هذه البلاد مستعمله
حامد صبري
هذه البلاد مستعمله
لكن أبى لا يعرف
مازال يقرأ الجريده من أخرها
و ينام فى كف أمى كلما شعر بالبرد او بالفجيعه
ابى الذى يخبيء الموت فى جيب ضحكته الخلفى
يعيش بعشرين سنة فقط من عمره
و يترك الباقى فى برواز صوره ممددا خلفه على الحائط
او فى قلب امرأه لا تتذكره إلا لتضحك
أبى الذى وقعت فى حجره ذات فرحه
قال: سأبنى به قصرا .. و سأرتق به كل ثقوب حظى العاثر
ثم ألبسنى أسمه المهتريء
و تركنى
عاريا
هذه البلاد مستعمله
لو أنك فهمت ذلك
لما اتعبت نفسك بي
لو أنك خلعتها عن ظهرك... لو انك لم تحشو فمك بأغانيها ..
لو انك أخرجتها من ضحكك و حزنك و غضبك و سجائرك
لو انك قطعت أذن حنينك اليها
حين كانت تناديك ..
لو انك لاحظت ولو لمره ...ان الموت يتكرر.. و ان الاشجار بلاستيكيه... و ان الحب مجاز ..و ان صوت ام كلثوم خدعه
لو انك عرفت ان اسمها مرض
و ان لهجتها مرض .. و ان سمار بشرتها قبح
لما اتعبت نفسك بي
انا لست انت يا أبى
لماذا يا أبى ... على كبر سنك
تتعمد الخروج من طفولتى
مازالت الحلوى تملأ جيوب بنطالى ..رغم رحيل البنطال نفسه
لا تتركنى يا ابى
فأنا لم اكبر بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق