د. سفانة شعبان الصافي
يرى البعض بأن الرواية في عمقها ؛ هي محاولة لتمثيل الحياة المتخيلة التي يحاول الروائي أن يمسك بهاليثبت صيرورتها المرنة ؛ من خلال تداخل الراوي ( السارد ) والمروي له ( المسرود له ) واندراجهما في تداخل مستمر ؛ يكون فيه الروائي مصدرا لترسيم الحدث وتهيأة الكيان النفسي والذهني للمروي له لتلقي سير الحدث المصاغ ببراعة مدونه .
ولعل لجلسة " صالون الابداع الثقافي " المنبثق حديثا ضمن تشكيلات دار الابداع للطباعة والنشر في تكريت أثرها في إثارة مثل هذا النوع من التساؤلات وهي تتناول رواية إحدى مبدعات محافظة صلاح الدين الموسومة بـ" أربعون قمرا لا تكفي "ابتدأت الجلسة بتقديم إضاءة بسيطة عن الرواية والتحدث عن أهم ما تضمنته من محاور ابداعية من قبل ؛ الدكتور الروائي "أسامة محمد صادق "؛ حيث استطاع ببراعته أن يطرح جملة من الأسئلة حول آليات السرد المتخذة في النص - قيد الدراسة - وعلاقته بالتوجهات الحداثوية لنتاجات أدباء ما بعد التغيير تلاه الأستاذ الناقد " كفاح الآلوسي " بورقة تحدثت عن الرؤية الفكرية والجمالية للرواية ، واستطاع بحذاقته المعروفة من تشخيص جملة من الأمور أهمها ، التناصات الواضحة مع الموروث التراثي والروائي - المعروفة- واستخدامها كبؤر دلالية رمزية لتسويق الحدث المرسوم ، الذي تباين في تشكيلاته بين التجريب السردي والاتكاء على الموروث المتعارف عليه ، هذا فضلا عن تمنياته بتجاوز عقدة الاستسهال الكتابي والتسرع في النشر لتجاوز بعض الأمور التي لم تحسن من معالجتها – حسب وجهة نظره - .
بعدها جاء دور الروائي عامر الفرحان ليتحف الجالسين بقراءته عن هذه الرواية المنشورة على متصفحات موقع الصدى الثقافي .
ثم بعد ذلك تم فتح نافذة الحوار ، حيث أثنى القاص والاعلامي " رياض الجابر " على العمل ، وعدّه محاولة لتهشيم المتداول من نصوص كتابنا التسجيلية ذات الطابع التقريري والخروج إلى أفق يستحق التحليق معه للانفتاح على عوالم سردية أكثر ابداعا .
أما المؤرخ والاعلامي " ابراهيم فاضل " فقد انفرد بتشخيص لبنة النص المحكي ، من وجهة نظر تاريخية ، وكيفية استفادة الروائية منه وتوظيفه على النحو الذي أجادفي ايصال رسالتها المعدة بمهارة – بين سطور نصها المفحوص على طاولة الدراسة –
أما القاص جمال نوري ، فقد قام بالتركيز بالحديث عن نصوص مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة وتخيلاته بشأن المراحل اللاحقة ، فضلا عن تشخيصه لجملة من الأمور التي كان على الكاتبة اللجوء إليها في معالجة بعض الأجزاء السردية . أما الشاعر محمد الجنابي فقد كانت له وجهة نظر حول بعض النقاط المتعلقة بسيميائية العنوان وعلاقته بتوجهات الكاتبة الفكرية . عندها قام القاص والشاعر مهند التكريتي بالاطراء على جميع ما طرح في هذه الجلسة مع قيامه بتقييم بعض الجوانب الدرامية القادرة على الرصد من وجهة نظر ( مأسا- ملهاتية ) ، فضلا على تركيزه على بعض الثيمات المغيبة قصدا من قبل الكاتبة ، وأثرها في توحيد الفضاء الاشاري - المُقَنَّعْ من وجهة نظر معجمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق