بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي
هنالك اهتمام بأدب الطفل في أرجاء
المعمورة ، وهذا الاهتمام يترجم فعليا من خلال ، الترجمة وكثرة الاصدارات
وجودتها ، تنظيم المؤتمرات العالمية ،
الدراسات الاكاديمية ، والمقالات النقدية ، ومشاريع المطالعة المدعومة من الحكومات وجمعيات خيرية ، المسابقات الادبية
لتشجيع أدب الطفل ، وانشاء المواقع المختصة على الشبكة العنكبوتية ، الى جانب ذلك
، بدأت تظهر ظاهرة اصدار كتب للأطفال من دور نشر ومدارس وأولياء
امور طلاب ، هذه القصص، من بنات أفكار الأطفال ، هذه الكتب تحمل افكار الطفل الى
اترابه ورؤيتة للحياة، افكار قريبة من
عالمهم وتخيلاتهم وأوجاعهم ، وكنا في
مدرسة ابن سينا في كفرمندا من الطلائعيين في هذا لمجال ، حيث اصدرنا قصة الحلم لثمانية طلاب ، بإرشاد المعلمة منار
زيدان ، وبدعم ومن لجنة اولياء أمور الطلاب
عام 2012 ، هنالك من يبارك هذه الخطوة
من مربين وأدباء وناشرين ، لكونها
تحفز الطالب منذ نعومة أظفاره على الابداع ، والتفكير ، والخوض المبكر في فرحة اصدار الكتاب ، والشهرة ، وانتشار القصة
والفكرة بين الطلاب والقراء ، والمكتبات العامة، كلها
عوامل قد تعزز شخصية الطالب وتنمي فكره وتحبب اللغة العربية الى قلبه ، يشار
الى ان هذه الظاهرة تلاقي رواجا في الغرب ، كونها رسالة من الطفل الى الأطفال حول
قضايا تهمهم وتمسهم ،من جهة اخرى هنالك من يعارض او يتحفظ على هذه الخطوة يبررها
بعدة اسباب منها : عدم نضوج القصص من حيث اللغة والفكرة ، لذا تأتي فجة قبل اوانها ، الخوف من تدخل الكبار في صياغة بعض
الجمل أو الأفكار ، مما يمس بالقيمة الادبية ، والفكرية والاخلاقية للعمل ،
يعتبر هذا التدخل نوع من الانتحال والاحتيال ، اضافة للضرر الكبير
الذي يسببه للطفل المبدع وفقدان الامانة
والمصداقية في عيون الصغار، كذلك الخوف ان يعتقد الطفل في قرار نفسه انه "مبدع
كبير" ويتصرف وفق ذلك فيصيبه نوع من الغرور ويتصرف وفق ذلك مع الاصدقاء
والأهل .
ما الحل ؟
هنالك اختلاف شاسع بين من يشجع اصدارات
الأطفال وبين من يحبطها ويضع العثرات امامها ، في رأيي هنالك ضرورة ملحة لتشجيع
الأطفال على القراءة والكتابة منذ صغرهم ، لتنمية مهاراتهم المختلفة وصقل شخصيتهم، من خلال الارشاد والتوجيه
والتصويب والتجريب ، بالنسبة لإصدار كتب
لتشجيع الابداع والتميز ، خطوات مباركة ،
ولكن علينا التريث ، للتأكد ان
القصة هي اضافة نوعية للأدب ، ومن أفكار
وكتابات الطفل ، من الأفضل أن يكون
الابداع ضمن اطار مدرسي أو لا منهجي
بإرشاد معلم أو أديب ، من خلال ورش الكتابة الابداعية ، يقوم الطفل بتجريب
الكلمات والافكار ، حتى تنضج ، كذلك من
المهم ان يتعرف الطفل على مراحل
اصدار الكتاب ، من مراجعة لغوية ، ورسومات ، واخراج فني ، وطباعة ، وتسويق وتوزيع
،ليشعر بان الامر ليس سهلا ، من المهم ان
تعرض هذه الاصدارات على لجنة او هيئة لتقييم العمل قبل خروجه للنور ، كذلك
يجب ان تخضع هذه الاصدارات للنقد الأدبي وحتى الاكاديمي، لأنه
بمجرد اصدار الكتاب ، يصبح النص ملكا للقارئ ومن حقه مناقشته ،كذلك يجب تعزيز الأطفال
المبدعين من خلال ابرازهم في مدارسهم ومجتمعهم وفي المناسبات الأدبية ،كذلك الحرص
على استمرارهم في القراءة وتوسيع ثقافتهم العلمية والادبية ، والكثير ممن يصدرون
كتبهم في صغرهم ، يتوقفون عن الكتابة لعدة اسباب اهمها لانهم لم يجدوا من يحثهم
ويشجعهم ،وبسبب عزوفهم عن قراءة الكتب مما
ادى جفاف ينابيع الابداع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق