عرض:اسراء يونس
صدر
عن دار الشؤون الثقافية العامة وضمن سلسلة نقد دراسة بعنوان الخرق والممانعة تأليف:
د. عبدالقادر جبار ضم الكتاب 240 صفحة من القطع المتوسط.
اعتمدت هذه الدراسة
على التحولات الأساسية التي اصابت القصيدة العربية في تشكيلتها البصرية وبناها
الأخرى واثر هذه التشكيلة والبنى في تطور حساسية التلقي وجدلية العلاقة بينهما
(النص والمتلقي) وموقف القارىء من النص في ضوء عدد من المعطيات التي تعين الى حد
ما استجابة القارىء الى الجديد وموقع هذا الجديد في تطور التلقي والنص معا.
لقد كانت القصيدة وماتزال
وستبقى بحاجة مستمرة الى المتلقي الذي يتحسس جمالياتها في كل مرحلة من مراحل
التطور الشعري العربي، (أي ان القصيدة العربية التقليدية كانت تمتلك عناصر القوة
الذاتية في وجودها من خلال بناها المستقرة وعناصر القوة الموضوعية من خلال رسوخها
في الذائقة العربية لعصور طويلة)، وفي هذا الطرح لايقصد الكاتب النمط الذاتي
للقصيدة التقليدية التي سادت منذ الجاهلية وحتى عصر النهضة فقط، بل كان نمط استطاع
ان يجدد في جماليات التلقي وفي الذائقة العربية وجعل الاستجابة ممكنة ومؤثرة.
لقد درس عدد من
النقاد والادباء تطور القصيدة العربية في مراحلها المختلفة الا ان دراستهم لم تكن
اكثر من سرد تاريخي لما طرأ على هذه القصيدة من تطورات، الامر الذي جعل قراءة النص
العربي في تلك المراحل يمثل اطارا تاريخيا لدراسة النهضة العربية في الاتجاهات
المختلفة (السياسية، الاجتماعية، الثقافية) وهذه الدراسة لم تكن تنظر الى علاقة النص بالمتلقي ولا الى مقدرة
هذا النص على الاستمرار او الانكفاء والنكوص ولم تعلل أسباب ذلك.
شملت الدراسة ثلاثة
فصول مقسمة على مجموعة من المحاور تتناول قضية الريادة واسبابها وطريقة استقبالها
من قبل المتلقي.
اثبتت الدراسة ان
هناك مجموعة من العناصر الجمالية أسهمت في ابعاد بعض الأساليب من حركة تطور
القصيدة العربية الحديثة مقابل تنميط عناصر أخرى وهذه العناصر تتلخص بالحساسية
الجمالية للعصر، الادراك الجمالي والوعي الجمالي، ان هذه العناصر حاضرة في كل
عمليات التجديد في القصيدة العربية الحديثة ولكن بنسب متفاوتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق