النصب التذكاري
درديري كباشي الامين*
مجموعة من الشباب
يركبون سيارتهم الحافلة الصغيرة قادمون الى الخرطوم عن طريق الاسفلت الذي يربط
العاصمة الخرطوم بمدينة سنار ... وهم يتسامرون بعد ان قضوا رحلة جميلة استغرقت
اسبوعا كاملا سياحة وزيارة لخزان سنار والروصيرص واكتشاف مناطق النيل الازرق
الجميلة ... وكان بعضهم مشغول بمشاهدة المناظر الطبيعية التي يمرون بها والبعض
الاخر مشغول بمشاهدة ما سجلوه على كاميرات الفيديو ... كلهم كانوا مستمتعين
بذكريات هذه الايام الجميلة .. غير انه زميلهم سائق الحافلة لفت نظرهم الى ان
هنالك شخص غريب يؤشر لهم .. وكلهم انتبهوا لهذا الشخص .. وفعلا عندما اقتربت منه
السيارة لاحظوا ان شكله غريب جدا وملابسه كذلك وشعره كث كانه لم يحلق لمدة عشر
سنوات على الاقل .. ويحمل في يده رمحا ودرع ويعلق في كتفه سيف ..
سائق الحافلة عصام حاول ان يتجاوزه لكن بالحاح من زملاؤه تراجع وهدا السرعة الى ان وقفت العربة تماما .. السبب الذي جعل زملاؤه يلحون عليه هو مزيج من الفضول ممزوج بالشفقة على شخص وحيد في خلاء ليست له نهاية .. وفي ذات الوقت حب الاستطلاع عند الشباب ... عندما توقفت السيارة امام الرجل الغريب ... لاحظوا ان حتى بنيته الجثمانية ضخمة جدا وله لحية تكاد تغطي نصف وجهه ..
وقفت السيارة ولكن الرجل كان ينظر الى السيارة باستغراب .. لم يتحرك ناحيتهم .. استخدم السائق مزمار السيارة ( البوري ) ... جفل الرجل الغريب قافذا الى اعلى ملوحا بالرمح ..
صرخ احد الشباب : امك خلوا بالكم الراجل دا جنينة ... يلا عثمان خلينا نتخارج ما يتشبك فينا .. ولكن رفض باقي الزملاء .. بل بعضهم فتحوا الباب ونزلوا وبداوا يتجهون ناحية الرجل ...
اما هو فقد وقف في وضع استعداد متدرعا بدرعه وملوحا برمحة وهو يحرك رجليه في حركات اشبه بخطوات التنظيم عند العساكر . واخيرا نطق الرجل والمدهش كان يتحدث باللغة الفصحى ..
الغريب : من انتم وماذا تريدون ايها الرجال مني .. لاتهجمون جميعا فالتبارزوني واحدا تلو الاخر ان كنتم رجال حق ..
هشام : امك صاحبك دا وقع لينا من مسلسل صلاح الدين الايوبي ولا شنو .. مالو قلب عربي فصيح كدا .
الغريب : ماذا تقول انت ايها الاحمق اتتحدث العربية الفصحى .. وهل تعرفون صلاح الدين الايوبي انتم ولماذا اشكالكم غريبة هكذا وما تلك الملابس الضيقة التي ترتدونها .. وما هي هذه العربة التي تسير من دون خيل تجرها .؟؟؟..
سائق الحافلة عصام حاول ان يتجاوزه لكن بالحاح من زملاؤه تراجع وهدا السرعة الى ان وقفت العربة تماما .. السبب الذي جعل زملاؤه يلحون عليه هو مزيج من الفضول ممزوج بالشفقة على شخص وحيد في خلاء ليست له نهاية .. وفي ذات الوقت حب الاستطلاع عند الشباب ... عندما توقفت السيارة امام الرجل الغريب ... لاحظوا ان حتى بنيته الجثمانية ضخمة جدا وله لحية تكاد تغطي نصف وجهه ..
وقفت السيارة ولكن الرجل كان ينظر الى السيارة باستغراب .. لم يتحرك ناحيتهم .. استخدم السائق مزمار السيارة ( البوري ) ... جفل الرجل الغريب قافذا الى اعلى ملوحا بالرمح ..
صرخ احد الشباب : امك خلوا بالكم الراجل دا جنينة ... يلا عثمان خلينا نتخارج ما يتشبك فينا .. ولكن رفض باقي الزملاء .. بل بعضهم فتحوا الباب ونزلوا وبداوا يتجهون ناحية الرجل ...
اما هو فقد وقف في وضع استعداد متدرعا بدرعه وملوحا برمحة وهو يحرك رجليه في حركات اشبه بخطوات التنظيم عند العساكر . واخيرا نطق الرجل والمدهش كان يتحدث باللغة الفصحى ..
الغريب : من انتم وماذا تريدون ايها الرجال مني .. لاتهجمون جميعا فالتبارزوني واحدا تلو الاخر ان كنتم رجال حق ..
هشام : امك صاحبك دا وقع لينا من مسلسل صلاح الدين الايوبي ولا شنو .. مالو قلب عربي فصيح كدا .
الغريب : ماذا تقول انت ايها الاحمق اتتحدث العربية الفصحى .. وهل تعرفون صلاح الدين الايوبي انتم ولماذا اشكالكم غريبة هكذا وما تلك الملابس الضيقة التي ترتدونها .. وما هي هذه العربة التي تسير من دون خيل تجرها .؟؟؟..
بعد ان امطر الغريب
شلة الاصدقاء بهذه الاسئلة اثار فضولهم اكثر .. وبداوا ينظرون اليه باندهاش مشوب
بحيرة ورهبة .. وخاصة بعد ان تحفذ مستعدا برمحه .. وبدات عيونه تحمر ..
شلة الاصدقاء هم مجموعة من الطلاب الجامعيين .. باقتراح من زميلهم صاحب الحافلة وسائقها عصام قرروا ان يقوموا بهذه الرحلة .. وعصام لانه اكبرهم سنا وهو طالب ما جستير في الدراسات الانسانية وتخصص في الانثربلوجيا وهي علم الانسان ... لذلك هو كان اكثر تحفذا وانجذابا نحو الغريب بحكم تخصصه ورغبته العارمة .. وهم بحكم انه هو قائدهم تبعوه .. بعضهم على مضض وخاصة عاطف الذي كان يتسم بالخوف وكان متردد حتى من الرحلة دعك من هذا الموقف .
عصام : اقول ليكم يا شباب نحن نجلس حتى يشعر هو بالامان ونعرف نتفاهم معاه .. وفعلا بداوا يجلسون .. وظل الغريب على وضع الاستعداد متحفذا وينظر اليهم بعيون يكاد يتطاير منها الشرر ..
الغريب : مالكم صامتون الا تردون على اسئلتي ام انكم لا تجيدون العربية ...
وقبل ان يرد احدهم رن جوال خالد ... رنة التلفون ازعجت الغريب وكاد يهاجمهم .. ولكنه تحرك ووقف .. مهددا
الغريب : اسمعوا ايها الاغراب اي منكم يتحرك من مكانه سابادره برمحي هذا حتى اشق قلبه نصفين اتسمعونني ..
عصام : بلا يا اخا العرب هون عليك يا رجل لسنا باشرار .
عاطف مرعوبا : جابت ليها بلا كمان.. يمين مافي بلا ولا ورطة غيرك انت وانا امي معاها حق قالت لي ما تباروا عصام دا بضيعكم . اها حلنا يادكتور عامل لينا فيها بتاع انثربولجي واقعدوا في الارض وتنظر لينا .. صاحبك المجنون دا قال اي واحد حيتحرك حيشق قلبه الحل شنو ؟؟..
عثمان : انا عندي فكرة نحن نجري فجاه سريع ندخل الحافلة ونقفل الباب علينا .. وبعداك جري اكيد ما راح يقدر يحصلنا الا اذا كان هو مخلوق اخر ما بني ادم .
عصام : اوعى اي واحد منكم يتحرك .. يمين تجروا كلكم يلبسكم في الحربة دي زي الكباب السوري .
في هذه الاثناء اخرج خالد جواله بعد ان تكررت الرنات وبدا يتحدث : الو امي ايوا يا امي نحن بخير كله شئ تمام ... يا يمه نحن في الطريق .. ماتشفقي جايين ..
رفع خالد راسه .. ليجد ان الغريب ينظر اليه باندهاش ويسال ...
الغريب : هل هذه امك؟؟
خالد افتكره يسال عمن يحادثه .
خالد : ايو ه هي امي عندك فيها شك كمان أوانك أفتكرتها عشيقة ؟ .
الغريب : لا ادري باي لغة تتحدث ولكن كيف تضع امك في جيبك ..؟؟
عثمان : انا اخو البنات صاحبك دا فاكر الجوال هو امك ..
الغريب : هل انتم انس ام جن ؟؟؟؟ يبدو لي انه ظني في محلي انتم ليس بشر بل نفر من الجن
خالد : يا ابو الشباب هسع في ذمتك الجن نحن ولا انت عامل شعرك المنكوش دا .
عثمان : يا عصام ما تشوف لينا حل ركبنا سيحن الشحم الفيهن.
عصام محاولا ان يهدئ الغريب :
يا اخ العرب من اي البلاد انت نحن بشر مثلك لماذا تشككت فينا ؟؟؟
الغريب : اولا ان العربة التي تسير بدون خيل ... وام زميلكم هذه التي يضعها في جيبه وثم في اذنه ويكلمها وهي تصدر نغمات ... اليست كل هذه من فعائل الجن ..
عثمان مخاطبا زملاؤه : يا اخون خلوا بالكم الراجل دا جايي من التاريخ ليس من هذا الزمان .
عاطف : من التاريخ من الجغرافيا المهم خارجنا نحن حيلنا برد ... ادجدعوا ليه حاجة بعيد خلوه يجري يلحقها ونحن نركب العربية نتخارج ... خالد اجدع ليه امك دي خلي يلحقها
خالد :: ليه انت ماعندك ام في جيبك ..
الغريب يبدو انه فهم الحوار الذي يدور .. اوكلكم تحملون امهاتكم في جيوبكم ..
عثمان : آزول ها امهاتنا براهن يا خوي فيها الجكس والاخوان والخالات وكله في الجيب .
الغريب: ارى كلمة الجيكس هذه ترددت كثيرا ماذا تقصدون بها .. هل هي انثى الجن تسمى الجكس .
خالد : بالذات الجن الكلكلي كمان .
عاطف : يا خالد انت عاوز تورطنا كدا حا تثبت ليه انه نحن جن .
واستمر الوضع على هذا الحال قرابة الساعة .. هم تعبوا من وضع جلوس القرفصاء الذي الزمهم به الخبير عصام .. ورغما عن ان هذا الوضع لم يغير شئ .. لازال الغريب متحفذا ومتوثبا .. بل مهددا اي واحد يحاول الحراك سيخرق قلبه بالرمح .
عاطف : عصام ماتشوف لينا حل نحن خلاص تعبنا ..
عصام محاولا خطة جديدة ربما تنجح وفعلا بدا يخاطب الغريب
عصام : ياخ العرب نحن بشر مثلك وعرب ومسلمون لماذا تعاقبنا بهذا الشكل ونحن لم نعتدي عليك بل توقفنا لنخدمك لانك في خلاء خطر على حياتك .
الغريب : كيف تثبتوا لي انكم بشر وليس من الجن ..
عصام بعد تفكير قصير .. انظر الى ظلنا تحت لو كنا نحن من الجن هل كان سيتكون لنا ظل ..
وفعلا نظر الغريب تحتهم جميعا ولحسن الحظ كان والوقت عصر .. وهز رأسه مؤمنا صدقت يا بني يقال انه الجن ليسهم ظل .. وفعلا وضع رمحه على الارض وجلس هو وقال اعزروني يا اخوة كما تعلمون نحن في حرب مستمره مع الكفار سوى كانوا جنا ام بشرا .
عاطف : حكاية الضل دي جبتها من وين يا عصام انا اول مره اسمع بيها .
عصام : اسكت ما تفضحنا يمين انا نجرتها من راسي دا لا عارفها حقيقة ولا وهم .
خالد : يعني خلاص اقتنع في ذمتكم دا ما داقس يعني نحن لو كنا جن كنا خفنا منه ما كان دخلنا ليه في مخه ..
بعد جملة خالد هذه انفجر الغريب بالضحك وتناول رمحه مره ثانية ..
عاطف : يا خالد انت ما عاوز تلم لسانك دا اها فهم كلامك وقلب علينا تاني .
الغريب : لا هون عليك يا رجل انا ضحكت لانه كلامه صدق ما اغباني لو كنتم انتم من الجن كان في امكانكم ان تختفوا من نظري وتذهبوا لان للجن قدرات غير قدرات البشر . وانا الان في حالة سلم معكم .. الا اجد معكم قليل من الطعام اذ انه مره علي زمن طويل لم اتذوق فيه اكلا .
هنا تهللت اسارير الشباب .. وذهبوا اليه وبداوا يصافحونه .. وبعضهم صعد في السيارة وانزلوا الفرش وحافظات الاكل .. اجلسوه معهم .. ووضعوا الاكل وجلسوا جميعا يتناولونه ..
عصام : ما قلت لنا يا اخ العرب من تكون انت وما الذي جاء بك في هذه المنطقة .
الغريب : انا من سفراء الناصر صلاح الدين الايوبي .. ولقد ارسلني الى ملوك سنار ودولة الفونج حتى يمدونه بعدد من الجنود لنصرته في تحرير بيت المقدس ... ولقد ابدى الملوك تحمسهم ووعدوا بارسال الفي جندي من البواسل ... وانا في طريق عودتي الى مصر نزل المطر ودخلت الى احد الكهوف في الجبال وقد سرقني نوم قليلا ربما الجنود سبقوني لمصر ..
خالد : قليلا ؟؟؟؟ لا بدري يا اخوي انت نايم ليك على الاقل خمسمائة سنة .
الغريب : ماذا قلت؟؟ خمسمائة سنة اتعني خمس قرون .
خالد : لا خمس انوف
شلة الاصدقاء هم مجموعة من الطلاب الجامعيين .. باقتراح من زميلهم صاحب الحافلة وسائقها عصام قرروا ان يقوموا بهذه الرحلة .. وعصام لانه اكبرهم سنا وهو طالب ما جستير في الدراسات الانسانية وتخصص في الانثربلوجيا وهي علم الانسان ... لذلك هو كان اكثر تحفذا وانجذابا نحو الغريب بحكم تخصصه ورغبته العارمة .. وهم بحكم انه هو قائدهم تبعوه .. بعضهم على مضض وخاصة عاطف الذي كان يتسم بالخوف وكان متردد حتى من الرحلة دعك من هذا الموقف .
عصام : اقول ليكم يا شباب نحن نجلس حتى يشعر هو بالامان ونعرف نتفاهم معاه .. وفعلا بداوا يجلسون .. وظل الغريب على وضع الاستعداد متحفذا وينظر اليهم بعيون يكاد يتطاير منها الشرر ..
الغريب : مالكم صامتون الا تردون على اسئلتي ام انكم لا تجيدون العربية ...
وقبل ان يرد احدهم رن جوال خالد ... رنة التلفون ازعجت الغريب وكاد يهاجمهم .. ولكنه تحرك ووقف .. مهددا
الغريب : اسمعوا ايها الاغراب اي منكم يتحرك من مكانه سابادره برمحي هذا حتى اشق قلبه نصفين اتسمعونني ..
عصام : بلا يا اخا العرب هون عليك يا رجل لسنا باشرار .
عاطف مرعوبا : جابت ليها بلا كمان.. يمين مافي بلا ولا ورطة غيرك انت وانا امي معاها حق قالت لي ما تباروا عصام دا بضيعكم . اها حلنا يادكتور عامل لينا فيها بتاع انثربولجي واقعدوا في الارض وتنظر لينا .. صاحبك المجنون دا قال اي واحد حيتحرك حيشق قلبه الحل شنو ؟؟..
عثمان : انا عندي فكرة نحن نجري فجاه سريع ندخل الحافلة ونقفل الباب علينا .. وبعداك جري اكيد ما راح يقدر يحصلنا الا اذا كان هو مخلوق اخر ما بني ادم .
عصام : اوعى اي واحد منكم يتحرك .. يمين تجروا كلكم يلبسكم في الحربة دي زي الكباب السوري .
في هذه الاثناء اخرج خالد جواله بعد ان تكررت الرنات وبدا يتحدث : الو امي ايوا يا امي نحن بخير كله شئ تمام ... يا يمه نحن في الطريق .. ماتشفقي جايين ..
رفع خالد راسه .. ليجد ان الغريب ينظر اليه باندهاش ويسال ...
الغريب : هل هذه امك؟؟
خالد افتكره يسال عمن يحادثه .
خالد : ايو ه هي امي عندك فيها شك كمان أوانك أفتكرتها عشيقة ؟ .
الغريب : لا ادري باي لغة تتحدث ولكن كيف تضع امك في جيبك ..؟؟
عثمان : انا اخو البنات صاحبك دا فاكر الجوال هو امك ..
الغريب : هل انتم انس ام جن ؟؟؟؟ يبدو لي انه ظني في محلي انتم ليس بشر بل نفر من الجن
خالد : يا ابو الشباب هسع في ذمتك الجن نحن ولا انت عامل شعرك المنكوش دا .
عثمان : يا عصام ما تشوف لينا حل ركبنا سيحن الشحم الفيهن.
عصام محاولا ان يهدئ الغريب :
يا اخ العرب من اي البلاد انت نحن بشر مثلك لماذا تشككت فينا ؟؟؟
الغريب : اولا ان العربة التي تسير بدون خيل ... وام زميلكم هذه التي يضعها في جيبه وثم في اذنه ويكلمها وهي تصدر نغمات ... اليست كل هذه من فعائل الجن ..
عثمان مخاطبا زملاؤه : يا اخون خلوا بالكم الراجل دا جايي من التاريخ ليس من هذا الزمان .
عاطف : من التاريخ من الجغرافيا المهم خارجنا نحن حيلنا برد ... ادجدعوا ليه حاجة بعيد خلوه يجري يلحقها ونحن نركب العربية نتخارج ... خالد اجدع ليه امك دي خلي يلحقها
خالد :: ليه انت ماعندك ام في جيبك ..
الغريب يبدو انه فهم الحوار الذي يدور .. اوكلكم تحملون امهاتكم في جيوبكم ..
عثمان : آزول ها امهاتنا براهن يا خوي فيها الجكس والاخوان والخالات وكله في الجيب .
الغريب: ارى كلمة الجيكس هذه ترددت كثيرا ماذا تقصدون بها .. هل هي انثى الجن تسمى الجكس .
خالد : بالذات الجن الكلكلي كمان .
عاطف : يا خالد انت عاوز تورطنا كدا حا تثبت ليه انه نحن جن .
واستمر الوضع على هذا الحال قرابة الساعة .. هم تعبوا من وضع جلوس القرفصاء الذي الزمهم به الخبير عصام .. ورغما عن ان هذا الوضع لم يغير شئ .. لازال الغريب متحفذا ومتوثبا .. بل مهددا اي واحد يحاول الحراك سيخرق قلبه بالرمح .
عاطف : عصام ماتشوف لينا حل نحن خلاص تعبنا ..
عصام محاولا خطة جديدة ربما تنجح وفعلا بدا يخاطب الغريب
عصام : ياخ العرب نحن بشر مثلك وعرب ومسلمون لماذا تعاقبنا بهذا الشكل ونحن لم نعتدي عليك بل توقفنا لنخدمك لانك في خلاء خطر على حياتك .
الغريب : كيف تثبتوا لي انكم بشر وليس من الجن ..
عصام بعد تفكير قصير .. انظر الى ظلنا تحت لو كنا نحن من الجن هل كان سيتكون لنا ظل ..
وفعلا نظر الغريب تحتهم جميعا ولحسن الحظ كان والوقت عصر .. وهز رأسه مؤمنا صدقت يا بني يقال انه الجن ليسهم ظل .. وفعلا وضع رمحه على الارض وجلس هو وقال اعزروني يا اخوة كما تعلمون نحن في حرب مستمره مع الكفار سوى كانوا جنا ام بشرا .
عاطف : حكاية الضل دي جبتها من وين يا عصام انا اول مره اسمع بيها .
عصام : اسكت ما تفضحنا يمين انا نجرتها من راسي دا لا عارفها حقيقة ولا وهم .
خالد : يعني خلاص اقتنع في ذمتكم دا ما داقس يعني نحن لو كنا جن كنا خفنا منه ما كان دخلنا ليه في مخه ..
بعد جملة خالد هذه انفجر الغريب بالضحك وتناول رمحه مره ثانية ..
عاطف : يا خالد انت ما عاوز تلم لسانك دا اها فهم كلامك وقلب علينا تاني .
الغريب : لا هون عليك يا رجل انا ضحكت لانه كلامه صدق ما اغباني لو كنتم انتم من الجن كان في امكانكم ان تختفوا من نظري وتذهبوا لان للجن قدرات غير قدرات البشر . وانا الان في حالة سلم معكم .. الا اجد معكم قليل من الطعام اذ انه مره علي زمن طويل لم اتذوق فيه اكلا .
هنا تهللت اسارير الشباب .. وذهبوا اليه وبداوا يصافحونه .. وبعضهم صعد في السيارة وانزلوا الفرش وحافظات الاكل .. اجلسوه معهم .. ووضعوا الاكل وجلسوا جميعا يتناولونه ..
عصام : ما قلت لنا يا اخ العرب من تكون انت وما الذي جاء بك في هذه المنطقة .
الغريب : انا من سفراء الناصر صلاح الدين الايوبي .. ولقد ارسلني الى ملوك سنار ودولة الفونج حتى يمدونه بعدد من الجنود لنصرته في تحرير بيت المقدس ... ولقد ابدى الملوك تحمسهم ووعدوا بارسال الفي جندي من البواسل ... وانا في طريق عودتي الى مصر نزل المطر ودخلت الى احد الكهوف في الجبال وقد سرقني نوم قليلا ربما الجنود سبقوني لمصر ..
خالد : قليلا ؟؟؟؟ لا بدري يا اخوي انت نايم ليك على الاقل خمسمائة سنة .
الغريب : ماذا قلت؟؟ خمسمائة سنة اتعني خمس قرون .
خالد : لا خمس انوف
وضع الاكل وكان كما
هو معهود في اكل السفر والرحلات عبارة عن بيض مسلوق وطعمية وجبن وطحنية ومربى ...
صب الاكل في صحون البلاستيك والتف الجميع حول المائدة بمات فيهم الغريب والذي اخذ
قطعة الخبز وبدا يقلدهم في طريقة الاكل .. رغما عن انه بعد لقمتين التي اكلها بنهم
الا انه او قف يده .. معلقا
الغريب : ما هذا الاكل الماسخ ؟؟؟
وطبعا المتخصص في الرد عليه هو خالد ..
خالد : نعم؟ يا اخوي وانت ما كنت لاقي رغيفة تاكلها عاوز تتعزز علينا يعني عاوز محمر ولا مشمر ولا مشوي ..
رغما عن انه كان ينظر الى خالد بتركيز ينم عن عدم الفهم لكنه التقط بعض العبارات مثل مشوي ومحمر. ورد على خالد :
الغريب : اجل ولما لا ولما لا ناكل المشمر والمشوي هنا ؟؟
خالد : ياخي انت فاكر نفسك في قصر امير ولا في مطعم النافورة ... من وين نجيب مشمر ومحمر هنا ؟؟
الغريب : لا ياخي هنا هو مكان المشوي وليس الاماكن التي ذكرتها .. وانظر وسترى ... تناول الغريب رمحه من جديد .. وبدا ينظر الى الجميع بتركيز كانه يستمع الى صوت معين .... عاطف كما ذكرنا كان فيه شئ من الخوف .. ارتعب من منظر الغريب بعيونة الجاحظة المحمرة ونظراته المركزة واصبح متوترا جدا .. ,فجاه قفذ الغريب في اتجاه عاطف رافعا رمحه .. ما جعل عاطف يصرخ مزعورا ومرتميا في عصام .. يرتعب الجميع ليكتشفوا ان الغريب قفذ في اتجاه ارنبا وعاد يحمله في الرمح .. ومؤشرا لخالد قائلا : هذا هو المشمر والمحمر الذي ذكرته لك وكما قلت ان مكانه هنا ..
اخيرا رفع عاطف راسه وهو يرتجف .. وعندما نظر للغريب يحمل الرمح وعليه الارنب ... هاج عاطف : عايز تجننا يا راجل يا مجنون انت ....
عصام : يا عاطف عيب الكلام دا
عاطف : ياخي بذمتك انت قلبك ما انقطع من الحركة دي ... انا قلت الراجل يتكلم عن المشاوي ويعاين لي فكر يشوينا ولا شنو .. لمن نطة انا قلبي انقطع .. قلت خلاص بدا بي انا و الحربة وصلت قلبي ... اتاري هو منشن على الارنب ..
.. وفعلا اخرج الغريب سكينا من مكمنها في وسطه وذبح الارنب وبدا يسلخه .. وقال لخالد : يا خالد اجمع لنا قليل من الحطب حتى اريك المشوي هنا وليس في القصور ..
عصام : الحق يا خالد الرجل صادقك وناداك باسمك ..
عصام موجها حديثه للغريب .. انت تقريبا عرفتنا كلنا وما عرفتنا باسمك من تكون ... قال الغريب : انا كنيتي ابا عمرو .. وانا افضل تنادونني بالكنية .
الغريب : ما هذا الاكل الماسخ ؟؟؟
وطبعا المتخصص في الرد عليه هو خالد ..
خالد : نعم؟ يا اخوي وانت ما كنت لاقي رغيفة تاكلها عاوز تتعزز علينا يعني عاوز محمر ولا مشمر ولا مشوي ..
رغما عن انه كان ينظر الى خالد بتركيز ينم عن عدم الفهم لكنه التقط بعض العبارات مثل مشوي ومحمر. ورد على خالد :
الغريب : اجل ولما لا ولما لا ناكل المشمر والمشوي هنا ؟؟
خالد : ياخي انت فاكر نفسك في قصر امير ولا في مطعم النافورة ... من وين نجيب مشمر ومحمر هنا ؟؟
الغريب : لا ياخي هنا هو مكان المشوي وليس الاماكن التي ذكرتها .. وانظر وسترى ... تناول الغريب رمحه من جديد .. وبدا ينظر الى الجميع بتركيز كانه يستمع الى صوت معين .... عاطف كما ذكرنا كان فيه شئ من الخوف .. ارتعب من منظر الغريب بعيونة الجاحظة المحمرة ونظراته المركزة واصبح متوترا جدا .. ,فجاه قفذ الغريب في اتجاه عاطف رافعا رمحه .. ما جعل عاطف يصرخ مزعورا ومرتميا في عصام .. يرتعب الجميع ليكتشفوا ان الغريب قفذ في اتجاه ارنبا وعاد يحمله في الرمح .. ومؤشرا لخالد قائلا : هذا هو المشمر والمحمر الذي ذكرته لك وكما قلت ان مكانه هنا ..
اخيرا رفع عاطف راسه وهو يرتجف .. وعندما نظر للغريب يحمل الرمح وعليه الارنب ... هاج عاطف : عايز تجننا يا راجل يا مجنون انت ....
عصام : يا عاطف عيب الكلام دا
عاطف : ياخي بذمتك انت قلبك ما انقطع من الحركة دي ... انا قلت الراجل يتكلم عن المشاوي ويعاين لي فكر يشوينا ولا شنو .. لمن نطة انا قلبي انقطع .. قلت خلاص بدا بي انا و الحربة وصلت قلبي ... اتاري هو منشن على الارنب ..
.. وفعلا اخرج الغريب سكينا من مكمنها في وسطه وذبح الارنب وبدا يسلخه .. وقال لخالد : يا خالد اجمع لنا قليل من الحطب حتى اريك المشوي هنا وليس في القصور ..
عصام : الحق يا خالد الرجل صادقك وناداك باسمك ..
عصام موجها حديثه للغريب .. انت تقريبا عرفتنا كلنا وما عرفتنا باسمك من تكون ... قال الغريب : انا كنيتي ابا عمرو .. وانا افضل تنادونني بالكنية .
عصام : نحن سعيدون
بوجودك يا ابو عمرو .. ,لقد اصبح لرحلتنا طعم اخر بوجودك ..
الغريب : اشكركم جميعا يا عصام .. وعلى هذه الحفاوة والكرم العربي الاصيل .
وفعلا اشعل الجميع النار ووضع الغريب الارنب على عصا صنعها بسكينة وبدا يقلبه على النار .. و خرجت رائحة الشواء الشهية اسالت اللعاب .. ومما اغرت الجميع بترك اكلهم المعهود وفي انتظار تلك الوجبة الساحرة الموعودة والتي لم تكن تخطر على بال احد منهم .
الغريب : اشكركم جميعا يا عصام .. وعلى هذه الحفاوة والكرم العربي الاصيل .
وفعلا اشعل الجميع النار ووضع الغريب الارنب على عصا صنعها بسكينة وبدا يقلبه على النار .. و خرجت رائحة الشواء الشهية اسالت اللعاب .. ومما اغرت الجميع بترك اكلهم المعهود وفي انتظار تلك الوجبة الساحرة الموعودة والتي لم تكن تخطر على بال احد منهم .
التف الشباب وهم لا
يستطيعون ان يخفوا اعجابهم بابي عمر بعد لاحظوا براعته في صيد الارنب .وهاهو الان
اعد لهم وجبة من لحم الارنب المشوي لم يتذوقوا الذ منها قط حسب افادتهم . بعد ما
قام ابو عمر بتقطيعها الى قطع صغيرة ووزعها عليهم .
خالد : خطير لكن يا ابو عمرو انا عمري ما اكلت لحم الذ من هذه . ما في طريقه تشوف لينا واحدة تانية .
ابو عمرو ضاحكا : لا يابني لا اتسرف في الاكل حسب بن ادم لقيمات يقمن صلبه .. بعد ان اكلنا وشربنا الحمد لله دعونا نتسامر قليلا لان في راسي كثير من الاسئلة والفضول .
عصام تفضل يا اخ العرب .
ابو عمرو : الاحظ انه احدكم لا يتحدث اطلاقا وهو هذا الشاب الاسمر ذو الشعر الكث هل هو اخرص .. موجها حديثا لاحد الشاب الذي عناه والذي فعلا لم تصدر منه اي عبارة ... انت يا اخ العرب لماذا لم تتحدث حتى الان منذ قدومي..
خالد : لا يا ابو عمرو هذا ليس اخ العرب ... هذا اخ الحبش .
ابو عمرو : ماذا تقصد .
عثمان : زميلنا هذا اسمه تسفاي وهو من الاحباش .. وقد رافقنا في الرحلة هذه لانه يعمل مساعدا للاخ عصام في السيارة ..
ابو عمرو : في السيارة؟؟؟ ماذا تقصد بالسيارة
خالد : يعني هذه العربة التي تجري من دون حصين .
ابو عمرو: تعني هو من يجرها .
عاطف : يجرها ؟؟؟ يجرها من سنار للخرطوم يمين انت صحي جنينة .
عصام : مقاطعا حديثة بعد ان فرغ من رفع الاواني في الحافلة .يلا يا شباب خلونا نتحرك قبل ما تغيب الشمس .... لانه المكان دا يمكن يكون خطر في الظلام ... وانت يا ابو عمرو راح تركب معنا ..
ابو عمرو : الى اين هل ستاخذونني الى مصر لمقابلة الناصر صلاح الدين وتبليغ رد سلاطين دولة الفونج .
خالد : ياعمي اصحى صلاح الدين بتاع فنيلتك انت نايم ليك خمسمائة سنة وعايز صلاح الدين ينتظرك .
ابو عمرو : اجل اذا اين ستاخذونني .
عاطف : للخرطوم طبعا
ابو عمرو : وما هي هذه الخرطوم .
عاطف : انها بلدة واسعة في كل قلب يا بلادي .(مع اللحن)
ابو عمرو: ما هذا الكلام لم افهم شئ .
عثمان : ياخي ان الخرطوم هي عاصمة السودان
ابو عمرو: وما السودان؟
خالد : يااااه دا عايز ليه على الاقل عشر سنوات كورسات مكثفة في التاريخ والجغرافيا والعلوم فقط عشان يفهم الحاصل شنو لانه اي رد على سؤال حيطلع منه خمسمائة سؤال .
عثمان : يا ابو الشباب انت اركب معنا ولن تندم ودع المعرفة تتحقق لك مع الزمن .
عصام : انا اؤيد كلام عثمان ونحن بعد ما عرفناك لا يمكن ان نتركك وحدك في هذا الخلاء الموحش سناخذك الى المدينة ومن هناك سندع السلطات تتولى امرك .
ابو عمرو : ليس لدي مانع وانا اشكركم خالص الشكر على تلك الروح الشهمة التي تدل على اصلكم الطيب ومعدنكم النفيس.
عاطف : خلاص اركب ما تقعد تقول فينا شعر .
ضاحكا وموجها حديثه لعاطف : انت بعد ظننت اني اريد ان اشويك وااكلك .
عاطف : ما انت ما شايف شكلك .. انظر وجهك في مراة السيارة هذه ... يمين الاسد بذاته سيجري منك .
وانفجر الغريب في ضحكة كبيرة جعلت الجميع يضحكون بعد ان نظرلصورته في المرآة .
وركبوا جميعا في الحافلة .. اول ما بدات الحافلة في التحرك فزوع ابو عمرو قليلا وبدا يتعوذ ويتشبث بالمقعد هاذا راسه في تعجب واندهاش ..وتساءل
ابو عمرو : قولوا لي كيف يسير هذا الصندوق من دون ان يجره شئ هل هذا سحر ام ماذا ..
خالد : الحافلة سحر ؟؟؟ ومال الصاروخ والطيارة يكونوا شنو ..ابو عمرو اصبر شوية وفر الدهشة انت حتشوف حاجات تندمك على صحيتك دي .
ابو عمرو :لكنك لم تجب على سؤالي ياخالد كيف تسير .
عصام : يا خالد ما تشرح ليه بدل ما تطول المواضيع .
خالد : يعني نحن العارفين اها انت السائق العربية تقدر تشرح لينا هي بتمشي كيف ؟
ابو عمرو : ما هذا الكلام الا تدرون كيف تمشي وكيف تقودودنها اذا ..
خالد : لو على قيادتها هين نتفنن ليك فيها ونفحط بيها لامن نحيرك .... لكن لانعرف كيف تسير ؟؟
ابو عمرو : ما هذا الكلام ومن صنعها اذا
عثمان : هذه صنعت في الغرب ..
ابو عمرو : اتعني غرب بغداد اي غرب نهر دجلة ؟؟.
عاطف : بغداد؟؟ ... حليلك يا النايم على حيلك .
ابو عمرو :اذا عن اي غرب تتحدثون .
خالد : عن الغرب بلاد الفرنجة .
ابو عمرو : هؤلاء الصليبيون العلوج الذين هذمهم الناصر صلاح الدين بعد ان رميناهم بقوارير النفط المشتعلة واحرقناهم بالمانجنيق ...
عاطف : بس بس بس انت وصلت .. اها شفت قوارير النفط الانت تتحدث عليها هذه خلتهم يستخدموا نفس هذا النفط في تشغيل السيارة هذه وجعلوها تسير من دون حصين .وباعاوها لنا مقابل ثلاثة ارباع ثرواتنا ولازلنا نحن مدينون بالربع الباقي.
خالد : خطير لكن يا ابو عمرو انا عمري ما اكلت لحم الذ من هذه . ما في طريقه تشوف لينا واحدة تانية .
ابو عمرو ضاحكا : لا يابني لا اتسرف في الاكل حسب بن ادم لقيمات يقمن صلبه .. بعد ان اكلنا وشربنا الحمد لله دعونا نتسامر قليلا لان في راسي كثير من الاسئلة والفضول .
عصام تفضل يا اخ العرب .
ابو عمرو : الاحظ انه احدكم لا يتحدث اطلاقا وهو هذا الشاب الاسمر ذو الشعر الكث هل هو اخرص .. موجها حديثا لاحد الشاب الذي عناه والذي فعلا لم تصدر منه اي عبارة ... انت يا اخ العرب لماذا لم تتحدث حتى الان منذ قدومي..
خالد : لا يا ابو عمرو هذا ليس اخ العرب ... هذا اخ الحبش .
ابو عمرو : ماذا تقصد .
عثمان : زميلنا هذا اسمه تسفاي وهو من الاحباش .. وقد رافقنا في الرحلة هذه لانه يعمل مساعدا للاخ عصام في السيارة ..
ابو عمرو : في السيارة؟؟؟ ماذا تقصد بالسيارة
خالد : يعني هذه العربة التي تجري من دون حصين .
ابو عمرو: تعني هو من يجرها .
عاطف : يجرها ؟؟؟ يجرها من سنار للخرطوم يمين انت صحي جنينة .
عصام : مقاطعا حديثة بعد ان فرغ من رفع الاواني في الحافلة .يلا يا شباب خلونا نتحرك قبل ما تغيب الشمس .... لانه المكان دا يمكن يكون خطر في الظلام ... وانت يا ابو عمرو راح تركب معنا ..
ابو عمرو : الى اين هل ستاخذونني الى مصر لمقابلة الناصر صلاح الدين وتبليغ رد سلاطين دولة الفونج .
خالد : ياعمي اصحى صلاح الدين بتاع فنيلتك انت نايم ليك خمسمائة سنة وعايز صلاح الدين ينتظرك .
ابو عمرو : اجل اذا اين ستاخذونني .
عاطف : للخرطوم طبعا
ابو عمرو : وما هي هذه الخرطوم .
عاطف : انها بلدة واسعة في كل قلب يا بلادي .(مع اللحن)
ابو عمرو: ما هذا الكلام لم افهم شئ .
عثمان : ياخي ان الخرطوم هي عاصمة السودان
ابو عمرو: وما السودان؟
خالد : يااااه دا عايز ليه على الاقل عشر سنوات كورسات مكثفة في التاريخ والجغرافيا والعلوم فقط عشان يفهم الحاصل شنو لانه اي رد على سؤال حيطلع منه خمسمائة سؤال .
عثمان : يا ابو الشباب انت اركب معنا ولن تندم ودع المعرفة تتحقق لك مع الزمن .
عصام : انا اؤيد كلام عثمان ونحن بعد ما عرفناك لا يمكن ان نتركك وحدك في هذا الخلاء الموحش سناخذك الى المدينة ومن هناك سندع السلطات تتولى امرك .
ابو عمرو : ليس لدي مانع وانا اشكركم خالص الشكر على تلك الروح الشهمة التي تدل على اصلكم الطيب ومعدنكم النفيس.
عاطف : خلاص اركب ما تقعد تقول فينا شعر .
ضاحكا وموجها حديثه لعاطف : انت بعد ظننت اني اريد ان اشويك وااكلك .
عاطف : ما انت ما شايف شكلك .. انظر وجهك في مراة السيارة هذه ... يمين الاسد بذاته سيجري منك .
وانفجر الغريب في ضحكة كبيرة جعلت الجميع يضحكون بعد ان نظرلصورته في المرآة .
وركبوا جميعا في الحافلة .. اول ما بدات الحافلة في التحرك فزوع ابو عمرو قليلا وبدا يتعوذ ويتشبث بالمقعد هاذا راسه في تعجب واندهاش ..وتساءل
ابو عمرو : قولوا لي كيف يسير هذا الصندوق من دون ان يجره شئ هل هذا سحر ام ماذا ..
خالد : الحافلة سحر ؟؟؟ ومال الصاروخ والطيارة يكونوا شنو ..ابو عمرو اصبر شوية وفر الدهشة انت حتشوف حاجات تندمك على صحيتك دي .
ابو عمرو :لكنك لم تجب على سؤالي ياخالد كيف تسير .
عصام : يا خالد ما تشرح ليه بدل ما تطول المواضيع .
خالد : يعني نحن العارفين اها انت السائق العربية تقدر تشرح لينا هي بتمشي كيف ؟
ابو عمرو : ما هذا الكلام الا تدرون كيف تمشي وكيف تقودودنها اذا ..
خالد : لو على قيادتها هين نتفنن ليك فيها ونفحط بيها لامن نحيرك .... لكن لانعرف كيف تسير ؟؟
ابو عمرو : ما هذا الكلام ومن صنعها اذا
عثمان : هذه صنعت في الغرب ..
ابو عمرو : اتعني غرب بغداد اي غرب نهر دجلة ؟؟.
عاطف : بغداد؟؟ ... حليلك يا النايم على حيلك .
ابو عمرو :اذا عن اي غرب تتحدثون .
خالد : عن الغرب بلاد الفرنجة .
ابو عمرو : هؤلاء الصليبيون العلوج الذين هذمهم الناصر صلاح الدين بعد ان رميناهم بقوارير النفط المشتعلة واحرقناهم بالمانجنيق ...
عاطف : بس بس بس انت وصلت .. اها شفت قوارير النفط الانت تتحدث عليها هذه خلتهم يستخدموا نفس هذا النفط في تشغيل السيارة هذه وجعلوها تسير من دون حصين .وباعاوها لنا مقابل ثلاثة ارباع ثرواتنا ولازلنا نحن مدينون بالربع الباقي.
الشرح المبسط الذي
قدمه عاطف لابو عمرو زاده اندهاشا بدلا من ان يقرب له الصورة .. وتساءل كيف واين
اسنخدم النفط في هذا الصندوق الحديدي حتى يجعله يتحرك ويصدر هذا الصوت المزعج ..
وتساءل : كيف استطاع النفط ان يكون بديلا للخيل في تحريك العربة؟؟؟
خالد : يا ابو عمرو نحن بعدكم في العالم العربي والاسلامي حدثت لنا انتكاسة عظيمة .. والفرنجة الصليبيون هؤلاء حدثت لهم نهضة صناعية وتوالت الاختراعات كلها تصب في تسخير الحديد .
