حب
واستشهاد
مأخوذة عن
رواية بطلة من الشرق
صافيناز مصطفى
مقدمة مختصرة عن الاجزاء
الأولى من الرواية
هى رواية طويلة مؤلفه من 200 صفحة تحاكى القضية
الفلسطنية واحداثها تدور بين العراق وفلسطين ومصر خلال فترة الغزو الأمريكى للعراق
عام 2003 وأثناء الانتفاضة الفلسطنية الثانية والبطلة هنا تجسد القضية الفلسطنية
فهى فتاة فلسطنية عانت مرارة الغزو تدرس التاريخ فى مصر ولها صديقة مصرية كانت
سببا فى تعرفها على زوجها العراقي الذى هو صديقا لخطيبها وأمل البطلة لها مباديء
محددة فى الحياة ترفض الصراع الدموى بين الامم وتعتقد ان الدفاع عن قضية فلسطين
المحتلة ممكن ان يعود من خلال المحاكم الدولية وبشكل سلمي متحضر من خلال الوثائق
التاريخية وكانت ترفض موقف حماس وتعتبره مزيدا لارقة دماء أهلها ولكنها كانت تحب
فلسطين مثلها مثل بقية اهلها ولكن دفعها عن القضية كان يختلف فكانت تبحث عن صلاح
الدين جديد من بين تلاميذها فى اى بلد عربي فهى مؤمنة ان البلاد العربية جسدا واحد
ولذا كانت تبحث عن زوج من أى بلد عربي يشعرها بالامن الذى افتقدته فى بلادها
ولتنشر دعوتها فى تلك البلد الأخرى من خلال الوثائق
فهل ستنحج أم ماذا
سينتظرها فى العراق على أيدى الأمريكان وهل سيظل مبدئها كما هو أم سيتغير من هول
ما ستجد وماذا ستفعل بعد عودتها لفلسطين ؟11
الفصل الأخير
} حب
وأستشهاد {
õ
ولم يجد بد غير اختلاق الحجج حتى يستطيع
التحدث معها على أنفراد
õ فقام بزيارتها فى المنزل بحجة الأطمئنان عليها بعد غيابها عن
العمل بالمدرسة
بعدما حاول الأتصال بها كثيراً بالمنزل وكانت
الحاجة فادية والدتها فارحة وسعيدة بهذة
المعرفة وبقرب فارس من أمل فهى تجد فيه زوجاً مناسباً لأبنتها من كافة الوجوه فهو
شاب وسيم وناجح ومثقف وميسور الحال والأهم أنه من أبناء فلسطين فزواجه من أبنتها
لن يبعدها عنها
0كما
حدث سابقا مع زوجها الأول طلال شهيد حرب العراق
õ
فبدأت الحاجة فادية تحاول جاهدة التقرب
بينه وبين أبنتها ولكن كانت أمل فى حالة شرود دائم ولا مبالاة بتلك الأمور 0
õ ومرت أيام وصلت الى حد الشهور وهى فى حالة شرود إثر ما تعرضت له وعاشته اثناء تدمير العراق وفقدانها اعز ما
لها هناك زوجها وحبيبها طلال الى أن بدأت نيران الصدمة وعذاب الفراق وثلوج اليأس
تذوب تترجيا فبدأت تشعر رويدا رويدا بوجود
فارس فى حياتها وهو زميلاها المدرسة التى تعمل بها بعد محاولته التقرب اليها ومنها
!!
õ وأخيراً وافقت على مقابلته خارج المدرسة 0
õ وفى أحدى الأماكن الهادئة جلسا الأثنين ولم يطول الصمت بينها
كثيراً فنظرت اليه أمل قائلة 0
õ بصوت خافت ضعيف فارس أنا أعلم جيداً أنك شاب رائع وأى بنت لا
تتمنى أفضل منك زوجاً لها 0
õ وأستطردت ولكن 00 أنا 00 أنا 00
رد
فارس قائلاً أنت أفضل البنات والنساء اللاتى التقيت بهن فى حياتى وأستكمل وهو يدير
عينه عنها قائلاً أنا أعرف قضيتك جيداً ومدى المعاناة التى لقيتيها قبل أستشهاد
زوجك فى العراق رحمة الله عليه وهذا من
الأولى أن يجعلنى أتمسك بك أكثر.
õ
نظرت أمل اليه وانطلقت قائلة ولكنك جئت متأخر فأنا قد قررت أن أوهب نفسى للدفاع عن
بلدى رد قائلاً وانا أيضاً قررت ذلك من قبل وبدأت بالفعل !!
õ
أمل ::::كيف ؟00 ومتى
؟00 هل أتصلت وأنضميت الى أحدى الكتائب وسجلت أسمك هناك ؟00
õ
نظر اليها فاغر الفاه وقال مندهشاً لا 00 أنا أدافع عن بلاد بالفكر والمنطق الذى أحيه فى عقول تلاميذ الجيل
الجديد 0
õ
نظرت اليه نظرة ثاقبة وضحكت ضحكة ساخرة وهى تننهد قائلة
المنطق
00 والتاريخ 00 هذه التجربة قمت بها من قبل 0
õ وأستكملت بصوت اكثر مرارة قائلة ولكنها فشلت فهى لا جدوى منها وسط
سيل الحروب الطاحنة التى يشنها أعداءنا علينا فى حرب غير متكافئة بيننا وبينهم
سواء فى العداد والأسلحة فأى منطق تتحدث عنه ؟!!
õ
وأسترسلت قائلة أرى أن الجهاد الذى قررت بإذن الله أن أستكمله لا بديل عنه فأننا
لا نملك غير أرواحنا التى ندافع بها عن أنفسنا وكرامتنا ومقدساتنا 00
õ
رد فارس بصوت هادىء متزن قائلاً لا يا أمل البلد تحتاج للعلم والخبرة والمنطق فى
التفكير والتوعية الدينية والفكرية للجيل الجديد مثلما تحتاج للقوة الحربية فكل
منا له دوره فى الحياة 0
õ مستكملاً :ً فأنا لا اعتقد أن دور العلم أقل من دور الحرب بل
اعتقد وأرى ان العلم هو الباقى بإذن الله 0
õ
أعادت تلك الكلمات أمل الى الماضى البعيد وذكرياتها فيه وأهدافها البرئية الحالمة عندما
كانت تدرس بمصر بكلية الأداب 0
õ فكان هذا منطقها ولكن الظلم الذى عاشته والأحداث التى مرت بها
زلزلت كيانها وأجبرتها على تغيير مسار
تفكيرها وأهدافها فى الحياة
فكثير ما نحلم ونتمنى ولكن الواقع والظروف تجبرنا على تغير تلك الأحلام
لنتوافق مع الواقع الجامد الذى نحياه !!
õ
ولكنه لا جدال أن تلك الكلمات البسيطة من فارس تركت لدى أمل قدر من الراحة
والسكينة
ومرت أيام وليالى اخرى تعددت فيها لقاءات أمل
بفارس وباركت الأم تلك العلاقه والمعرفه البريئة فهى تجد فى فارس الزوج
المناسب لأبنتها 0
õ
وكانت أمل بدأت تنسى مع الوقت امر أنضمامها للمقاومة وأمر تسجيل أسمها فى جدول
الفدائين لدى حماس فقد مر شهور وشهور ولم يتم الأتصال بها
فكانت تعتقد انهم تناسوا أمرها !! رغم انها أعطت
لهم رقم هاتفها الجوال الخاص بها الذى تركته قبل ما ترحل مع غسان أخوها وأستردته
بعد عودتها من العراق
وكان
فى تلك الأثناء فارس يلح عليها بالأرتباط مؤكداً لها أنه سيعاونها فى الجهاد
بأسلوبه ومنطقه الذى هو كان منطقها قديماً 0
õ بدأ الحاح فارس يجنى ثمره لدى أمل فهى كانت واقعه بين الحاحين
الحاح فارس من ناحية ومن ناحية أخرى الحاح أمها مما جعل أمل تشعر أنها وقعت أسيرة
للأقدار والظروف الجديدة 0
õ فلا داعى للمقاومة فأستسلمت بالفعل 0وبدأت الافكار البنائه تقتحم
حياتها وتطرد الماضى بكل مساوئه وعذابه
õ فلما لا وهو شاب وطنى مناسب من كافة الوجوه فلماذا لا تبدأ حياتها من جديد وتحارب معه
بأسلوبه السلمى فى توعية جيل الأمة بقضية بلادهم وأخيراً وافقت أمل على الخطبة !!
õ وتحدد يوم الخطبة العائلى فى منزل أمل !! ودارات الأغانى
والموسيقى مرة أخرى فى منزلها وبدأت شمس الحياة الجديدة تذيب جليد الماضى بعذابه
والأمه0
õ وكان غسان اخيها حائر فى موقف أمل ولكنه ظل صامتاً مستلسماً هو
الأخر للأقدار ورنت الأغاريد داخل المنزل ووزعت أكواب الشربات 0
õ وشعرت أمل انها لا تزال على قيد الحياة بعدما كانت تعتقد أنها
ذبحت على أيدى الأحتلال فى العراق مع زوجها وأمه !!
õ وأثناء تلك الأحتفال أحتاجت أمل أن تدخل حجرتها لتطمئن على زينتها
وعلى ثوبها وبمجرد دخولها الحجرة 0
õ سمعت رنات الهاتف يدق أمسكت به لتجد المفاجأة الكبرى 0
õ رأت على شاشته أسم المقاومة الشعبية لحماس فهى كانت قد سجلت أسم
قائد الحركة فى غزة لتعرفه بمجرد أن يدق
الهاتف0
õ ارتعشت يدها وهى تمسك الهاتف وكادت الأرض تدار بها من هول المفاجئة وسبح خيالها فى تفكير عميق ولكن
الرنات كانت متواصلة فلم تعطها فرصة لتتردد كثيراً0
õ أخذت أمل نفس عميق ثم ردت قائلة بصوت متلجلج
السلام
عليكم سمعت الصوت الأخر يرد السلام
قائلاً :عليكم السلام الأستاذة أمل معى ؟!0
õ قالت لاهثة 00 بأنفاس متقطعة 00 أجل 00
õ قال نحن المقاومة الفلسطنية ولم يعطيها الرجل فرصة للترحاب
فاستطرد
قائلاً غداً إن شاء الله تحدد موعد العملية الجهادية الجديدة وتم أختيارك لتقومى
بها رداً على قذف منطقة سكانية كاملة راح ضحيتها العديد من المواطنين والأطفال الأبرياء الفلسطينين
õ سبحت أمل فى خيالها للمرة الثانية 0
õ فى الزوج الجديد المنتظر فى الخارج 00 والبيت 00 والأسرة00 والأولاد00
التى عاشت تحلم بهم طيلة عمرها والذى كاد الحلم أن يصبح حقيقة وواقع حى بين
يدها 0
õ ولكن تذكرت أيضاً طلال وأمه ومشهد أنهيار المنزل وما حدث
للمسلـــمين والمسلمات فى المعتقلات على أيدى قوات الأحتلال الأمريكي0
õ من أنتهاك للأعراض وضياع الشرف والكرامة 0
õ وما يحدث لوطنها الغالى فلسطين كل يوم من أغتيالات وأنتهاكات
وتدمير 0
õ وفجأة تذكرت والدها الذى أرتمى جثة هامدة بعدما بقرت قوات
الأحتلال الأسرائيلى بطنه أمام أعيونها 0
õ وتذكرت الدمار 00 والظلم
00 والمعاناة التى عاشتها فى وطنها وفى بلاد زوجها وهو وطنى عربى أخر ذاق المرار 0
õ ولم يمهلها الصوت طويلاً فأخذ يردد 00 الو 00 الو00 أستاذة أمل
00 هل مستعدة 00
õ وفجأة حزمت أمرها وأطلقت طلقتها الأخيرة قائلة 00 نعم مستعدة 00
غداً بإذن الله 00 سأكون عندكم 00
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق