أمر
يوميّ تأخر قليلا
المهدي
عثمان
في بيت ضيّق يشبه طردا مشبوها
كانت علب البيرة بلا أخطاءَ
مطبعيّةٍ
تلعق أصابعي بقلق حامض
ظللتُ أمسح بعيون حائرة خسائري
المعلّقة على حائط من جير
....................... مع ذلك
لم تأت
في بيت ضيّق نوافذه تتكئ بكسل على
حقل من القمح
لا تسمح لذبابة منزليّة بأن
توزّع خراءها
على إنارة باهتة
تظل الذبابة خارج المشهد
وظللت أنصب فخاخا لطنينها
الساخر
....................... مع ذلك
لم تأت
في بيت ضيّق كحذاء يعبق برائحة
صرصور دُسْته بالنقمة
ظللتُ أعبث مع ضحكات الأكورديوم
بضجر حلو
وأمضغ حشيشا مصحوبا بحفنة من
الضحك الباهت
..................... مع ذلك
لم تأت
في بيت ضيّق أتنفّس كعقب سيجارة
مطفأة
في علبة بيرة فارغة من بلّور
أخضر
ملقى على ظهري كخنفساء تراقبني
من بين كتب
"غاستونباشلار"
وهي تدفع بمؤخراتها نحو
"جماليات المكان"(1)
(كنت وحدي. أنا هي أو أنا
الثاني
رأتني واطمأنت على نهاري
وابتعدت)(2)
........................ مع
ذلك لم تأت
في بيت كمربع شطرنج منهمك بحصار
الملك
ناديت على أمي المتربعة في إطار
من الخيزران
جيء به من طريق القوافل على
الأرجح من الهند أو اليمن
ـ أين المفتاح؟
أمي التي لا تعرف إن كان
للمفتاح بيت
حملت صورتها ودسّتها في كفّي
......................................
......................................
وصلت الجرافة التي تأخّرت كثيرا
لهدم البيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ
أحد كتب غاستونباشلار
2ـ
محمود درويش بتصرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق