2014/11/20

المفكر هاني فحص والباحث جمعة مطلك يلتقيان في دار الشؤون الثقافية العامة




المفكر هاني فحص والباحث جمعة مطلك يلتقيان
في دار الشؤون الثقافية العامة
فضيلة يزل
اقامت دار الشؤون الثقافية العامة برعاية المدير العام (حميد فرج حمادي) حفلاً استذكارياً للمفكر العلامة اللبناني (هاني فحص) رحمه الله على قاعة مصطفى جمال الدين في الدار بمحاضرة للاستاذ الباحث (جمعة مطلك) صباح يوم 19/11/2014.
توفي العلامة والمفكر اللبناني العربي الاسلامي (هاني فحص) في 19/9/2014 ولمرور شهرين على وفاته تستذكره دار الشؤون الثقافية العامة، وهي ترى في استذكاره ذكرى حياة خالدة لعالم فاضل وفقيه جليل وشاعر مبدع، قدم فكراً نيراً للاسلام وللانسانية جمعاء. 
قدمت للمحاضرة الدكتورة سافرة ناجي إذ رحبت بالحضور الكريم واشادة بالدار، إذ قالت:" لقد دأبت دار الشؤون الثقافية العامة على ذكر واستذكار الشخصيات والرموز المبدعة والخلاقة من اصحاب الفكر والادب والابداع" ثم رحبت بالاستاذ الباحث (جمعة مطلك) فقالت: "ان المعارف لا تعرف فنحن نعرفه من خلال مؤلفاته الاسلامية وبحوثه الغنية بالفكر والبحث والدراسة المعمقة". فيما ابتدأ الباحث حديثه قائلاً: "نحن مدينون لهذه الدار بثقافتنا الشخصية منذ الصغر إذا كانت ترفدنا باصداراتها القيمة". وعلى غير العادة لم يتحدث الباحث عن المفكر السيد هاني فحص في بدء حديثه بل كان مدخل الحديث عن هموم العراق وتعرضه للهجمة البربرية الشرسة والهجرة وعمليات التهجير الكبيرة التي يعاني منها ابناء الشعب العراقي كأنه يرى في ذاته امتداداً لفكر العلامة اللبناني الاصل العراقي الدراسة والفكر إذ قضى قرابة عشر سنوات في العراق ونهل من فكر وثقافة الحوزة العلمية في النجف الاشرف. فغالباً ما يجمع القلق وهموم الناس الانفس النقية التي تهمها مشكلات المجتمع ومعاناة الانسان فيه. ذكر الباحث ان مراكز البحث العالمية تقدم بأننا قوم عنفيون ولا نستحق ان نحيا بسلام، وغالباً ما نركن الى حكم الطغاة والمتجبرين. فيما كان العلامة هاني فحص يرى في الامة الاسلامية امة حضارة اسست الى حضارات عظمى ويؤمن بانه على الامة ان تهتم بالنظرية التربوية كما كان يعول على تربية وتنشأة جيل واع يخلق امة قادرة على بناء دولة وبناء مجتمع راسخ.
 كان شخصية معتدلة مذهبه الحوار إذ كان يؤمن ايماناً عميقاً بالحوار والاعتدال واحترام الانسان والاشتراكية العلمانية والمشاركة في الوطن واقامة دولة مدنية دولة حق وقانون. فكان العلامة هاني فحص في اللب من كل هذه الطروحات والمناقشات.
كما ذكر الباحث انه يرى ان الحديث عن العلامة هاني فحص يمتد الى شخصية المصلح الذي يرى في الاصلاح ليس فعلاً ارادوياً اي ليس ارادة شخصية بل هو ثقافة تاريخية تخوض بكل مفردات الحياة؛ الثقافة والسياسة والاقتصاد والتربية ويدرس قضايا المجتمع من خلال ثقافة تتسامى على الافكار السطحية غير المثمرة فيخلق بذلك فكراً متفاعلا وفاعلا في الوقت ذاته.
وقد كان يتعامل مع المنظمات السياسية والمدنية كل على حد سواء فعمل العلامة مع حركة حماس وحذرها من ان تكون سكينة خاصرة في جسد القضية الفلسطينية، ثم غادرها، وعمل مع الاحزاب الدينية، كونه رجل دين تلك الصفة التي تميز بها، وغادرها، كما عمل مع القوميين والاشتراكيين والبعثيين وقد كان في هذا اثراءً لفكره كما كانت طروحاته تغني فكر الآخر.
ولم يكن السيد هاني فحص عالماً وفقيها بل تجاوز ذلك الى صفات وسمات اخرى اشمل واوسع، فهو الفقيه المستنير والملتزم بالقيم الانسانية الكبرى التي يلتقي فيها وحولها البشر الطيبون من اصحاب العقل والعلم والمعرفة والاخلاق اللذين يؤمنون ان الانسان جوهر الوجود. اما صفاته الشخصية فكان شفافاً هادئاً يتفقد اصدقائه ومن حوله تفقد الاخ الاكبر فيسأل عن احوالهم وادق تفاصيل حياتهم، فكان يحمل صفات المفكر العقلاني والاديب الواسع الثقافة.
وكانت للشاعر سلمان داود محمد مداخلة جاء فيها: عبر ثراء الافكار التي قدمها المفكر العراقي جمعة مطلك، الى اي مدى استطاع الفكر التنويري للعلامة هاني فحص ان يؤثر في مشهدية حياتنا اليومية والثقافية ونحن نعيش في خضم تشرذمات وتشظيات وصلت الى الحد الذي نرى من خلاله ان داخل الطائفة الواحدة عدة طوائف وداخل الكتلة الواحدة عدة كتل ام ان الاحتفاء اليوم بالعلامة هو مجرد استذكار ومراجعة لفكره الذي نخشى ان يتحول الى ايقونة او نصب تذكاري نشير اليه بين الحين والاخر.

ليست هناك تعليقات: