــريب الزهــر"، وتدوم حياة الزهور شهرا، حيث تسقط
فيستغلها السكان للتقطير لتعـقبها أخرى متفتحة شذية. الزهور الساقطة
للتقطير والجديدة للتعـطير. كما توافدت الطيور تباعا على شكــــل كراديس
متساوية العــدد ، وتتجمع على شكل دائرة مطرّزة بالطواويس-
التي اكتســـــبت أصواتا شجية بدل أصواتهم القبيحة- على شكــــــل إفريز
مطهــّم بالخطاطـيف. قال العارفون بمنطق الطير إن الطواويس والخطاطيف
هــــــي كورال الفرق تردّد معها أغنياتها فارضــــــة ذيولها الزاهية
تحرّكها باختلاف من فوق إلى تحت ومن تحت إلى فوق وهكذا.
تصطفّ الطيور كل مساء للغناء، يتقدم كـــــــردوس للغناء، وتنتظم الأخرى،
فهي إما راقصـــة أو باكية بحسب الأغنية المقدمة، واشتهـــــــــــر كردوس
الحمام بالنغــــم الحزين، فتـفـيض عـــــيون الطير والناس بالدموع لسماعه،
سميت هذه الاستعراضات "بمهرجان الطير". محمد
الصالح/الوشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق