صدر حديثًا عن هيئة قصور الثقافة كتاب " فن النحت الملون
المعاصر" للأستاذ الدكتور علي الصهبي، ويعد هذا الكتاب أول دراسة متخصصة في
هذا الموضوع باللغة العربية.
حيث يحلل الكاتب ظاهرة اللون في النحت المعاصر، وذلك بالبحث عن جذورها
في الحضارات القديمة، وخاصة الحضارة المصرية القديمة، والفنون البدائية الإفريقية
وغيرها، وكذلك بداياته الأولى في أواخر القرن التاسع عشر. ورصد الكاتب الظروف التي
دفعت النحاتون إلى الاستفادة من اللون في أعمالهم النحتية، وأثر التكنولوجيا في
ذلك، مع تعقب أثر الحربين العالميتين التي تولد عنها إحساس بالرغبة في الخروج عن
المفاهيم التقليدية الأكاديمية والتمرد عليها تلك المفاهيم التي تجاهلت توظيف
اللون في النحت، وكيف كان استخدام اللون في النحت بمثابة ثورة في مجال التشكيل
النحتي نتج عنها تراكيب تشكيلية جديدة واتجاهات فنية جديدة واستخدام تقنيات وخامات
جديدة لم تستخدم من قبل.
وقد انطلق الكاتب في بحثه لظاهرة اللون من فكرة تكامل الفنون،
والعلاقة بين التصوير وفن النحت، وتطور المفهوم الفلسفي والثقافي للفنان الذي سعى
إلى التعبير عن ذاتيته، مما ساهم في تعدد استخدامات اللون في التعبير النحتي،
وبالتالي تعدد أساليبه في التقنية، وفي إخراج الأعمال الفنية، مع حرصه على دراسة
اللون في علاقاته بعناصر التشكيل النحتي الأخرى، كالكتلة، والفراغ، والملمس.
وأخيرًا تظهر استفادة الكاتب من حياته العملية كأستاذ دكتور للنحت
بكلية التربية الفنية جامعة عين شمس، في رصد ظاهرة تربوية هامة، وهي عزوف الطلاب
في تطبيقاتهم العملية عن استخدام اللون في النحت وأسباب ذلك، ثم عمد إلى توضيح
أهمية استخدام الطلاب للون في أعمالهم النحتية، وأثر ذلك في تنمية روح الابتكار
والفن داخل نفوس الدارسين.
وقد قدم الكاتب رؤيته المتكاملة عبر ستة فصول: البدايات الأولى لدخول
اللون في النحت الحديث، العوامل التي أسهمت في إدخال اللون في النحت المعاصر،
علاقة اللون بعناصر التشكيل النحتي، أهمية اللون كضرورة فنية في الأشكال النحتية،
أهم أساليب توظيف اللون في النحت المعاصر، الاستفادة من توظيف اللون في مجال تعليم
الفن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق