المركزية العربية ساهمت في
تهميش الأدب السوداني ، وفي جيل الغربة أمل كبير في خلخلة السلبيات واستعادة
الحضور
-
الحركات الدينية واقعها متشابه في اعتقادها ملكية اليقين المطلق وفهم رسالة
الله في محاكمة الناس وحكم الأرض
يقدم العدد الجديد ( 46 ) من مجلة الجوبة الثقافية الصادر مؤخرا حوار خاص
مع الروائي "حمور زيادة" الأديب السوداني البارز ، و هو صاحب رواية "شوق
الدرويش" الذي عدَّ عديد من النقاد
روايته فتحاً في الأدب العربي عامة.. والسودانى خاصة، وأنه يعيد كتابة تاريخ
الكتابة السودانية ، والذي دخلت روايته الشهيرة شوق الدرويش قائمة جائزة البوكر
النهائية لعام 2015 م ، معتبرا في حواره مع الجوبة أن روايته شوق الدرويش نتاج
انشغاله بأسئلة اليقين المطلق والقفزعلى
النموذج الإنساني ، وأن الرواية الشفاهية
أقرب للذهنية السودانية ، نافيا أن تكون
روايته تاريخاً للمهدية .
وقال للجوبة إن المركزية
العربية ساهمت في تهميش الأدب السوداني ، وفي جيل الغربة أمل كبير في خلخلة
السلبيات واستعادة الحضور ، معتبرا أن التصوف السوداني ثقافة شعبية أكثر منه
توجهاً دينياً ، وحراكه السياسي مهدد بالزوال
، معتبرا تدشين " نوبل عربية " يحتاج لموضوعية ثقافية مفتقدة
لدينا كعرب ، مؤكدا أن الجوائز الحالية تكفي ، فنوبل جائزة تعطى لمن ساهم في
التغيير والتأثير في وجدان العالم ، وهي في الأغلب لا تقاس بغيرها من الجوائز
العربية أو حتى الغربية نفسها ، فنوبل حالة قد تفوق كل هذه الجوائز وقد تكون في
بعض الأحيان دونها في المنزلة ، وهذا أمر تابع حتى لنظرتنا لمن يحصلون عليها كل
عام ، فقد نجد في حصول كاتب عليها ظلماً لكاتب آخر ، وهكذا ، ولاعتبارات كثيرة
متشابكة ما بين الثقافي والسياسي والاقتصادي وقال : نحن كعرب لسنا مؤهلين لتدشين
جائزة بحجم نوبل من حيث الموضوعية ..المضمون ، والرمز والقيمة . قائلا أن جوائز مثل " البوكر ، وبعض الجوائز
السعودية الأخرى كافية للتجربة الروائية العربية التي لم تتجاوز السبعين عاماً من
النضج والعطاء .
وعبرزيادة عن اعتقاده أنه تطور
في شوق الدرويش من حيث تقنيات السرد والحكي عنه في روايته الأولى " الكونج
" والتي هي رواية صغيرة مضغوطة عكس شوق الدرويش التي أخذت براحاً أكبر وأوسع
من حيث الحكي وتموجات السرد في عوالم ممتدة ، معتبرا أنها مثلت له تجربة مخيفة
مقلقة تجاوزتها وأضافت له الكثير .
وقال الروائي حمور زيادة للجوبة
إن القصة القصيرة جنس مختلف ومستقل عن جنس الرواية ، و أن الخلط بينهما خطأ
شائع ، فيما يرى " الحركات الدينية
واقعها متشابه في اعتقادها ملكية اليقين المطلق وفهم رسالة الله في محاكمة الناس
وحكم الأرض " .
وعبر عن طموحه في أن يستطيع
تقديم حكايات ممتعة للقاريء العربي ، تعكس مكوناته التراثية ، وأن يستطيع تجسيد
حكايا السودان الشفاهية من خلال السرد المكتوب ، معتبرا أن أكبر تقييم يمكن أن يحصل عليه في حياته هو اعتراف
القاريء بمتعة الحكي ولذته فيما يكتبه هو ويقرأه القاريء .
يذكر أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمركز عبد الرحمن السديري بمنطقة الجوف السعودية ، ويرأس تحريرها الكاتب إبراهيم موسى الحميد
.
ويمكن تصفح وتحميل مجلة الجوبة من هذه المواقع :
Http://issuu.com/aljoubah
http://www.calameo.com/accounts/2852118
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق