"حرامي الحلة " رواية جديدة للكاتب الكبير محسن
يونس
"حرامي الحلة.. شطحة
روائية لوقائع إقامة جبرية"، رواية جديدة للكاتب الكبير محسن يونس صدرت عن
دار الأدهم للنشر والتوزيع بالقاهرة.
الرواية تتناول حياة الرئيس السابق محمد نجيب في فيلا زينب الوكيل لمدة
30 عاما، قضاها الرجل في عزلة تامة عن العالم حتى وفاته.
من أجواء الرواية:
تعلق
حرامى الحلة بالبزة العسكرية صاعدا حتى وصل إلى كتفها الأيمن واختفى تحت طية
ياقتها، قرأ ما فى داخل رأس سى نجيب، وسوف يذهب معه ربما عثر على براءته من تلك
التهمة التى وصم بها وعشيرته.
كان
سى نجيب كلما مر بعسكرى سواء أكان نفرا عاديا أو رتبة يرفع يده لرد التحية التى
أوديت له، كانت ابتساماته تتوزع فى أنحاء الحجرة كلما تقلب على سريره، كان يكد
ذهنه فى البحث عن حيلة ليكون بمفرده متخلصا من " السيد هيكل " حارسه
الشخصى وسائقه، صحيح أنه رجل كتوم زى القبر وصاحبه، ومن ناحية الطيبة زيه زى
أهالينا المصريين الأصلا، هو عينى التى ترى العالم خارج المرج، يشتري البقالة
والخضار واللحم والسمن والأرغفة، أى تلغراف أكتبه هو الرسول، أى شكوى تحرق صدرى
يحملها عنى، ويتألم مثلى لأنها لقيت الإهمال .. الخلاصة كان يريد لخياله أن يمضى
وحده بلا شريك، وهو على السرير عثر على حيلته ببساطة..
توقفت
السيارة العسكرية على بداية طريق المرج، سأله السائق: " القاهرة يا أفندم ؟
تفضل سأوصلك.. ".
أخرج
غليونه وأشعله، تعلقت عينا العسكرى بالغليون، فهم سى نجيب أن العسكرى يريد تجربته،
أخرج رأسه من النافذة وهو يخليه من التبغ المحترق بضربه على جسم السيارة من الخارج
عدة ضربات، أخرج عبوة الأنفورا، وعبأه، ناوله للسائق الذى كادت عجلة القيادة تفلت
من تحكمه بها: " العفو يا أفندم..
"
"
سأشعله لك..
"
ظهرت
فرحة تملأ وجه السائق وهو يضع الغليون بين أسنانه ساحبا أنفاسا، صاح: " الله
.. كنت تنخلع لى عينا وأذوقه..
"
ثم
سأل: " إلى أين يا أفندم ؟"
"
قصر القبة..
"
"
اسمح لى بملاحظة يا أفندم .. لكن
أوعدنى بألا تغضب.. "
"
لن أغضب .. قل ما شئت.. "
"
أنت أول رتبة عظيمة أقابلها بهذا
التواضع .. ومن أجل خاطرك سأوصلك إلى قصر القبة".
رأى
صعوبة الدخول من بوابة قصر القبة إلى الداخل، حيث تجمعت كل أنواع قوات الأمن سواء
كانت تابعة للجيش أو السلطة المدنية، استجمع شجاعته، ومر من بين هذه القوات، لم
يوقفه أحد، ذهب مباشرة حيث يجلس جمال عبد الناصر أسفل إحدى الأشجار فى حديقة القصر
الواسعة..
"
أهلا نجيب..
"
"
أهلا جمال .. هل أنت مريض ؟"
"
آهى يا نجيب .. مسئوليات.. مصير
الأمة.. الضغوط الخارجية .. هل يظهر على وجهى توابع كل هذا ؟!
"
"
تحمل عواقب ما سعيت أنت إليه .. "
"
هل تتشفى ؟!
"
"
حاشا لله .. ما أنا الذى يتشفى.. "
"
لماذا جئت ؟"
ترك
السؤال يدوم فى فضاء حديقة قصر القبة بلا إجابة، حقق نصره متقلبا على الجانب
الآخر، فتح عينيه، كانت القطة الرمادية تتأمله مندهشة، وكان حرامى الحلة غاضبا من
تلك الرحلة التى لم تؤت ثمارها بالنسبة إليه، وقف على أرجله الخلفية صائحا: "
كأنك يا أبا زيد ما غزيت!!
"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق