بقلم: عبد القادر صيد
مرت تميس كما الإفطار مشيتها
ليست لها صلة بالصوم و الناس
ترسانة للهوى اهتزّت مدجّجة
جاءت تعوّض أجنادا لسواس
الوهم شرعتها لا شيء يقنعها
إلا الغريزة بركانا بأوراس
تزهو بمملكة للحسن عامرة
مفتاحها الرمش مصبوغا بإنعاس
السن يعجلها و الخصم تعجله
من تلتقطه يزوَّج بين أضراس
في عقدها الثالث المجنون هدّأها
نضج التجارب لم تكتب بكراس
من يقترب يلتهب من دونما جدل
أو يعتريه خبال ابن فرناس
مرآتها دائما كالفرض تحملها
فيها المساحيق ألوانا بأكداس
لا فرضها تركت حتى توبّخها
و لا أضرّت بحق الله و الناس
فالصبح في وقته صلّته خاشعة
يلفها الخوف من رجليها للراس
و حجة العمر أدّتها مبكّرة
و الذكر لم تقترف فيه بإبخاس
و في حقيبتها أوراد راقية
و مصحف العين مربوط بأجراس
برغم ذلك يبقى العشق هاجسها
و يبقى موعدها في كف خنّاس
عيناك سيدتي و الله يسترنا
فتّاكة في الهوى أودت بأنفاسي
بالغوص تأمرني و الصوم يردعني
هلا رحمت بهذا الشهر إحساسي
تقوى الإله و هذا الشيب يمنعني
من أن أطوف بهذا الورد بالكاس
قد كنت أحسبني في الصبر مقتدرا
لكنني اليوم قد أعلنت إفلاسي
فتوى الحويط بأن تبقي محجبة
في منزل تختفي فيه بأحراس
حتى يمر هلال الشهر في سلَم
و يثبت الأجر لم يخلط بإدناسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق