2014/06/01

صهيلُ النّهْر العاشِق..شعر: محمد الزهراوي أبو نوفل

 صهيلُ النّهْر العاشِق 

 
محمد الزهراوي أبو نوفل

(إلى قصيدَة الْمَدائن) 

وحْدَهُ يَعْوي 

بِها في 

خَلاياهُ ويَخْفُقُ 

في الرّيحِ..

أما أعْدَدْتُمْ 

لَهُ مَأْوى ؟ 

لَمْ يُسْنِدْهُ..

حجَرٌ قطُّ أونهْد 

فَوِسادَتُه أحْزانُها 

وعَذاباتُها في 

مَشاويرَ ..

يَمْشيها مِنْ 

بَرْدٍ وغُبار. 

دَعْكُمْ مِن هذا 

الحالِمِ الْكُلّيِّ.. 

خَطْوُهُ يتَلاحَقُ 

ويُسْرع.. 

ومْضُهُ الْهَمَجِي.

يَتَأَبّطُها كتُباً 

ويُسْرِعُ..

مُهْتاجَ الرّغْبةِ.

تَلْويحاتُهُ حُمْرٌ

وهُوَ يَصْفنُ..

إذْ يُرْبِكُني

يا الأحِبّةُ هذا 

النّهْر الْعاشِقُ. 

ويَهْتَزُّ بِيَ..

إلَيْها كَمُجامِعٍ.

أليْسَ ذاكَ 

هُو..َيا ..

دَرْدارَةَ الوادي؟ 

وهِيَ مِثْل ما 

تَقول الْكاهِنةُ.. 

يشْرئِبُّ نَحْوَهُ 

عنُقُها الأتْلَعُ

مِثْلَ شِراعٍ.. 

بِكِبْرياءٍ يَتَعَجّلُ 

وُصولَهُ نَهْداها. 

وتتَعَرّى لَهُ بَيْضاءَ 

مِنْ غَيْرِ فُسْتانٍ.

فَقولوا ..

بِم تُفكّرونَ ؟ 

لقَدْ راوَدَتْهُ طَويلا.. 

تَحْلمُ مَعَهُ 

بِأقاصٍ أُخْرى

وبِفيَضانٍ بَرّي

ولا حاجَةَ لكُمْ 

أنْ تعْرِفوا 

مَنْ هذا

الْغائِب الكوْنِيُّ

إنّهُ نَهْرُها يَصْهَلُ.. 

حَضِّي مَعَها مُؤْسِفٌ 

لَعَلّهُ يَصِلُ.. 

يُسْنِدُ انْكِساري !

ويَجْمَع الشّمْلَ .

حَبيبٌ ..

لَغْوُهُ الأحمَرُ

أسْمَعُ صَداهُ 

فيكِ أيّتها الْجَلَبَة.. 

هوَ ذاكَ الْقادِمُ 

يرْسِفُ في الليْلِ 

صَوْبَ اللانِهائِيِّ.. 

رِجْلُه في 

البَحْرِ مَع القرامِطَةِ. 

ووَجْههُ ..

مَعَها في مَرايايَ. 

فقَدْ طارَ صَوابُهُ 

إلى نَحْرِها 

الْغافي وشَعْرِها 

الذي كاليَنابيعِ.

وها هِي..

أرْدافُها مراعٍ عُشْبٌ. 

ها هِيَ تَتَزَيّنُ 

لَهُ بِكُلّ حُرّيةٍ 

إذْ في كُلِّ الْمَرافِئِ 

يَقولونَ قَدْ بُعِثَ. 

تَخْفرُهُ الزّواجِلُ 

والنّسور المَدارِيةُ.

وأنا الذِّئْبُ..

كُلّما لاحَقْتُها 

في القِفارِ ..

ضَيّعَني وَشْمُها

مِثْل مجْنون.

مِنْ مُجونٍ 

نَظَراتهُ الْحَيِيّةُ.. 

مِنَ الْماءِ الَْهَصورِ

وَالْهَواءِ الطّروبِ

رَسَمْتهُ لَها 

مِن مُخَيِّلَتي. 

هذِه القَصيدَةُ التي 

هِيَ أوْسَعُ مَدىً

مَنْ يُدْفِئُ 

يَدَيْها البارِدَتيْنِ ؟ 

ومَنْ يَمْسَحُ عنْها 

الأوْبِئَةَ وَيُعاقِرُها مَع 

الفَلاسِفَةِ والشّعراء ؟ِ 

ها هُوَ مَعَها وهِيَ 

كُؤوسٌ مَوْضوعَةٌ 

وشَفَتاها أقْواسُ قُزَحٍ.

حَتّى لا يَعودَ عنْها 

أحْرَقْتُ جُسورَ العبور.

مِن مَهْمَهٍ 

هُوَ هذا الماءُ 

القُرْطُبِيّ الحَيْ.

وأجْمَل إذا مَشى 

على جانِبِ البَحْر

أوْ إذا أغْوتْهُ 

معَ رهْطِهِ في 

سَفْحِ الْجَبَلِ..

وهُو في صلاةٍ. 

اسْألوها مَن هُوَ..

كُلّ ما أعْرِف عنهُ 

أنّهُ فَتاها

الأوّلُ ينْزلُ 

معَها إلى العَيْنِ..

يُمْسِكُ بِنَقاءِ

بَياضِها الْمُنْدَلِعِ.

لَيْسَ هُوَ آخِرُ 

فرْسانِ الكَوْنِ 

في جُيوشِ 

نزَواتِهاهذا 

القُرْمُطِيّ الفَحْل.

أما قرَأْتُمْ..

أنّه يتَجدّدُ في 

أقاليمِ عُرْيِها وَأنّ 

شَهَواتِهِ الْحبْلى.. 

تتْرى في أرَقي!؟


م . الزهراوي 
أ . ن


ليست هناك تعليقات: