قصة قصيرة جدا
بقلم: عراقي العابد
تعثرت كلمة الحق و هي في طريقها الى
حلقه، هوت الى جوفه دون ان يتمكن لسانه من التقاطها، تدحرجت لتسقط في القعر العميق محدثة صوتا مدويا
ارتج له كل جسده، تسللت في غفلة من وجهه دماء حارة فتحت باب الاحمرار على مصراعيه،
غير أن سماء وجهه الملبدة بالسواد، شفعت لتلعثمه فتدثر الاحمرار بغطاء السواد
السميك، لم يحس في حياته الممتدة لنصف قرن بامتنان لسواد بشرته كما احس به في هذه اللحظة.
استجمعت كلمة الحق قواها و هي مترنحة من أثر
السقوط ، وأخدت طريق العودة تتلاطمها امواج النفس العاتية، لكن القلب
أبى الا ان يخلص للون البشرة الاسود، فترصد لها مصوبا قبضته الحديدية
منتصرا للباطل بالضربة القاضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق