ناجي نعمان كَرِّم نِعمَة افرام:
نحو عقدٍ وطنيٍّ جديدٍ مُنتِج
إستقبل
الأديب ناجي نعمان في داره ومؤسَّسته للثقافة بالمجَّان، وفي إطار الموسم
العاشر لصالونه الأدبيِّ الثقافي، المهندس نِعمَة جورج افرام، ضيفًا
مكرَّمًا في "لقاء الأربعاء" السادس والخمسين.
نعمان
بعد النشيد الوطني، ترحيبٌ من نعمان بالحضور، فكلمةٌ في نِعمَة افرام الذي إرثُه "آدَمِيَّةٌ
مَوصوفَةٌ، ومَشاريعُ اجتماعيَّةٌ وتعليميَّةٌ وإعلاميَّةٌ وإنمائيَّةٌ
واغتِرابيَّة"، والذي "يستَنِدُ إلى خِبْراتٍ في صناعاتٍ وشؤونٍ ماليَّة،
ومَهاراتٍ، وتَخفِقُ في قَلبه أرزةٌ، فيما تَجولُ في وِجدانه هُمومُ وطنٍ
وناس، ومِن هنا تَحوُّلُه إلى الشَّأن العامّ، في محاولةٍ لإيجاد حُلولٍ
لأوضاعٍ اقتصاديَّةٍ واجتماعيَّة، أَقَلُّ ما يُقالُ فيها إنَّها ضاغِطَة".
مغامس
وكانت كلمةٌ للأديب جورج مغامس، منها: "لعلَّ
ما يأخذُك فيه، قبل المعاني، تلك المباني الحواضنُ: الصِّدقُ والإخلاصُ
والحماسُ، يَشِفُّ عنها الإيمانُ والالتزامُ. ولولا تأويلٌ يَحرِفُ إلى
الغمزِ بالقصدِ، لاجترأَ الزّعمُ أَنَّه لثالوثِ اللهِ والوطنِ والعائلةِ
يعتَنقُ، وهو اليَعتَنقُ عفوًا، اقتداءً واقتناعا؛ فلا حصرَ ولا حكرَ في
انتهاجِ مثلِ ذي القيمِ الأساسيَّةِ والتّأسيسيَّةِ لبناءِ الحياةِ
السَّويَّةِ المُعافاةِ والفاعلةِ في الوجودِ!"
ومن
تضاعيفها: "نعمة افرام ابنُ أبيه على السّراطِ المستقيمِ، ولحدائقِه
أسوارٌ من سِيَرٍ وميراثٍ في عيلةِ الأريحيَّاتِ تَظلَّلتْ بالنُّبلِ
والخَفرِ؛ وهو يَقسِمُ قربانَه بيدِ المحبَّةِ! أمَّا مائدتُه فمشاريعُ
نهوضٍ راسخٍ باذخٍ للبنانَ أفضلَ، على ترابِه وفي الانتشارِ.. وهو يبذلُ
لها، من مواهبِه وطاقاتِه وإمكاناتِه، الجَمَّ الغفيرَ،.. يَرفِدُها
بالثِّقاتِ في علمٍ وخبرةٍ ودأبٍ على الابتكاراتِ.. في سبيلِها يصوغُ
المبادراتِ ويُقدِمُ!.. الرَّجلُ المتعدّدُ الحضورِ، بفعلِه والأثرِ، في
غيرِ مدًى ومَيدانٍ، ما مسَّته شُبهةٌ ولا ثارَ حولَه الغبارُ.. ويَمضي
بياضًا في فضاءٍ من الغربانِ، ولكن بقوادمِ النُّسورِ.. إنَّه لمستحقٌّ
ومستأهلٌ هذا الإسبَرطيُّ النَّزعةِ، لم ينوِّخْه لا ربُّ المالِ ولا ربُّ
البذخِ والتَّرفِ".
افرام
وحاضَرَ
افرام في موضوع "الحياد واستقرار لبنان"، فشرحَ كيف أنَّ لبنان كانَ في
الحِياد في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، زمنَ الأموريِّين، حين مثَّلَ
حدًّا فاصِلاً مُعتَرَفًا به بين حِثِّيِّي بلاد ما بين النَّهرين وفراعين
مِصر، وكذلك كان في التاريخ الحديث، زمنَ المُتَصرِّفيَّة قبلَ أنْ تقضي
تركيا على استقلال الجبل.
وربطَ
بين الحياد والدُّول المُركَّبة، كلبنان؛ وشدَّدَ على أنَّ الحِيادَ،
ليستمرَّ، يجبُ أن يحميَ ذاته من الدَّاخل، ولِذا، لا للبنانَ "القويِّ
بضعفه"، ولا للانتفاع من الخارج، ونعم للبنانَ القويِّ من الداخل،
المُرتكزِ على جيشٍ قويٍّ واقتصادٍ قويّ.
وأضافَ
أنَّ لبنانَ لم يُحسِنِ استغلالَ نهضة الستينيَّات والسبعينيَّات من القرن
الماضي التي تَلَت ظروفَ إقفال مرفإ حيفا، وتأميماتِ مصر وسوريا،
والطَّفرةَ النفطيَّة، مُدَعَّمةً بجوٍّ من الحريَّات، فضُرِبَ الأمنُ فيه،
وشهدنا ما شهدناه. ولمَّحَ إلى أنَّ مُقوِّمات نُهوضٍ جديدٍ في الأفق، في
ظلِّ الوضع الرَّاهن، سياسيًّا وأمنيًّا، بالإضافة إلى اكتِشاف النَّفط في
مياه الوطن.
وأشارَ
إلى أنَّ أبناءَ لبنان، كما قالوا لا للشَّرق ولا للغرب قُبَيلَ
الاستقلال، عليهم أن يُطَوِّروا مبدأَ النَّأي بالنَّفس الذي أخذوا به
مؤخَّرًا، وُصولاً إلى الحياد، لاسيَّما وأنَّ البلادَ على شفير الهاوية.
ورأى أنَّ اتِّفاقَ الطَّائف أوقفَ الحربَ وجاء خطوةً نحو حيادٍ ما، لكنَّه
شَلَّ الوطن لجهة أخذ القرارات، فشُلَّت الإنتاجيَّةُ فيه، وتراكمت
الدُّيون. وقد آنَ أوانُ وضع عقدٍ وطنيٍّ جديدٍ مُنتِج، يقومُ على الحياد،
ويُطلقُ الإنتاجيَّةَ والنموَّ في ظلِّ جهاز مناعةٍ اجتماعيٍّ اقتصاديٍّ
أمنيّ.
خليل
وكانت
للشاعر الياس خليل أبياتٌ، منها: بلادك أرض القداسه، غرقانه بالتعاسه/وإنت
بهالظَّرف القاسي، لازم تعمل سياسه/عرشك أخلاق وإيمان، ما بتعوز الكراسي!
نقاشات وتسليم
وجرَت
نقاشاتٌ شارك فيها كلٌّ من نزيه شلالا وجورج شامي ورياض حلاَّق وبهيج
مخُّول وفرنسوا حدَّاد وناصر مخُّول ومارون مبارك، وأدارها جورج مغامس.
وسلَّم نعمان ضيفَه شهادةَ التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة
ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة، بالإضافة إلى كتب بعض
الأصدقاء، وجال الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري
وأنجليك نعمان الاستعاديَّة.
هذا، وأعلن نعمان عن استِضافة الشَّيخ سامي أبو المنى في "لقاء الأربعاء" السَّابع والخمسين بتاريخ السابع عشر من كانون الثاني 2018.
***
هناك تعليق واحد:
السيد ناجي نعمان: كل عام وأنت بخير
إرسال تعليق