عصام مكملا على كلام خالد : اول شئ فكر فيه الغرب هو صناعة محرك يدور ذاتيا مستغلين الطاقة التي تنتج من الاحتراق .. مثلا اكتشفوا ان الهواء يتمدد بالحرارة .. لذلك استغلوا تدمدد الهواء بتعرضه للحرارة في تحريك الاجسام .. يعني مثلا اعتقد انه في زمنكم كانت توجد الطواحين الهوائية .. او خلينا ناخذ مثالا المراكب الشراعية .. تتحرك المراكب عندما يضغط الهواء على الشراع القماشي .. والهواء نفسه يتحرك نتيجة للحرارة الناتجة من الشمس بحيث تجعل الهواء يتحرك من الاماكن التي تتعرض للشمس والحرارة الى المناطق الباردة وبذلك تحدث حركة الرياح والتي استغلاها الانسان في تحريك المراكب عبر الشراع .
عاطف : يا عصام انت كدة حيرت الرجل وتوهته زيادة هو بيسال عن الحافلة هذه كيف تتحرك بدون حصين انت تتحدث عن المراكب والبحر والرياح .
عصام : وجه الشبه ان المراكب الشراعية نفسها تتحرك بدون شراع .ومحرك السيارة هو عبارة عن اسطوانات وبساتم .. مليئة بالهواء عندما يحدث احتراق النفط داخل هذه الاسطوانات يتمدد الهواء داخلها ويدفع البستن الى اعلى مما يضغط على الزراع الموصل بالبستن ويحعله يرتفع ويلف العمود ... عدة بساتن موجودة في ترتيب مختلف تجعل العمود يدور في حركة دائرية .. استغل الانسان هذه الحركة الدائرية ونقلها لعجلات السيارة . هل الصورة اصبحت قريبة منك يا ابو عمرو .
ابو عمرو : اكيد مثلك الذي ذكرت فيه المراكب الشراعية قرب لي الصورة اكثر .. بمعنى فهمت انه الحركة ليست بالضرورة ان تكون صادرة من انسان او حيوان ... طالما الاشجار تتحرك والمياة تتحرك والهواء يتحرك ... كل ما فعلوه هم قلدوا هذه الحركة ووظفوها في تحريك اشياء اخرى ومن ضمنها هذه العربة .. ولكن التفاصيل التي ذكرتها باسماء غريبة لم افهمها .
عصام : اعتقد انه الفكرة وصلتك وعندما نصل المدينة ستفاجا بكثير من الاشياء المتحركة باشكال غريبة واحجام مختلفة .. بل ان بعضها يطير في الفضاء ..
ابو عمرو: يطير في الفضاء ويركب عليه البشر ؟؟؟؟
عاطف : انت يا عصام شوية شوية على الرجل .. لاحظ انه البشرية وصلت هذه المرحلة بعد خمسمائة سنة وتعاقب عشرات الاجيال انت عاوز تعطيه كل هذه النقلة في ساعة واحدة .
ابو عمرو: فعلا ان حجم المفاجات التي تزاحمت على راسي سببت لي صداع الا اجد عندكم اعشاب مسكنة للصداع .. او اذا اوقفت العربة انا اعرف انواع من الاعشاب هنا تسكن الم الراس ..
خالد : ياعمنا اعشاب بتاع شنو الراجل يقول ليك طيارات وصواريخ وانت عاوز تتعالج بالاعشاب .
ابو عمرو: اتعني انه ظهرت ادوية اخرى للصداع ..
خالد : يا راجل ظهرت ادوية جديدة وامراض جديدة كمان .. حتى المرض اتطور زمان امراضكم كلها قرقرينة وبلغم ونفاخ ومش عارف اييه .. الحين عندنا ايدز وفشل كلوي وامراض الكبد الوبائي وبلاوي كثيرة... يا اخوي بس الله يدي العافية
وتساءل : كيف استطاع النفط ان يكون بديلا للخيل في تحريك العربة؟؟؟
خالد : يا ابو عمرو نحن بعدكم في العالم العربي والاسلامي حدثت لنا انتكاسة عظيمة .. والفرنجة الصليبيون هؤلاء حدثت لهم نهضة صناعية وتوالت الاختراعات كلها تصب في تسخير الحديد .
عصام مكملا على كلام خالد : اول شئ فكر فيه الغرب هو صناعة محرك يدور ذاتيا مستغلين الطاقة التي تنتج من الاحتراق .. مثلا اكتشفوا ان الهواء يتمدد بالحرارة .. لذلك استغلوا تدمدد الهواء بتعرضه للحرارة في تحريك الاجسام .. يعني مثلا اعتقد انه في زمنكم كانت توجد الطواحين الهوائية .. او خلينا ناخذ مثالا المراكب الشراعية .. تتحرك المراكب عندما يضغط الهواء على الشراع القماشي .. والهواء نفسه يتحرك نتيجة للحرارة الناتجة من الشمس بحيث تجعل الهواء يتحرك من الاماكن التي تتعرض للشمس والحرارة الى المناطق الباردة وبذلك تحدث حركة الرياح والتي استغلاها الانسان في تحريك المراكب عبر الشراع .
عاطف : يا عصام انت كدة حيرت الرجل وتوهته زيادة هو بيسال عن الحافلة هذه كيف تتحرك بدون حصين انت تتحدث عن المراكب والبحر والرياح .
عصام : وجه الشبه ان المراكب الشراعية نفسها تتحرك بدون شراع .ومحرك السيارة هو عبارة عن اسطوانات وبساتم .. مليئة بالهواء عندما يحدث احتراق النفط داخل هذه الاسطوانات يتمدد الهواء داخلها ويدفع البستن الى اعلى مما يضغط على الزراع الموصل بالبستن ويحعله يرتفع ويلف العمود ... عدة بساتن موجودة في ترتيب مختلف تجعل العمود يدور في حركة دائرية .. استغل الانسان هذه الحركة الدائرية ونقلها لعجلات السيارة . هل الصورة اصبحت قريبة منك يا ابو عمرو .
ابو عمرو : اكيد مثلك الذي ذكرت فيه المراكب الشراعية قرب لي الصورة اكثر .. بمعنى فهمت انه الحركة ليست بالضرورة ان تكون صادرة من انسان او حيوان ... طالما الاشجار تتحرك والمياة تتحرك والهواء يتحرك ... كل ما فعلوه هم قلدوا هذه الحركة ووظفوها في تحريك اشياء اخرى ومن ضمنها هذه العربة .. ولكن التفاصيل التي ذكرتها باسماء غريبة لم افهمها .
عصام : اعتقد انه الفكرة وصلتك وعندما نصل المدينة ستفاجا بكثير من الاشياء المتحركة باشكال غريبة واحجام مختلفة .. بل ان بعضها يطير في الفضاء ..
ابو عمرو: يطير في الفضاء ويركب عليه البشر ؟؟؟؟
عاطف : انت يا عصام شوية شوية على الرجل .. لاحظ انه البشرية وصلت هذه المرحلة بعد خمسمائة سنة وتعاقب عشرات الاجيال انت عاوز تعطيه كل هذه النقلة في ساعة واحدة .
ابو عمرو: فعلا ان حجم المفاجات التي تزاحمت على راسي سببت لي صداع الا اجد عندكم اعشاب مسكنة للصداع .. او اذا اوقفت العربة انا اعرف انواع من الاعشاب هنا تسكن الم الراس ..
خالد : ياعمنا اعشاب بتاع شنو الراجل يقول ليك طيارات وصواريخ وانت عاوز تتعالج بالاعشاب .
ابو عمرو: اتعني انه ظهرت ادوية اخرى للصداع ..
خالد : يا راجل ظهرت ادوية جديدة وامراض جديدة كمان .. حتى المرض اتطور زمان امراضكم كلها قرقرينة وبلغم ونفاخ ومش عارف اييه .. الحين عندنا ايدز وفشل كلوي وامراض الكبد الوبائي وبلاوي كثيرة... يا اخوي بس الله يدي العافية
توالت الدهشات من ابو
عمرو كل مرة من شئ جديد .. عندما تحركت الحافلة شعر بالفزع في الاول ثم اطلق ضحكة
مجلجلة اعجابا بعبقرية الانسان في هذا الزمان .. ويبدو انه الشباب تحمسوا لاعجابه
اذا كل مره يفاجئونه بشئ جديد ... شغل عصام مسجل السيارة وبدا صوت وردي يصدح
بالموسيقى .. واخينا بدا بتلفت مندهشا ..
ابو عمرو: من منكم يغني ؟؟؟
عاطف : ليس منا احد يغني .
ابو عمرو : اذا من اين تصدر هذه الاصوات الجميلة ,,
خالد : ابو عمرو هو انت حا تندهش لينا من هنا .. ومال انت لو كان صحيت في اليابان كان عملت كيف ؟؟ .
ابو عمرو : وماذا تقصد باليابان ..
عصام : طبعا انتم تعرفون الصين ..
ابو عمرو : بالتاكيد فان جيوش الفتح وصلت على مشارف دولة الصين ولو لم يسالموننا لفتحها المسلمون عنوة .. وما علاقة الصين بتلك الكلمة التي ذكرها ..
عصام : قرب الصين توجد دولة صغيرة اسمها اليابان هذه السيارة التي نحن فيها الان صنعت في اليابان .
ابو عمرو : انا اعرف ان الصينيون غير الفرنجة لماذا انتم قلتم ان الفرنجة هم اصحاب الاختراع ..
عصام : سيارات الفرنجة افخم واغلى من هذه بكثير .. هؤلاء اليابانيون هم قلدوا الفرنجة في الصناعات وصنعوا لنا الالات الرخيصة حتى نستطيع نحن ان ندفع ثمنها ..
ابو عمرو : هل قلت ان سيارات الفرنجة افخم من هذه وماذا بها اذا .؟؟؟؟؟.
خالد : يا ابو عمرو الاشياء هذه لا يمكن وصفها نظريا .. اصبر الى ان نصل عاصمة السودان وسترى بعينك ..
ابو عمرو : هل عاد الفرنجة الى بلاد المسلمين مرة اخرى بعد ان الحق بهم الناصر صلاح الدين الهزيمة ..
عاطف : عادوا ؟؟؟؟ هؤلاء عادوا ومرمطونا في التراب واحتلونا ولسع مجهجهننا ..
ابو عمرو : ماذا ماذا يقول هذا هل لكم لغة اخرى غير العربية ما هو هذا المرمطون الذي يتحدث عنه .
عصام : عاطف يقصد ان الفرنجة عادوا الا بلادنا قبل مائة عام واحتلوها وحكموها قرابة الخمسين عاما ومرقوا انوف اهلها بالتراب بل بعض الدول حكموها اكثر من مائة عام .. ونهبوا ثرواتنا وبنوا بها نهضتهم الصناعية التي جعلتهم يتفوقون علينا ويفرضون وصايتهم علينا ..
ابو عمرو يبدو مندهشا وعليه غضب شديد : لماذا هذا الضعف اين الجيوش المسلمة ؟؟ اين الاسلحة لماذا لم تستخدموا المنجنيق والنفط وتحرقوهم ..
خالد : منجنيق يا الحبيب ؟؟ .. هؤلاء اخترعوا منجنيق يرمونه من بلادهم دون ان يحضروا الينا و هو كفيل بقتل مائات الالاف في دقائق معدودة ... ويسمى الصاروخ ..بل حتى الاسلحة تطورت وتعدلت .. هذا السهم والرمح والسيف الذين تحملهم في كتفك ..يوجد سلاح صغير بحجم كفة اليد اسمه المسدس ممكن طفل صغير من مسافة بعيدة يقتلك ولن تحميك لا دروعك ولا سيوفك ..
ابو عمرو : واين كنتم عندما كانوا هم يخترعون ويطورون هذه الاسلحة الفتاكة لماذا لم تجاروهم وتصنعوا مثلهم ...؟؟؟
عاطف : سؤال منطقي جدا ... اها يا استاذ عصام عندك اجابة للسؤال دا .. نحن كنا وين عندما كان الغرب يخترعون ويطورون في صناعة الاسلحة ..
عصام : لاندري ولكن كل ما نذكره انهم عندما حضروا الينا في السودان حاولنا مقاومتهم باسلحتنا البيضاء كتلك التي هي معك ومات منا الاف الناس في معركة اسمها كرري وبعدها مكثوا في بلادنا هنا حوالي خمسون عاما ...
ابو عمرو: من منكم يغني ؟؟؟
عاطف : ليس منا احد يغني .
ابو عمرو : اذا من اين تصدر هذه الاصوات الجميلة ,,
خالد : ابو عمرو هو انت حا تندهش لينا من هنا .. ومال انت لو كان صحيت في اليابان كان عملت كيف ؟؟ .
ابو عمرو : وماذا تقصد باليابان ..
عصام : طبعا انتم تعرفون الصين ..
ابو عمرو : بالتاكيد فان جيوش الفتح وصلت على مشارف دولة الصين ولو لم يسالموننا لفتحها المسلمون عنوة .. وما علاقة الصين بتلك الكلمة التي ذكرها ..
عصام : قرب الصين توجد دولة صغيرة اسمها اليابان هذه السيارة التي نحن فيها الان صنعت في اليابان .
ابو عمرو : انا اعرف ان الصينيون غير الفرنجة لماذا انتم قلتم ان الفرنجة هم اصحاب الاختراع ..
عصام : سيارات الفرنجة افخم واغلى من هذه بكثير .. هؤلاء اليابانيون هم قلدوا الفرنجة في الصناعات وصنعوا لنا الالات الرخيصة حتى نستطيع نحن ان ندفع ثمنها ..
ابو عمرو : هل قلت ان سيارات الفرنجة افخم من هذه وماذا بها اذا .؟؟؟؟؟.
خالد : يا ابو عمرو الاشياء هذه لا يمكن وصفها نظريا .. اصبر الى ان نصل عاصمة السودان وسترى بعينك ..
ابو عمرو : هل عاد الفرنجة الى بلاد المسلمين مرة اخرى بعد ان الحق بهم الناصر صلاح الدين الهزيمة ..
عاطف : عادوا ؟؟؟؟ هؤلاء عادوا ومرمطونا في التراب واحتلونا ولسع مجهجهننا ..
ابو عمرو : ماذا ماذا يقول هذا هل لكم لغة اخرى غير العربية ما هو هذا المرمطون الذي يتحدث عنه .
عصام : عاطف يقصد ان الفرنجة عادوا الا بلادنا قبل مائة عام واحتلوها وحكموها قرابة الخمسين عاما ومرقوا انوف اهلها بالتراب بل بعض الدول حكموها اكثر من مائة عام .. ونهبوا ثرواتنا وبنوا بها نهضتهم الصناعية التي جعلتهم يتفوقون علينا ويفرضون وصايتهم علينا ..
ابو عمرو يبدو مندهشا وعليه غضب شديد : لماذا هذا الضعف اين الجيوش المسلمة ؟؟ اين الاسلحة لماذا لم تستخدموا المنجنيق والنفط وتحرقوهم ..
خالد : منجنيق يا الحبيب ؟؟ .. هؤلاء اخترعوا منجنيق يرمونه من بلادهم دون ان يحضروا الينا و هو كفيل بقتل مائات الالاف في دقائق معدودة ... ويسمى الصاروخ ..بل حتى الاسلحة تطورت وتعدلت .. هذا السهم والرمح والسيف الذين تحملهم في كتفك ..يوجد سلاح صغير بحجم كفة اليد اسمه المسدس ممكن طفل صغير من مسافة بعيدة يقتلك ولن تحميك لا دروعك ولا سيوفك ..
ابو عمرو : واين كنتم عندما كانوا هم يخترعون ويطورون هذه الاسلحة الفتاكة لماذا لم تجاروهم وتصنعوا مثلهم ...؟؟؟
عاطف : سؤال منطقي جدا ... اها يا استاذ عصام عندك اجابة للسؤال دا .. نحن كنا وين عندما كان الغرب يخترعون ويطورون في صناعة الاسلحة ..
عصام : لاندري ولكن كل ما نذكره انهم عندما حضروا الينا في السودان حاولنا مقاومتهم باسلحتنا البيضاء كتلك التي هي معك ومات منا الاف الناس في معركة اسمها كرري وبعدها مكثوا في بلادنا هنا حوالي خمسون عاما ...
شارفت سيارة الاصدقاء
على العاصمة الخرطوم .. رغما ان المشوار كان طويلا من حدود مدينة سنار حتى الخرطوم
.. الا ان احد منهم لم يشعر بالملل وطول الطريق .. لانهم في معية هذا الرجل الغريب
والذي كلما تحدث تولدت الدهشات في وجوههم .. وكلما ابصر هو شئ جديد تعجب واندهش
وعلق عليه .. فهو تفاجا بمكيف السيارة وبالاستريو .. وبالجوالات والساعات .. وهذه
الدابة ذات المجالس المريحة والتي تسير بسرعة عشرات الحصين دون ان تتعب او تكل
.... وكان من ينعس منهم ياخذ غفوة ثم يعود للحوار مع ابو عمرو ... حاولوا هم ان
يسالوه عن حياتهم وبيوتهم وملابس النساء كيف كانت .. وهل كن كاشفات الوجوه ..
والمباني هل كانت عدة طوابق .. وهو كان يرد رغما ان ردوده كان فيها نوع من التردد
.. الا انهم عزوا ذلك الى طول النومة التي تجاوزت الخمسمائة عام وفاق فيها حتى اهل
الكهف في نومتهم الاولى التي بلغت ثلاثمائة سنة وتسع ,,
لكن فجاه خطر سؤال لعاطف والذي قلنا هو اجبنهم .. وهمس في اذت عصام سائق الحافلة .
عاطف : عصام نحن قربنا ندخل الخرطوم .. تفتكر اخينا دا حانوديه وين ؟؟؟
عصام ـ تقصد شنو نوديه وين ؟؟
عاطف : يعني اول ما نوصل الخرطوم نفتح الباب نقول له انزل يا عم خلاص وصلنا ؟؟
عصام : كلامك مظبوط ثم هو راح يمشي وين ؟؟ اصلا نحن ما فكرنا في الموضوع دا .. معناها لازم ننزله في بيت واحد مننا ...
عاطف : انا غايتو اوعى تطلب مني طلب زي دا .. لانه دا لو دخل معاي البيت البيت كله حايصرخ حتى ابوي ذاته .. انت عارف نحن عايلة خوافة ممكن ضب يجهجهنا ..
انضم للحوار خالد : يا اخوانا مالكم انتو بتوسوسو مالكم في شنو ..
عصام : نحن بنتناغش في موضوع ابو عمرو لو دخلنا الخرطوم حا نوديه وين ؟؟؟
خالد : ما نوديه المتحف ..
عصام : متحف شنو ؟؟ انت مجنون ؟؟ زول حي لحم ودم توديه المتحف ؟؟؟
خالد : مش هو قال جايي من التاريخ ..
عاطف : شوفو هنا كلام التاريخ والجغرافيا دا صاح نحن صدقناه وشال فينا لكن هناك ما في زول حايفهم الكلام دا .. الناس حيكونوا شايفين بني ادم لابس ملابس غريبة وشعره منكوش زي الشيطان وشايل اسلحة بيضاء .. عندنا واحد من اثنين يا مجنون يا ممثل .
وانضم عثمان ايضا للحوار بعد ان كان في غفوة : يا شباب في شنو مالكم تتهامسوا بتتامروا على مين ؟؟
خالد : تعال فكر معانا يا عبقري انت .. نحن بعد ما ندخل الخرطوم عمنا دا راح نوديه وين ؟؟؟ بيوتنا ما في طريقه لانه اهلنا ماراح يصدقوا مكنة التاريخ دي وحيكونوا متوترين ويوترونا معاهم .. الجهات الرسمية نحن داخلين الخرطوم بالليل ومافي مكتب فاتح ...
عثمان : بسيطة نسلمه اقرب مركز للشرطه ..
عصام : يا راجل حرام عليك عايز الجماعه يسجنوه بلا ذنب ويمكن يعذبوه كمان عشان يعترف ..
عاطف : ويعترف بشنو .. ؟؟؟؟
عصام : انا عارف ما اي شخص يمسكوه يعذبوه عشان يعترف ..
عاطف : ايوه فهمنا بس يعترف بشنو ..
عصام : وانت مالك حاكيها هم راح يلقوا الحاجة اليخلوه يعترف بها ما البلد مليانة جرائم محتاجة لمعترفين اجانب فقط زي الاندية مش فيها محترفين اجانب .. كمان مراكز الشرطة عايزة معترفين اجانب .
عثمان : طيب الحل شنو في رايكم ؟؟؟
في هذه اللحظة صحى ابو عمرو من غفوته ايضا .. ويبدو انه فهم جزء من حوارهم لانه بدا مركز العينين ..
ليقطع حديثهم بعد ان لاحت في الافق انوار العاصمة : يا اخوة انا اقترح عليكم ان توقفوا هذه الدابة ودعوني اترجل هنا ..
هموا جميعا باندهاش كانه حل هبط عليهم من السماء : أتنزل هنا ؟؟؟؟
ابو عمرو : انا حاسس ان وجودي بينكم سيسبب لكم بعض المشاكل فدعوني اشق طريقي في الظلام عسى ان اصل مدينة الناصر صلاح الدين
عصام اراد ان يتدخل لولا ان مسك عاطف فمه..
وقال يا عصام اوقف هنا خلي عمنا ينزل ويشق طريقه في الظلام .. ونحن مالنا يمكن يلاقي صلاح الدين هو عارف طريقه كويس ..
وفعلا تتوقف الحافلة .. ولان المنظر بدا مؤثرا .. تناول ابو عمرو ادواته وبدا يهديها لهم وقال لعاطف خذ مني هذا الرمح على سبيل الذكرى يا عاطف حتى يذكرك بحادثة الارنب . وها ها ها ضحك . وانت يا عصام خذ مني هذا الدرع وانت يا خالد لك هذا السيف وانت ياعثمان لك مني هذا القوس .. حتى لاتظنون انكم تحلمون وانما انا كنت واقع معاش بينكم ..
عصام : وماذا تركت لنفسك يا ابو عمرو لتدافع به عنها .
ابو عمرو : تكفيني هذه المدية في صنع طعامي والدفاع عن نفسي ..
وبادل الاصدقاء ابو عمرو وفاء بوفاء .. اذ كل من معه موبايل اهداه له ومن معه ساعة كذلك بل عاطف يمتلك ساعة غاليه قال هذه الساعة يجب ان يقدمها لصلاح الدين شخصيا اذا قابله .. وكذلك اعطوه باقي الطعام لانهم لا يحتاجونه ..
ونزل ابو عمرو وقاس في الظلام وهو يلوح لهم بالوداع وهم كذلك .. وتحركت السيارة تقطع الكيلومترات الباقية نحو العاصمة ...
لكن فجاه خطر سؤال لعاطف والذي قلنا هو اجبنهم .. وهمس في اذت عصام سائق الحافلة .
عاطف : عصام نحن قربنا ندخل الخرطوم .. تفتكر اخينا دا حانوديه وين ؟؟؟
عصام ـ تقصد شنو نوديه وين ؟؟
عاطف : يعني اول ما نوصل الخرطوم نفتح الباب نقول له انزل يا عم خلاص وصلنا ؟؟
عصام : كلامك مظبوط ثم هو راح يمشي وين ؟؟ اصلا نحن ما فكرنا في الموضوع دا .. معناها لازم ننزله في بيت واحد مننا ...
عاطف : انا غايتو اوعى تطلب مني طلب زي دا .. لانه دا لو دخل معاي البيت البيت كله حايصرخ حتى ابوي ذاته .. انت عارف نحن عايلة خوافة ممكن ضب يجهجهنا ..
انضم للحوار خالد : يا اخوانا مالكم انتو بتوسوسو مالكم في شنو ..
عصام : نحن بنتناغش في موضوع ابو عمرو لو دخلنا الخرطوم حا نوديه وين ؟؟؟
خالد : ما نوديه المتحف ..
عصام : متحف شنو ؟؟ انت مجنون ؟؟ زول حي لحم ودم توديه المتحف ؟؟؟
خالد : مش هو قال جايي من التاريخ ..
عاطف : شوفو هنا كلام التاريخ والجغرافيا دا صاح نحن صدقناه وشال فينا لكن هناك ما في زول حايفهم الكلام دا .. الناس حيكونوا شايفين بني ادم لابس ملابس غريبة وشعره منكوش زي الشيطان وشايل اسلحة بيضاء .. عندنا واحد من اثنين يا مجنون يا ممثل .
وانضم عثمان ايضا للحوار بعد ان كان في غفوة : يا شباب في شنو مالكم تتهامسوا بتتامروا على مين ؟؟
خالد : تعال فكر معانا يا عبقري انت .. نحن بعد ما ندخل الخرطوم عمنا دا راح نوديه وين ؟؟؟ بيوتنا ما في طريقه لانه اهلنا ماراح يصدقوا مكنة التاريخ دي وحيكونوا متوترين ويوترونا معاهم .. الجهات الرسمية نحن داخلين الخرطوم بالليل ومافي مكتب فاتح ...
عثمان : بسيطة نسلمه اقرب مركز للشرطه ..
عصام : يا راجل حرام عليك عايز الجماعه يسجنوه بلا ذنب ويمكن يعذبوه كمان عشان يعترف ..
عاطف : ويعترف بشنو .. ؟؟؟؟
عصام : انا عارف ما اي شخص يمسكوه يعذبوه عشان يعترف ..
عاطف : ايوه فهمنا بس يعترف بشنو ..
عصام : وانت مالك حاكيها هم راح يلقوا الحاجة اليخلوه يعترف بها ما البلد مليانة جرائم محتاجة لمعترفين اجانب فقط زي الاندية مش فيها محترفين اجانب .. كمان مراكز الشرطة عايزة معترفين اجانب .
عثمان : طيب الحل شنو في رايكم ؟؟؟
في هذه اللحظة صحى ابو عمرو من غفوته ايضا .. ويبدو انه فهم جزء من حوارهم لانه بدا مركز العينين ..
ليقطع حديثهم بعد ان لاحت في الافق انوار العاصمة : يا اخوة انا اقترح عليكم ان توقفوا هذه الدابة ودعوني اترجل هنا ..
هموا جميعا باندهاش كانه حل هبط عليهم من السماء : أتنزل هنا ؟؟؟؟
ابو عمرو : انا حاسس ان وجودي بينكم سيسبب لكم بعض المشاكل فدعوني اشق طريقي في الظلام عسى ان اصل مدينة الناصر صلاح الدين
عصام اراد ان يتدخل لولا ان مسك عاطف فمه..
وقال يا عصام اوقف هنا خلي عمنا ينزل ويشق طريقه في الظلام .. ونحن مالنا يمكن يلاقي صلاح الدين هو عارف طريقه كويس ..
وفعلا تتوقف الحافلة .. ولان المنظر بدا مؤثرا .. تناول ابو عمرو ادواته وبدا يهديها لهم وقال لعاطف خذ مني هذا الرمح على سبيل الذكرى يا عاطف حتى يذكرك بحادثة الارنب . وها ها ها ضحك . وانت يا عصام خذ مني هذا الدرع وانت يا خالد لك هذا السيف وانت ياعثمان لك مني هذا القوس .. حتى لاتظنون انكم تحلمون وانما انا كنت واقع معاش بينكم ..
عصام : وماذا تركت لنفسك يا ابو عمرو لتدافع به عنها .
ابو عمرو : تكفيني هذه المدية في صنع طعامي والدفاع عن نفسي ..
وبادل الاصدقاء ابو عمرو وفاء بوفاء .. اذ كل من معه موبايل اهداه له ومن معه ساعة كذلك بل عاطف يمتلك ساعة غاليه قال هذه الساعة يجب ان يقدمها لصلاح الدين شخصيا اذا قابله .. وكذلك اعطوه باقي الطعام لانهم لا يحتاجونه ..
ونزل ابو عمرو وقاس في الظلام وهو يلوح لهم بالوداع وهم كذلك .. وتحركت السيارة تقطع الكيلومترات الباقية نحو العاصمة ...
:نزل الرجل الغريب
ابو عمرو من سيارة الاصدقاء بعد ان تبادل معهم الهدايا العصرية التي يحملونها
بهداياه الاثرية التاريخية ... وذهب وترك الحسرة في نفوسهم بعد ان اعتادوا عليه
اضافة لاضطرارهم تركه في هذا الظلام الدامس .. رغما عن ان عثمان كانت له لمبة
كشافة تعمل بالشحن على بطارية السياره اعطاها له من ضمن الهدايا .. الا ان كل ذلك
لم يخفف عليهم عبئ الاحساس بالذنب من جراء تركه في هذا الظلام الحالك رغما عن بعده
عدة كيلومترات فقط من العاصمة ..
لزم الجماعة الصمت كل واحد يعيد في ترتيب القصة في ذاكرته بصورة تجعلها مقبولة وطبيعية دون ان يصفهم احد بالمبالغة اوالخيال .. الا ان قطع الصمت عاطف كالعادة
عاطف : انتو يا اخوان نحن حانحكي لاهلنا قصة ابو عمرو دي كيف ما في واحد راح يصدق اننا قابلنا رجل من زمن صلاح الدين الايوبي .؟؟
عصام : نحكيها عادي ونحن معنا ادلة اثرية على انه قصتنا حقيقية والحمد لله معنا ادلة .
عاطف : طيب افرض انه ما صدقونا وقالوا الاغراض ممكن تشتروها من اي عربي من الخلا ..
خالد : انا كنت صورته بجوالي عدة صور ممكن نوريهم الصور ..
عاطف : نعم يا حبيب ؟؟؟ وجوالك وين ما هديته له مع الهدايا ؟؟
خالد : ايوا صاح الجوال شالو معاه وكمرة الفيديو غايتو دا لو رجع للزمن القديم حيكون اكبر ساحر في بلاط الناصر صلاح الدين ..
عثمان : انا من رايي انه ما نحكي القصة خالص ونموت بالموضوع ونتحدث عن رحلتنا العادية ؟؟
عاطف : لييه ما انحكي القصة ..
عثمان : لانه تعرفوا انه المنطقة دي مشهورة بزراعة الحشيش والمخدرات ولو نحن حكينا اي قصة وهمية ورجل نام خمسمائة سنة وصحى لقانا قدامه واتخلع من العربية الجماعة حيفتكروا انه نحن اتعاطينا مخدرات وحاتجينا في روحنا فاحسن حل انه نحن ننسى القصة دي خالص ..
عصام : تعرفوا عثمان معاه حق .. وانا من قبيل احاول اقلب القصة في راسي عشان تكون معقولة واتصدم بالطريقة المفروض نحكي بيها القصة لانه فيها مبالغة ما في احد يقبلها وهي حكاية نومة الخمسمائة سنة .
اخيرا اتفق الجميع على ان ينسوا القصة مكتفين بالهدايا التي احتفظوا بها والتزموا الصمت من جديد الى ان دخلت السيارة العاصمة وبدا عصام يوزعهم على بيوتهم واحدا تلو الاخر ..
الى ان عد اسبوع كامل منذ عودتهم من الرحلة .. مر خالد على عصام يوم الجمعة وقال له انه رائح لسوق الاجهزة المستعملة ربما عثر على جوال مستعمل بسعر معقول بعد ان هدى جواله لابو عمرو .. ايد عصام الفكرة .... وقال بالمره نغشى عاطف ناخذه معنا ..
وفعلا ذهبوا الى سوق الاجهزة المستعملة .. مع ضجة الباعة واصوات من نوع ( علينا جاي نوكيا 95 بمليون بس ) ( كاميرات فيديوا جوال سوني ساعة رادو )
التفت عاطف الى احد الباعة منبها زملاؤه ( انا الصوت دا ما غريب علي ) وفعلا التفتوا ناحية البائع مصدر الصوت .. وبدا لهم مالفوا .. وهو شاب فارع الطول مفتول العضلات حليق الراس اقرب للصلعة ... وعندما اقتربوا منه بادرهم ..
البائع : ايوا يا شباب عندنا جوالات كمرة فيديو ساعات ...
عصام : ابو عمرو؟؟؟؟؟
البائع : نعم ؟؟؟؟ ابو عمرو مين في جوال اسمه ابو عمرو ..؟؟؟
عاطف : انت ما ابو عمرو بتاع الناصر صلاح الدين الايوبي نمت خمسمائة سنة
البائع : يا راجل انت مسطول ولا شنو ؟؟؟ شنو ابو عمرو صلاح الدين عاوزين تشتروا ولا هوونا خلونا نشوف شغلنا ..
خالد : لاحظ هي جوالاتنا بذاتها عاينوا جوال عاطف وساعتك يا عاطف ..
البائع : هي يا شباب انتو كترتوها مره واحده كمان تتسلبطوا في بضاعتي ..
عاطف : انت هو ابو عمرو وحتى الضربة في رقبتك سالتك منها قلت لي هي رمية سهم في معركة بيت المقدس كادت ان تقتلك لو لا عمرك كان اطول ..
البائع : يا اولاد انتو شاربين حاجة ؟؟
عصام : نحن نبلغ الشرطة ..
البائع : دي احسن حاجة قلتها بلغ الشرطة عشان تخارجنا من ادعاءكم ..
وفعلا يذهب الجميع الى مركز الشرطة ويحضر معهم العسكري والذي يبدو انه يعرفه
الشرطي : في شنو يا ابو علي مالك على الشباب ديل ..
البائع : تعرف يا جنابو ديل من دون البائعين وقفوا قدامي انا وقعدوا يقولوا لي يا ابو عمرو وصلاح الدين الاثيوبي ومش عارف تخاريف كدا وقالوا البضاعة كلها حقتهم كمان ..
عاطف : صلاح الدين الاثيوبي ؟؟ يا منافق يا دجال ..
الشرطي يا جماعة لو عندكم بينة على الرجل دا تعالوا المركز وافتحوا بلاغ ولو ماعندكم ماتتهموا الناس بالباطل وبعدين يرفع عليكم قضية رد شرف يسجنكم كلكم لانه دا رجال معروف في السوق هنا وبياع مشهور ..
عصام : طيب يا جنابو نحن راح نجي وراك ..
وذهب العسكري عائدا الى المركز .وتحرك خلفه الثلاثي وفي الطريق عادت لعاطف مخاوفه ..
عاطف : يا عصام نحن حا نفتح بلاغ على اي اساس هو اولا ممكن يحلف مصحف انه ما سرق مننا جوالاتنا وحيكون صادق لانه نحن هديناها له بانفسنا .. ونحن ماعدنا اي بينة او شهود .. والقانون يقول البينة على من ادعى واليمين على من انكر ..
خالد : طيب ما الحل واغراضنا تباع قدامنا ..
عصام : كلام عاطف صاح مش احسن من نتسجن نحن فعلا نحن هدينا له اغراضنا بانفسنا وارادتنا وهو ممكن يحلف صادق انه ما سرقها مننا ..
وفعلا تمشوا خارج السوق وجلسوا في السيارة يفكرون .. الى ان مر عليهم البائع ابو عمروا وهو يقود ركشة ..
البائع ووقف قربهم : يا شباب الا زلتم تمتطون هذه الدابة القديمة التي اكل عليها الدهر وشرب اما انا فعفريت من الجن يمتطي ركشة ها ها ها ها ها ..
خالد انفعل وكاد ان يقفذ من السيارة وهو يلعن : يا لص يا حرامي يانصاب .. ولازالت ضحكات البائع ابو عمروا او ابو علي تجلجل في الفضاء .
بعد صمت انفجر الثلاثة ضاحكين واعقبهم خالد بعبارة صحيح نحن فارات مغفلون قال صلاح الدين الايوبي قال..
لزم الجماعة الصمت كل واحد يعيد في ترتيب القصة في ذاكرته بصورة تجعلها مقبولة وطبيعية دون ان يصفهم احد بالمبالغة اوالخيال .. الا ان قطع الصمت عاطف كالعادة
عاطف : انتو يا اخوان نحن حانحكي لاهلنا قصة ابو عمرو دي كيف ما في واحد راح يصدق اننا قابلنا رجل من زمن صلاح الدين الايوبي .؟؟
عصام : نحكيها عادي ونحن معنا ادلة اثرية على انه قصتنا حقيقية والحمد لله معنا ادلة .
عاطف : طيب افرض انه ما صدقونا وقالوا الاغراض ممكن تشتروها من اي عربي من الخلا ..
خالد : انا كنت صورته بجوالي عدة صور ممكن نوريهم الصور ..
عاطف : نعم يا حبيب ؟؟؟ وجوالك وين ما هديته له مع الهدايا ؟؟
خالد : ايوا صاح الجوال شالو معاه وكمرة الفيديو غايتو دا لو رجع للزمن القديم حيكون اكبر ساحر في بلاط الناصر صلاح الدين ..
عثمان : انا من رايي انه ما نحكي القصة خالص ونموت بالموضوع ونتحدث عن رحلتنا العادية ؟؟
عاطف : لييه ما انحكي القصة ..
عثمان : لانه تعرفوا انه المنطقة دي مشهورة بزراعة الحشيش والمخدرات ولو نحن حكينا اي قصة وهمية ورجل نام خمسمائة سنة وصحى لقانا قدامه واتخلع من العربية الجماعة حيفتكروا انه نحن اتعاطينا مخدرات وحاتجينا في روحنا فاحسن حل انه نحن ننسى القصة دي خالص ..
عصام : تعرفوا عثمان معاه حق .. وانا من قبيل احاول اقلب القصة في راسي عشان تكون معقولة واتصدم بالطريقة المفروض نحكي بيها القصة لانه فيها مبالغة ما في احد يقبلها وهي حكاية نومة الخمسمائة سنة .
اخيرا اتفق الجميع على ان ينسوا القصة مكتفين بالهدايا التي احتفظوا بها والتزموا الصمت من جديد الى ان دخلت السيارة العاصمة وبدا عصام يوزعهم على بيوتهم واحدا تلو الاخر ..
الى ان عد اسبوع كامل منذ عودتهم من الرحلة .. مر خالد على عصام يوم الجمعة وقال له انه رائح لسوق الاجهزة المستعملة ربما عثر على جوال مستعمل بسعر معقول بعد ان هدى جواله لابو عمرو .. ايد عصام الفكرة .... وقال بالمره نغشى عاطف ناخذه معنا ..
وفعلا ذهبوا الى سوق الاجهزة المستعملة .. مع ضجة الباعة واصوات من نوع ( علينا جاي نوكيا 95 بمليون بس ) ( كاميرات فيديوا جوال سوني ساعة رادو )
التفت عاطف الى احد الباعة منبها زملاؤه ( انا الصوت دا ما غريب علي ) وفعلا التفتوا ناحية البائع مصدر الصوت .. وبدا لهم مالفوا .. وهو شاب فارع الطول مفتول العضلات حليق الراس اقرب للصلعة ... وعندما اقتربوا منه بادرهم ..
البائع : ايوا يا شباب عندنا جوالات كمرة فيديو ساعات ...
عصام : ابو عمرو؟؟؟؟؟
البائع : نعم ؟؟؟؟ ابو عمرو مين في جوال اسمه ابو عمرو ..؟؟؟
عاطف : انت ما ابو عمرو بتاع الناصر صلاح الدين الايوبي نمت خمسمائة سنة
البائع : يا راجل انت مسطول ولا شنو ؟؟؟ شنو ابو عمرو صلاح الدين عاوزين تشتروا ولا هوونا خلونا نشوف شغلنا ..
خالد : لاحظ هي جوالاتنا بذاتها عاينوا جوال عاطف وساعتك يا عاطف ..
البائع : هي يا شباب انتو كترتوها مره واحده كمان تتسلبطوا في بضاعتي ..
عاطف : انت هو ابو عمرو وحتى الضربة في رقبتك سالتك منها قلت لي هي رمية سهم في معركة بيت المقدس كادت ان تقتلك لو لا عمرك كان اطول ..
البائع : يا اولاد انتو شاربين حاجة ؟؟
عصام : نحن نبلغ الشرطة ..
البائع : دي احسن حاجة قلتها بلغ الشرطة عشان تخارجنا من ادعاءكم ..
وفعلا يذهب الجميع الى مركز الشرطة ويحضر معهم العسكري والذي يبدو انه يعرفه
الشرطي : في شنو يا ابو علي مالك على الشباب ديل ..
البائع : تعرف يا جنابو ديل من دون البائعين وقفوا قدامي انا وقعدوا يقولوا لي يا ابو عمرو وصلاح الدين الاثيوبي ومش عارف تخاريف كدا وقالوا البضاعة كلها حقتهم كمان ..
عاطف : صلاح الدين الاثيوبي ؟؟ يا منافق يا دجال ..
الشرطي يا جماعة لو عندكم بينة على الرجل دا تعالوا المركز وافتحوا بلاغ ولو ماعندكم ماتتهموا الناس بالباطل وبعدين يرفع عليكم قضية رد شرف يسجنكم كلكم لانه دا رجال معروف في السوق هنا وبياع مشهور ..
عصام : طيب يا جنابو نحن راح نجي وراك ..
وذهب العسكري عائدا الى المركز .وتحرك خلفه الثلاثي وفي الطريق عادت لعاطف مخاوفه ..
عاطف : يا عصام نحن حا نفتح بلاغ على اي اساس هو اولا ممكن يحلف مصحف انه ما سرق مننا جوالاتنا وحيكون صادق لانه نحن هديناها له بانفسنا .. ونحن ماعدنا اي بينة او شهود .. والقانون يقول البينة على من ادعى واليمين على من انكر ..
خالد : طيب ما الحل واغراضنا تباع قدامنا ..
عصام : كلام عاطف صاح مش احسن من نتسجن نحن فعلا نحن هدينا له اغراضنا بانفسنا وارادتنا وهو ممكن يحلف صادق انه ما سرقها مننا ..
وفعلا تمشوا خارج السوق وجلسوا في السيارة يفكرون .. الى ان مر عليهم البائع ابو عمروا وهو يقود ركشة ..
البائع ووقف قربهم : يا شباب الا زلتم تمتطون هذه الدابة القديمة التي اكل عليها الدهر وشرب اما انا فعفريت من الجن يمتطي ركشة ها ها ها ها ها ..
خالد انفعل وكاد ان يقفذ من السيارة وهو يلعن : يا لص يا حرامي يانصاب .. ولازالت ضحكات البائع ابو عمروا او ابو علي تجلجل في الفضاء .
بعد صمت انفجر الثلاثة ضاحكين واعقبهم خالد بعبارة صحيح نحن فارات مغفلون قال صلاح الدين الايوبي قال..
* السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق