ومضات في الأدب والفن
الجزء الرابع
خيري عبدالعزيز
* يوجد
عناصر امتاع جمة في العمل الأدبي الجيد, قد تكون هي نفسها جماليات العمل إن وظفت
جيدا؛ منها الامتاع اللغوي, والامتاع الفكري, والامتاع التشويقي الناتج من التطعيم
الواعي للغموض بالعمل.. الخ.. من المفترض ألا ينحصر الامتاع في عنصر بعينه..
* الغموض, البعد الفكري, اللغة... الخ من عناصر
العمل الأدبي وجمالياته, هي ليست بغية في حد ذاتها, ولكنها توظف جميعها لخدمة
العمل..
* هناك من يمتلك ناصية اللغة ولا يمتلك ناصية
العرض.. والعكس صحيح.. ولكننا في بحثنا عن الكمال نبغي الاثنين..
* مع اللغة والبناء السليم يقوم العمل شامخا مهابا,
ولكن ثمة أمر إن توفر من وجهة نظري لأعطى للعمل ثراء وتنوع وتعدد قراءات إلى آخره
من تلك الأشياء الجميلة التي نسمع عنها مؤخرا.. إنه البعد الفلسفي أو الفكري..
إنها رشات التوابل التي تضاف للعمل؛ فتعطيه نكهة خاصة..
* من جماليات النص الأدبي؛ البناء في النص, أو
هندسة النص, أو معمار النص, أو مخطط النص, فكلها مرادفات تؤدي لذات المعنى, وهي
مثل التشيد المعماري تماما, ومن الضروري أن يتحد فيه عنصري القوة والجمال.. وهو
يتأتى في النص الأدبي, من تحديد الخطوط الرئيسية التي هي بمثابة الهيكل العام للنص,
وتوظيف الأحداث والشخصيات لربط هذه المحاور, ليصبح الجميع لحمة واحدة, تقود إلى
نتيجة ما أو فلسفة ما, وبالتالي إلى حبكة ما.. ومرحلة التخطيط هذه؛ هي مرحلة قد
تسبق الشروع في كتابة العمل, وقد يلحق عليها تعديل أثناء الكتابة, وهذا أيضا وارد
جدا..
* من جماليات النص الأدبي؛ اللغة السليمة القوية
التي تتماشى مع طبيعة النص, لا أقول اللغة الشاعرية, ولا المكثفة, ولا الرصينة,
ولا الوقورة.. ولكن اللغة التي تتسق مع بنية النص وروحه, وتنسجم معه .. هي جلباب
النص الذي فصل تماما عليه ولسان حاله..
* من جماليات النص الأدبي؛ اللغة السليمة القوية
التي تتماشى مع طبيعة النص, لا أقول اللغة الشاعرية, ولا المكثفة, ولا الرصينة,
ولا الوقورة.. ولكن اللغة التي تتسق مع بنية النص وروحه, وتنسجم معه .. هي جلباب
النص الذي فصل تماما عليه ولسان حاله..
* الدهشة هي النتاج, وإن وجدت فالجمال كامن بين
أروقة النص..
* ثمة من "القصة القصيرة جدا" ما هو
عملية إجهاض مبكر لأعمال أدبية كبيرة؛ إن هي أخذت وقتها وعُهدت بالرعاية..
"القصة القصيرة جدا" عند البعض هي استسهال أدبي أو اسهال أدبي, فما عليه
سوى أن يكثف الفكرة ويمرر.. ولا أنكر أن هناك من الخواطر والأفكار والمشاعر ما لا
يصلح معها سوى هذا اللون الأدبي.. ولكن من يمتلك القدرة والموهبة والحس الفني كي
يمرر الفكرة إلى قالبها المناسب..
* بعد الكلام... الاحساس بالنص هو المحك الأول..
على مستوى الكاتب وعلى مستوى القراء..
* "لحظة الابداع" لحظة خاصة تسقط من
ذاكراتها أي نظرية أو انتماء.. وهذا لا يمنع ان موهبة الكاتب قد تشربت ما يثريها
من مناحي الفن المختلفة, حتى بات لا يمكن الفصل بين "لحظة الابداع"
كلحظة لها خصوصيتها وبين ثقافة الكاتب وخبراته وتراكماته المعرفية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق