2014/11/18

عبد القادر كعبان يحاور القاصة الإماراتية هند بن جمعة



حوار مع القاصة الإماراتية هند بن جمعة
من إعداد عبد القادر كعبان/الجزائر

هند محمد بن جمعة شابة من الإمارات، مقيمة في أبو ظبي و هي من مواليد سنة 1983 استطاعت في فترة زمنية قصيرة أن تصعد على خشبة القصة بإيمانها الشديد بهذا الجنس الأدبي الذي لا يزال محافظا على مكانته وسط موجة الأجناس الأدبية الأخرى، و قد سبق و صدرت لها مجموعة قصصية تحت عنوان "سنوات على غيابك" عن دار الفارابي (لبنان).

أولا من هي هند بن جمعة؟
كاتبة اماراتية، تخرجت من جامعة زايد سنة 2006 ، بكالريوس علاقات دولية، و عاشقة لأدب القصة، و الرواية و المقالة حتى النخاع، و استكشاف و طرح كل ما هو جديد و واقعي، و غريب، و جريء، و في الكتابة أجد متعتي، و هي رفيقتي التي أءتمنها على نفسي، و أسراري، و أفكاري، و كتاباتي. 

حدثينا عن أول باكورة قصصية لك؟
عملي الأول هو عبارة عن مجموعة قصصية، تضم ثلاثة أعمال، و قد كثر النقاش و التساؤل حول هذه الأعمال، و انقسمت الآراء حول كونها قصص أو روايات الى ثلاثة أقسام أيضا، فمنهم من قال بأنها قصص طويلة جدا، أو أشبه بروايات، و ذلك نظرا للعدد الكبير من الكلمات التي احتوت على كل عمل، و منهم من قال بأنها ليست بمجموعة قصصية، فالمجموعة القصصية يجب أن لا يتعدى فيها كل عمل عدة صفحات، و منهم  من لم يعلق على الاطلاق مكتفيا بالقول بأن القصة هي قصة على كل الأحوال مهما كان حجمها ضخما،  و مهما كثر عدد كلماتها، لأنها في النهاية آداة يستخدمها الكاتب ليبث و ينشر رسائله، و أفكاره للمجتمع من خلالها.
و الكتاب يضم ثلاثة قصص اجتماعية، عن الحب، و الرومانسية تحديدا، و لذلك هي قصص تتحدث عن العشاق، و المحبين، و تنطق بلسانهم كوني اعتمدت على أسلوب الضمير المتكلم في كتابتها، و هذا ما أثار التساؤلات ان كانت تلك القصص حقيقية، أو أنها لأناس أو أشخاص معينين؟! أو هي تخص الكاتبة؟ و هنا سأجيب بأنني لا أتحدث فيها عن رجل معين أو امرأة معينة، أو عن هند الكاتبة، و انما قمت بالكتابة عن نساء، و رجال يمثلون احدى الصور الاجتماعية، الواقعية، و المنتشرة في مجتمعنا، فعندما أقول بأن هذه الروايات واقعية، فأنا هنا لا أتحدث عن واقعية الأشخاص، بل أتحدث عن المجتمع و عن البيئة التي تحيط به، لذا قد تجد المئات من النسوة أنفسهن في هذه القصص، و كذلك المئات أو حتى الآلاف من الرجال أنفسهم أبطالا فيها، و قد يشعر بعض القراء و هم يقرءون هذه الروايات، و يمسكون صفحاتها بأيديهم، كأنهم يمسكون مرآة يرون فيها أنفسهم، لذلك أفرح كثيرا عندما يتساءل القراء في مواقع التواصل الاجتماعي من هي تلك الشخصية؟! أو هل تقصدين فلان في هذه الشخصية؟! فذلك يعني أنني قد نجحت في تصوير المجتمع كما هو قائم بالفعل!
و يجمع هذه الروايات تحرك واحد، و هو الغياب، و الفقد الجارح، لذا كثيرا ما اسمع من القراء بأنهم قد أمضوا وقتا في البكاء بعد انتهاءهم من القراءة، و هنا أيضا أفرح لأن ذلك يعني نجاحي في جعلهم يتأثرون و يعيشون أحداث القصة، و تفاصيلها كلها، بحلوها، و بمرها! 
كيف، و متى تم اكتشاف موهبتك في الكتابة؟
عندما كنت طالبة في أدراج الجامعة، في السنة الثالثة تقريبا، أدرس مساق الكتابة باللغة العربية، طلب منا الدكتور المشرف على تعليمنا في نهاية المحاضرة د. محمود الجبالي أن نقوم بكتابة قصة قصيرة واقعية لا يقل عدد صفحاتها عن ستة صفحات، و بقيت أفكر بعد انتهاء المحاضرة، يا ترى ما هي الفكرة الواقعية الأفضل لهذه القصة، و قررت بعد مدة من التفكير أن أكتب عن احدى قريباتي التي أعاني بسبب حشريتها و تدخلاتها المستمرة في أمور بنات العائلة الأمرين، و بالفعل بدأت، و شرعت في كتابة القصة، و لكنني لم أكتفي بالمطلوب، بل أصبح عدد الصفحات التي كتبتها يتعدى الخمسة و ثلاثون صفحة! قمت بتسليم الورقة في موعدها المحدد للأستاذ، و بعد فترة قام أستاذنا بتوزيع الدرجات على الطالبات، ما عدا أنا فقد طلب مني المجيء الى مكتبه بعد المحاضرة، و كم أصابني الذعر، و الكثير من التساؤلات كانت تطرق عقلي، يا ترى ماذا يريد الأستاذ محمود مني؟! هل لديه شك بأنني قد أكون غشاشة؟!
ذهبت الى مكتبه، و بدأ بالسؤال: هل أنتي من قام بكتابة هذه القصة؟! و طبعا كان جوابي "نعم!" ، قالها لي و بكل ثقة اذا أنت كاتبة! لم أصدق تلك الكلمات، و بالطبع فرحت كثيرا بها فهل هناك شعور أجمل من أنك تمتلك ميزة أو مؤهلا قد يساهم في جعلك شخصا مهما، أو عضوا فعالا في المجتمع؟!
لكن الموهبة تم اكتشافها و أنت على مقاعد الدراسة، و العمل الأدبي بزغ في عام 2013م، أي بعد عدة سنوات من تخرجك! هل هناك عراقيل أو صعوبات حالت دون صدور العمل مبكرا؟
من خلال هذا السؤال سأكمل لك الشق الثاني من قصة اكتشاف هند الكاتبة، و للتوضيح فقط عندما قيل لي بأني كاتبة لم يكن يقصد بأنني مستعدة و في الحال، لأنها كانت البداية فقد طلب مني أن أقوم بقراءة جميع روايات الروائي العربي المعروف احسان عبد القدوس، و بالفعل ذهبت يومها الى مكتبة جرير في أبوظبي، و اشتريت ما يقارب العشرة روايات، و قمت بقراءتها، و أعجبت كثيرا بأسلوب الكاتب الذي رأيت فيه الواقعية، و السلاسة في الطرح، و مستوى الكتابة المباشر البسيط الذي يتيح لجميع القراء مهما كانت مستوياهم على القراءة، و فهم الرسائل التي يرغب كاتبنا في ايصالها، و لا أستطيع أن أنكر كم استفدت منها، و كم تحسن أسلوبي في الكتابة بعد فترة من قراءتها.
و ليس هناك سببا معينا للتأخير، و لكني انشغلت بعدها في السنة الأخيرة من الجامعة في دراستي، ثم في مجال العمل، و أعباءه، لكنني شعرت بالحنين بعد ثلاثة سنوات تقريبا و خاصة مع تذكري للجامعة و الحياة الجامعية، و لأساتذتي، و طبعا الأستاذ محمود الجبالي و كلماته حول ما يختص بموهبة الكتابة، لذلك عدت الى نصائحه و أخذت وقتي في قراءة الروايات، و من ثم شرعت في الكتابة، و رغم أعباء الحياة لم أترك القراءة يوما.

كيف كان رد فعل الوسط الأدبي الخليجي بعد نشر مجموعتك القصصية الأولى؟
من خلال هذا العمل تعرفت على عدد لا يستهان به من الأدباء، و الشعراء، و المفكرين في الخليج العربي، و خارجه، و من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل تويتر، و الانستغرام، و الفيس بوك، تمكنت من معرفة صدى هذا العمل في مختلف الدول، و الحمدلله كل شيء على ما يرام، فقد أصبح لدي حتى الآن عدد كبير من القراء تربطني معهم علاقة طيبة، يشجعونني و يسألون عن جديدي على الدوام. 
بمن تأثرت بمسيرتك الأدبية عموما؟
لم تتأثر  مسيرتي الأدبية بكاتب أو أديب معين، أو شخص معين و لكنني حريصة جدا على أن أجعل الكتابة، و القراءة جزءا من يومياتي، فالكتابة هي كالحرفة بحاجة الى صقل، فالنحات على سبيل المثال بحاجة الى العمل دائما لكي يتقن الصنعة، و كذلك في الاستعانة بذوي الخبرة في مجاله من وقت لآخر، و الحال مشابه للحرف الأخرى، و للكتابة أيضا التي سأبقى مدى حياتي بحاجة الى تعلمها، و الى صقلها عن طريق الكتابة و القراءة كي أستمر، و لكن يمكنك القول بأنني تأثرت بالكاتب الكبير احسان عبد القدوس، فهو مثلي الأعلى. 
لمن تدينين بنجاحك في الكتابة؟
قبل كل شيء أدين لوالدي الذي كان يطالبني و أخواتي منذ أيام طفولتنا على قراءة عشرة صفحات على الأقل للكتب التي تستهوينا بالطبع، و هي عادة أصبحنا نعمل بها تلقائيا حتى اليوم، ثم أدين لمعلمتي عبلة النصيرات، معلمة اللغة العربية في المرحلة الاعدادية و الثانوية، و التي و الى جانب أنها نجحت و بامتياز في تأسيسي أنا و بقية الطالبات في الفصل على أن نتعلم أهم الركائز و الأساسيات لكتابة القصة و الرواية، كانت تطلب منا أن نقوم بكتابة يومياتنا، و في نهاية الأسبوع تقوم بجمع دفاتر يومياتي أنا و بقية الطلبة لتصحيحها، و من ثم مناقشتها، و هذا ما ساعد على تطور مستوى الكتابة لدي مع مرور الوقت، و على أن تظهر جرأتي في الكتابة دون خوف، و أخيرا للدكتور محمود الجبالي الذي فاجأني ليخبرني بأنني أمتلك المقومات التي تؤهلني لأن اصبح كاتبة ناجحة، ثم للكاتب و الاعلامي الاماراتي المعروف الأستاذ جمال الشحي الذي و رغم المسؤوليات المثقلة على عاتقة لم يتوانى عن مساعدتي، و على ابداء رأيه حول العمل، و مقترحاته التي ساهمت على تطوره، و ظهوره بالمستوى الذي ترونه.

ما هي أهم الركائز الأساسية لنجاح الرواية و القصة في رأيك؟
قبل أن يفكر الكاتب أو يتساءل و يقول يا ترى ما هي الركائز الأساسية لكتابة الرواية، أو القصة، أو المقال؟! قبل ذلك عليه أن يستشعر ضميره، أو أن يتعامل مع القلم على أنه أمانة، و بناء عليه يجب أن أحسن استخدامه، و أن يفكر و يسأل نفسه قبل الشروع الى الكتابة يا ترى ما هي الرسالة التي أرغب أن أرسلها لقرائي، أو ما هو هدفي؟! ثم بعد ذلك تأتي بقية الأمور الشخصيات، و الحبكة و العقدة، و الزمان و المكان، و الأحداث الأخرى المتصاعدة، و تلك هي أيضا ركائز لا يجب اهمالها، و الوصف الدقيق لبعضها خاصة في الروايات نرى أن غالبية الروايئين يعملون على وصف الزمان و المكان ، و للشخصيات بشكل دقيق بحيث قد يشعر القارىء بأنه جزء من هذه الرواية، أو احدى شخصياتها، مع الابتعاد عن التكرار، و الحشو بهدف الوصول الى عدد معين من الكلمات أو الصفحات!

هل كتابة القصص في نهاية الأمر انعكاس لما يعتمل في الذهن عن الواقع أم الواقع مجرد نقطة انطلاق للتجريب؟
السؤال هنا يعتمد على ما هو نوع القصة، أو الرواية؟ هل هي واقعية، أم هي خيالية؟! فان كانت واقعية من وجهة نظري هي ترجمة أو انعكاس لما في أذهاننا عن الواقع، فالكاتب هنا سيعتمد بشكل كبير على ما يراه، و يشعر به من مواقف، و ما يشغل غالبية الناس من أمور، و من ثم يقوم بترجمتها و كتابتها على شكل عمل أدبي. 
كيف تقيم القاصة هند بن جمعة الأدب الإماراتي في سطور؟
كما هو واضح الأدب الاماراتي قفز قفزة هائلة، من خلال ظهور عدد كبير من الكتاب، و الروائين، و المبدعين في عدة مجالات، و في فترة قصيرة لا تتعدى الخمسة الأعوام، اصبح لدينا ما يقارب مائة دار نشر امارتية، و كل دار تصدر ما يقارب من ثلاثين الى أربعين عنوان في مختلف المجالات، و غالبية الكتاب هم كتاب اماراتيين، حتى أن بعض العناوين أصبحت مرشحة لجوائز عالمية كجائزة البوكر للرواية، كالكاتب المبدع عبيد بو ملحة صاحب رواية "رجل و ثلاث نساء"، و الكاتبة الاماراتية تهاني الهاشمي صاحبة رواية "جرف هار"، و كذلك حكامنا و شيوخنا يهتمون على الدوام بنشر الثقافة و الوعي في مجتمع دولة الامارات، و لذا نرى أعراسا ثقافية عدة يتم تنظيمها على مدار العام في عدة امارات مثل أبوظبي، و الشارقة، و العين، و في الخارج أيضا كمعرض فرانكفورت في ألمانيا، و جائزة الامارات للرواية، لذا لا يسعني أن أقول سوا أن الأدب الاماراتي هو احدى أهم الفنون الثقافية في دولتي.   
بما أنك تطرقتي الى أن هناك عدد كبير من دور النشر الاماراتية، لماذا لم يتم نشر كتابك في احدى هذه الدور؟!
أحببت سؤالك كثيرا! و سأكون صريحة معك، أنا كفتاة اماراتية، و أحب دولتي حتى النخاع، حرصت على أن ينشر عملي في احدى دور النشر الاماراتية، و ذهبت الى عدد منها و لكنني و للأسف قوبلت بالصد، و تمت معاملتي بشكل سيء، تلك الأمور كادت أن تصيبني بالاحباط، و بجعلي أرمي بكتابي عرض الحائط!
هل بامكانك أن توضحي لنا ما هي أسبابهم في الرفض؟
أولا رغم أن أصحاب دور النشر كانت على قدر كبير من الحماس على أن ينشر هذا العمل، الا أن ما كان يصل الى مسامعي هو أن اللجنة في الدورلديها تحفظا على بعض الأفكار، و خاصة عن ما يحدث في مجتمعنا، و تحديدا البنت الاماراتية التي لا يقبل ذويها عادة على أن تسافر و تتعلم في الخارج، و على أن تحب! متناسين ما قد يحدث من وراء الأسوار! لذا طلبو مني بعض التغييرات، و التي كانت جذرية فأحد الأعضاء طلب مني أن أختصر ما قمت بعمله في ما يزيد عن العشرين ألف كلمة في ألف و خمسمئة كلمة! أي أن أحول هذه الروايات، و القصص الطويلة الى قصص قصيرة جدا! و دار أخرى أخرى سلمني صاحبها كتابا عبارة عن مجموعة قصصية لاحدى الكاتبات الاماراتيات، طالبا مني قراءته، و تقليد الأسلوب الذي انتهجته الكاتبة!
و ماذا كانت ردة فعلك تجاه تلك التصرفات؟!
بالطبع صدمت كثيرا، و هالني ما سمعت، و ما رأيت من انغلاقهم و قوقعتهم تحت تقيدهم بمعايير، و أساليب معينة في الكتابة، و كما أخبرتك اصبت بالاحباط و الحزن لبعض الوقت، و لكن و كما يقال الحياة لا تتوقف عند شخص معين بالنسبة للأصدقاء و المحبين، و العشاق!  و كذلك الحال بالنسبة الى الكاتب، انجازه لا يتوقف لدى دار نشر معينة، و لذا أخبرتهم بأن شروطهم غير مقبولة، لأنني مقتنعة شخصيا بأن عملي ليس فيه ما يمس المجتمع، و الفتاة الاماراتية، لأننا الآن في زمن العولمة، و أصبحت الفتاة الاماراتية أكثر انفتاحا، و جرأة، و بالنسبة الى الحب، و العشق تلك هي مشاعر، و أحاسيس قد تخترق قلب أي شخص، أو أي فتاة، و ليست محصورة على جنسية، أو مجتمع معين!
و لماذا قمت باختيار دار الفارابي؟
أرسلت المخطوطة الى دار الفارابي قبل أن أرسلها الى دور النشر الاماراتية، و حصلت على الموافقة بعد عدة أيام من ارسالها، كما أن الدار قامت بارسال العقد في نفس اللحظة، و أعجبني تعاملهم كثيرا، و اهتمامهم بكتابهم، مهما كانت الجنسية التي ينتمي اليها الكاتب، و هذا ما شجعني و جعلني أضع عملي بين يديها، و كذلك هي دار عريقة، لها تاريخها، و مكانتها في الوطن العربي.
 ما هو مدى اقترابك من الأدب الجزائري؟
مما لا شك فيه، أثبت الأدب الجزائري وجوده و جدارته على مر العصور، و السنين، سواء كان ذلك على المستوى العربي أو حتى الغربي، حيث أن الكثير من الأعمال قد تمت ترجمتها الى لغات غربية عدة، و هناك كتابا الى جانب انتهاجهم للغة العربية في أعمالهم، استخدموا أيضا اللغة الفرنسية كالروائي و الأديب أمين الزاوي، و الأدب الجزائري عموما تحدث عن كل شيء يخص حياة الجزائريين، فقد تحدث عنهم قبل الاستعمار، و أثناء الاستعمار، و بعد الاستعمار، و تناول مواضيع سياسية جريئة كالارهاب، و الاشتراكية، و غيرها من القضايا التي نجد ندرة طرحها في ذلك الوقت نظرا لحساسيتها، و أنا كأي قارئة عربية لدي اهتمام بالأدب الجزائري، و أحرص دائما على متابعة أعمال بعض الأدباء كالكاتبة أحلام مستغانمي، و واسيني الأعرج، و من وقت الى آخر أقرأ لشاعر الثورة مفدي زكريا رحمه الله.
ما رأيك في موجة مواقع التواصل الاجتماعي، و هل تساهم في متابعة القارئ للإنتاج الأدبي؟
مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها التويتر، و الانستغرام هي كأي اختراع له حسناته و سلبياته، أو هي سلاح ذو حدين، و للشخص أن يقرر اما أن يحسن استخدامها أو أن .....! و لا يمكن أن ننكر بأن لها الفضل بالنسبة لنا ككتاب أو أدباء في تسهيل عملية التواصل مع القراء، و الجمهور، و معرفة اذا ما لاقت أعمالنا استحسانا منهم أم لا؟ و كذلك تعتبر أداة تسرع من عملية الدعاية و الاعلان عن كل ما يختص بنا من كتب، و مقالات، و أخبار، الخ.
لكنها في بعض الأحيان قد تكون لها بعض المساوىء، خاصة مع ادمان الناس في استخدامها لأوقات طويلة جدا، و النتيجة يقل اهتمام أفراد المجتمع على القراءة و المطالعة، مستبدلين تلك الأمور بأمور أخرى تافهة كالتجسس على الغير من خلال تلك البرامج، و اصطياد الأخطاء، و التقاط الفضائح، و غيرها من الأمور المخزية التي يعتبرها البعض انجازا عظيما، أو كنزا لا يجب التفريط فيه!   
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لعملي الروائي الثاني، و هو عبارة عن قصة اجتماعية، رومانسية، مستوحاة أفكارها من قصة حقيقية، و قد تجد نفسك أحد ابطالها! و كذلك لدي عدد من المقالات الاجتماعية ذات اطار ساخر، سيتم عرضها شهريا في مجلة بنت الخليج الاماراتية، ايضا أفكارها قد استوحيتها من بواطن الواقع، رأيت معظمها و عايشتها بأم عيني، و استفزتني فبالتالي كتبت عنها، و منها سمعت عنها من اشخاص عايشوها أو وقعو في فخها!
كلمة ختامية للقارئ؟
أحبكم كثيرا، و بفضل محبتكم و تشجيعكم نجحت رواية "سنوات على غيابك"، و بفضلكم أنا باقية، و انتظروني في عملي الروائي القادم، و انتظروا مقالاتي، و كلي أمل أن تنال أعمالي و كلماتي على اعجابكم.  

ليست هناك تعليقات: