2017/04/19

حديث القضبان إصدار أكاديمي للإعلامية والأديبة زهرة بوسكين

حديث القضبان إصدار أكاديمي للإعلامية والأديبة زهرة بوسكين
إيهاب محمد ناصر
صدر حديثا عن دار دروب الغد للنشر والتوزيع بعمان كتاب للإعلامية الجزائرية زهرة بوسكين  بعنوان "حديث القضبان"  وقد ضمنته عنوانا فرعيا هو "الصدمة النفسية عند المرأة القاتلة"  وهي دراسة أكاديمية تربط بين تجربة الكاتبة في الاعلام وفي علم النفس الإكلينيكي، حيث تحاول أن تسلط الضوء على أحد أهم الإضطرابات النفسية وهو إجهاد ما بعد الصدمة عند شريحة نساء ارتكبن جريمة القتل من خلال دراسة مجموعة من الحالات ومحاورة قاتلات دفعتهن ظروف مختلفة لارتكاب الجرم منهن من قتلن أو حاولن قتل أزواجهن غالبا بسبب التعرض للعنف الزوجي ومنهن من قتلن لأسباب أخرى تعددت واختلفت من حالة لأخرى كحالة س التي قتلت عدة مرات بعد أن جندها صديقها ضمن كتيبة إرهابية، وك التي قضت سنوات حياتها بين الشارع والسجن وأخرى تقتل زوجها بسبب معاناتها من اضطرابات عقلية ولم تجد التكفل الذي يضمن لها حياة متوازنة، في حين هناك من قتلت بدافع الشعوذة ، وأغلب الحالات ارتكبن جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وحسب الدراسة تختلف درجة معاناة كل حالة من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية أرجعتها الباحثة إلى عدة عوامل ومؤشرات هي علاقة المرأة القاتلة بالضحية، طريقة القتل، مدة العقوبة القانونية، وفي علاقة القاتلة بالضحية حللت الدكتورة زهرة بوسكين مضمون المقابلة ومحاورتها للنساء القاتلات معتمدة على وصف القاتلة للضحية ومشاعرها الآن تجاهها وللعلاقة التي ربطتها بها أما في جانب طريقة القتل فاستندت إلى مؤشرات أخرى هي التخطيط للقتل وتنفيذه وتبريرات القاتلة للطريقة التي استعملتها في تنفيذ جريمتها أما في تحليل مدة العقوبة فقد كان مرتكزا على وصف العقوبة من طرف القاتلة وحديثها عن حياتها ونشاطها داخل المؤسسة العقابية ثم نظرتها للعالم الخارجي أما في علاقة القاتلة بالضحية فقد بنت الباحثة تحاليلها على دور الضحية في حدوث الجريمة، والعلاقة مع ضحايا غير مباشرين، ومشاعر القاتلة الآن تجاه الضحية وقد اختلفت النسب من حالة لأخرى وخلصت الدراسة التي ركزت على حالات ارتكبن جريمة القتل العمدي نتيجة عدة عوامل نفسية واجتماعية إلى ظهور العديد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (بي ثي أس دي) من بينها الشعور بالذنب والندم، الكوابيس الليلية واضطراب النوم، سلوكات التجنب للأماكن وللأشخاص، القلق، الشعور بالعزلة والضياع، نوبات الخوف والغضب، وتقول الباحثة في متن الكتاب "ولخطورة الجرائم التي قمن بها بطرق قاسية وعنيفة تحمل التنكيل والتعذيب، كالحرق والتسميم واستعمال الزيت المغلي دورا كبيرا في حدة أعراض ما بعد الصدمة مستشهدة بكلام احدى الحالات التي تمنت لو انها لم تقم بحرق الضحية ولم تنكل بجسدها وتمنت لو خنقتها فقط" ، كما تعاني كل الحالات من عدة أمراض ذات منشيئ نفسي كالسكري وارتفاع الضغط بالاضافة إلى اضطرابات علائقية تتجسد في صعوبة ربط علاقات مع الآخرين في الحياة بسبب وصمة العار والوصم الإجتماعي وفي نهاية الكتاب تقول الباحثة أنها من خلال هذا الإصدار حاولت أن ترسم خطوة متواضعة في مجال البحث العلمي من خلال دراسة أصيلة وجديدة سعيت من خلالها إلى نفض الغبار عن المسكوت عنه ورغم صعوبات البحث فللكتابة متعة تقودنا إلى فتح أبواب جديدة وقطع مسافات أخرى بخطوات جريئة "
وتجدر الإشارة إلى أن د. زهرة بوسكين تشتغل منذ سنوات في مجال الإعلام كصحفية بالاذاعة الجزائرية ولها مجموعة من الإصدارات في الشعر والقصة بالموازاة مع تخصصها في علم النفس العيادي ويعتبر هذا الكتاب الذي جاء في مئة وثلاثة وخمسين صفحة إضافة للمكتبة العربية وللدراسات المتخصصة خاصة في مجال علم النفس.

ليست هناك تعليقات: