الأشعثان
محمد حويحي
كأن تلقي قطرات من ماء طهور علي أرض متربة! .. كلما زادت قطراته
كلما زاد الطين بلة. لم تثنه عن ذلك محاولات الشاب أشعث الشعر ذو البنطال
الضيق و القميص زاهي اللون الذي حضر مع صديقه و جلس معه في الصفوف الخلفية
خلف مريدي الشيخ أشعث اللحية التي تحتضن أبتسامته الواسعة اليتيمة في وجه
ينطق الغضب فيه من بين عينين تراقبان المريدين و لسان يوسع الغافلين ضربا
كلما
دخل الوافد في جدال مع الشيخ، همهم المريدون و لولا أن شيخهم لم يآذن له، و
يروه يفحمه بردودة التي فتح الله عليخ بها، لألقوه خارج درسهم، بل خارج
مسجدهم ، بل لزفوه خارج الحي بالنعال
ليت الارض
تنشق و تبتلعه .. هذا حال الصديق البائس الذي أوقعته صداقته للوافد أن يدعو
له بالهداية مما هو فيه و يرده عن ضلاله، و لوللا ما يكنه له في قلبه ما
دعاه للحضور معه إلي الدرس، و ليته ما فعل فهو يريده الآن أن يرحل و يرحمة
من اللوم و الاستهزاء و التوعد في عيون المريدين كلما ناطح الشيخ
أنتهي
الدرس و علي غير عادته لم يخرج الشيخ إلي سيارته الفارهة خلال الممر الذي
يصنعه له المريدين .. بل آذن لهم أن يولوه ظهورهم و يعادروا لأنه علي
موعد!! و أشار لمساعدة أن يصرفهم و يؤجل استفساراتهم إلي ثلاثاء أخرز
لم
يكن الشيخ علي موعد مسبق لكنه رأي في عين المشاكس دعوة لحوار جانبي كلما
أقترب بين الصفوف في خطي ثابتة. و رغم أنه لا يلبي نلك الدعوات خاصة مع
العوان إلا أنه ها هو يلبي و ليري. الشاب حقا لم يومئ برأسة بمثل ذلك و
لكنخ رأي في عينيه دعوة و لم يخلف الشاب ظنه.
لحظة
صمت صنعتها دهشته من أمر شيخة ليترك الوافد ينر إليه، لم يطل صمته كثيرا و
عاد النساعد إلي إدارة الموقف بعد أن زاد الضجر بين المريدين و الراغبين في
التبرك بالشيخ .. و تنحي بعضهم جانبا ليري ما ينتظر الشاب و مصيره و كيف
سيؤدبه الشيخ .. رغبة شيخهم حالت دون ذلك فقد أنعزلا في حجرة الإمام التي
سكرت عليهما دون آخر
فص ملح و ذاب .. لم يجد غير ذلك حلا يستطيع و لم يقدر ان يصبر ليري كيف سينتهي الأمر بين صديقه العزيز و شيخه الجليل؟
هناك تعليق واحد:
شكرا يا استاذنا الفاضل لفضلكم علينا و تكريمكم لنا بنشر النص في مدونتكم المرجع
إرسال تعليق