2018/07/03

في عددها الجديد المزدوج: (27/28) مجلة «بونة للبحوث والدراسات» تحتفي بشعر فاروق شوشة، وتبحث عن خصائص شعر الصراع السياسي في صدر الإسلام



في عددها الجديد المزدوج: (27/28)
مجلة«بونة للبحوث والدراسات» تحتفي بشعر فاروق شوشة، وتبحث عن خصائص شعر الصراع السياسي في صدر الإسلام
بقلم: الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقـــة

           صدر حديثاً عن مؤسسة بونة للنشر والتوزيع بعنابة – الجزائر العدد المزدوج(27/28)  من مجلة بونة للبحوث والدراسات،وهي مجلة علمية محكمة تصدر عن المؤسسة المذكورة،و  تعنى بالأبحاث والدراسات التراثية والأدبية واللغوية،وتسعى إلى الممازجة بين الأصالة والمعاصرة،مؤسسها ومديرها: الباحث الأسـتاذ الدكتور/ سعد بوفَلاَقَة،و أمين سرها:  الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، وتتكون الهيئة العلمية للمجلة من مجموعة من الأساتذة والباحثين المتميزين،نذكر من بينهم: أ.د. عبد الملك مرتـاض،وأ.د.مختار نويوات، ،وأ.د.محمد خان،  و أ.د. عبد المجيد حنون،و   أ.د الربـعـي بن  سلامة، وأ.د. طـاهـر  حـجـار  و أ.د. عبد السلام الهـراس من المغرب،وأ.د.جمعة شيخة من تونس،    وأ.د الشريف مريبعي، وأ.د. فاطمة طحطح من المغرب  ،   ،و  أ. د. حسن   كـاتـب،وأ.د. عبد القـادر هـنـي ،وغيرهم.
      المقال الأول في المجلة كتبه الباحث الأكاديمي الدكتور /عبد الرحيم مراشدة ، عميد كلية الآداب   بجامعة عجلون الوطنية بالأردن، وهو بعنوان: « شعرية التشكيل و الرؤى»، و قد درس فيه عدة قضايا، نذكر منها: شعرية الرؤية و التشكيل،و الحس الإنساني في النص، و شعرية الأنثى في النص، ومما ورد في المحور الأول الموسوم ب: (شعرية الرؤية و التشكيل): «    هذا المحور سينطوي على أبعاد فنية ،وموضوعية، تنطلق من عباءة الشكل الفني اللافت، ومن منطلقات تتقاطع مع رؤى فكرية كامنة في مرجعيات الشاعر، موضوع هذه الورقة، وبسبب من تعدد الدلالات والأبعاد التداولية لنصوصياته في مجموعة البراري، لم أرغب في تحديد الإطار الدراسي كثيراً، حتى لا يشكل لي قالباً وسياجاً يمنعني من الوصول لبعض الدوال والطبقات المعنوية المتجددة والكامنة نصوص الشاعر.
     المدونة الشعرية التي بين يدي، والموسومة ( البراري) لا يمكن سلخها من مشروع كتابي متحول ومتغير، وممتد، يؤمن به، وينجزه جميل أبو صبيح، ثم إنني لا أريد أن أقدم وجهة نظر نهائية على هذه المجموعة/ المدونة، أقدم ، لأن القراءة المتعددة والمتجددة لها قد تتفتح عن طبقات دلالية وتداولية تتنامى مع كل قراءة لها، فلا تعدو قراءتي هنا المقاربة الأولية، التي قد يتبعها فيما بعد قراءات أخرى، تدخل في سياق بحث يتناول هذه المجموعة في ضوء المدونة الشاملة لكتابات الشاعر، لعلي أفي المدونة بعضاً من حظها النقدي بما تمليه هذه المقاربة، لتشكل فيما بعد إسهاما في الدرس النقدي الحديث، هذا من جهة، ولافتاً الانتباه إلى أن قراءتي هنا لا تشكل مساراً وطريقة نهائية لقارئين محتملين لهذه المجموعة، بقدر ما تشكل تنويراً يمكن الاستئناس به، من جهة أخرى. يبدو الرافد الأساس لمدونة الشاعر الشعرية هنا، و في نصوصياته السابقة واللاحقة لهذه المدونة، قادم من جزر بعيدة قريبة في الوقت نفسه، ولا أقول جزر منسية، ويبدو لي أن هناك خيطاً جينياً شديد المتانة بين مجاميع الشاعر، بأنواعها المختلفة، وهذا الخيط هو حضور الطبيعة، والفطرة، والعالم ما قبل زحف المدينة والصناعة وتلوثات الحضارة التي قتلت وتقتل نقاء الإنسان وفطرته وحواسه، هذا الحضور تم تقديمه عبر الكيفيات التعبيرية الحافلة بالشعرية العالية، وعبر فكر يستند إلى معطيات فلسفية، ونفسية، واجتماعية، وإنسانية مهمة، في عصر جرى ويجري فيه تغييب وتحييد الإنسانيات، وتهميشها والنيل منها، وتبعاً لذلك، سيجد القارئ لهذه المجموعة المدونة وربما لمدونات أخرى سابقة عليها، النزوع نحو الطبيعة وظلالها، بوصفها فضاء ينهل منه، إضافة  لما أشرت إليه سابقاً».
      أما الدراسة الثانية التي وردت   في   العدد   المزدوج(27/28)  من مجلة بونة للبحوث والدراسات، ، فكتبها الباحث الأستاذ الدكتور سعد بوفلاقة من كلية الآداب بجامعة الشهيد باجي مختار بعنابة في الجمهورية الجزائرية   ، وهي بعنوان : «شعر الصراع السياسي لدى شواعر صدر الإسلام» ، ومن بين ما لفت الانتباه إليه في هذه الدراسة الموسعة أن  شعر الصراع السياسي ليس غرضا من أغراض الشعر الغنائي الذي عرفه العرب في مختلف العصور, فهو قد يكون مديحُا, كما قد يكون هجاءً أو رثاءً أو فخرًا, وربّما كان كل ذلك في آنٍ. وإنّما هو هدف لهذه الأغراض الشعرية, والهدف هو دليلنا في التمييز بين ما هو سياسي وغير سياسي. وبه نستعين على معرفة الغرض, فنقول : هذا المديح سياسي, وذلك الهجاء لا علاقة له بالسياسةويعرّف الدكتور شوقي ضيف الشعر السياسي, بقوله : » فالشعر السياسي نضال عن الحكم وعن نظرية معينة, فهو ليس مجرّد مديح, إنما هو دفاع من جهة وهجوم من جهة ثانية, دفاعٌ عن نظرية, تعتنقها جماعة من الجماعات أو فرقة من الفرق, وهجوم على خصومها ومن يقفون في الصفوف المعارضة لها«
           وبالنسبة إلى مشاركة المرأة في الصراع السياسي،فقد نبه الباحث الأستاذ الدكتور سعد بوفلاقة إلى أن المرأة  شاركت   منذ فجر الإسلام بشعرها في الأحداث السياسية، والوقائع الحربية، وكان منهنّ المناصرات للإسلام، والمسلمين, ومنهن من وقفنَ في وجهه يهجون المسلمين، ويناصرون المشركين, كما شاركن في الصراع السياسي الذي دار بين المسلمين أنفسهم فكان منهنّ المتشيّعات لعلي بن أبي طالب, رضي الله عنه ومنهن من ناصرن معاوية بن أبي سفيان, وهكذا...
    و وقد الباحث في دراسته عدة   نماذج من شعر الشاعرات الصحابيات اللائي نافحن عن الإسلام و المسلمين ، كأروى بنت عبد المطلب عمة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، و أختها عاتكة، وغيرهما،كما قدم عدة نماذج للشواعر المشركات اللائي نافحن عن الشرك و المشركين، كعصماء بنت مروان اليهودي، وهند بنت عتبة، و غيرهما، كما تناول في بحثه مسألة المرأة في الصراع السياسي أثناء  الفتنة الكبرى (عثمان – علي وبنوه)، فكان من هن  المتشيعات لعلي بن أبي طالب، و منهن من ناصرن معاوية بن أبي سفيان، وكان لحزب الخوارج عدد من الشاعرات اللائي تحملن المسؤولية في الدفاع عن نظريته.
      أما الدكتور رائد حمد خلف الجبوري،من العراق، فقد قدم في بحثه الموسوم ب : «التقابل و اتجاهاته عند المعاصرين: دراسة تحليلية نقدية»،   ومما جاء في  ملخص دراسته المتميزة هذه : «التَّقابلُ أسلوبٌ في التعبيرِ يقومُ على مبدأ إقامةِ تضادّ بين الألفاظِ ،والمعاني ،والأفكار والصورِ ،تحقيقاً لغاياتٍ بلاغيةٍ وقيمٍ فكرية , وتحدث عنه القدماء، واقتصروا على أنه محسن بديعي , غير أن بعض الكتاب المعاصرين نظروا إليه نظرة أخرى، وتناولوه من جوانب عدة ،فارتأى الباحث الوقوف على هذه الجهود، وبين مافيها من تميز وتفرد ،وما أسهمت به في تطوير الدرس النحوي، والبلاغي» .
       و كتبت الباحثة الدكتورة بسمة رضا الحلالمة من جامعة تبوك بالعراق، مقالا بعنوان : « البنى الاسمية "نماذج من شعر فاروق شوشة " »،درست  فيه    البنى الصرفية الاسمية ضمن المستويين الصرفي، والدلالي، فبعد توضيحها للدلالات الصرفية التي أجمع عليها علماء اللغة لتلك البنى، وهي (المشتقات، والمصادر) قامت بدراسة نماذج من تلك البنى الصرفية في شعر فاروق شوشة ،وبينت
 دلالا تها الصرفية ،و أوضحت إلى أي حدّ ارتبطت بالدلالات الشعرية التي أرادها الشاعر فاروق شوشة –عليه رحمة الله-في تلك النماذج الشعرية  .
أما الباحث: خالد محمد عبده، و هو باحث في الإسلاميات و التصوف، و مدير مركز طواسين ،فكتب مقالا بعنوان: « الرومي و أثره في المفكرين المسلمين في العصر الحديث»،  و قد احتوى هذا المقال على عدة مباحث ، منها نظرة عامة لحضور الرومي في الثقافة الهندية.  

ليست هناك تعليقات: