أخشاب
تسقط مطرا
قصة قصيرة
بقلم القاص / محمد الليثى محمدسقط المطر ..فابتلت ألواح الخشب ..درت في المنزل ، ابحث عن لا شيء ..اصطدمت قدمي اليمنى بأشياء كثيرة ..شاهدت أمي منزوية بجانب الحائط ..دخلت المطبخ .. كأن الظلام يتربص بى ..أمسكت بعلبة الكبريت ..فتراجع ، أشعلت سجارتى ، فخرج مسرعا ..بحثت عن شمعة ، وعندما لم أجدها ، أحضرت قليلا من ألرده ،أشعلتها ..ازدادت قطرات المطر سقوطا ..فأخذت أخشاب السقف تسقط مطرا .. ذا موسيقى صاخبة ..المطر يسقط على الحائط ، وهو يرسم خطوط ..نظرت إلى أمي فألم أجدها ..تحولت إلى قطعت من ظلام ..لكنى أدركت وجودها عندما انتابتها نوبة سعال ..لم نتحدث ..ولم يجرا اى منا على الكلام..كان الصمت عنوان قصيدتنا ..الظلام .. المطر ..الصمت ..المطر يسقط على السقف ..بأصوات نقرات مجنونة ..يتجمع يتداخل ثم يدخل منزلنا ، في خيوط طويلة ..قصيرة ..المهم انه يدخل ..يستولى في طريقه على مساحات صمتنا ..في البيت تبتل الأرضية ، ملابسي ، شكل آمي ..تتجمع المياه ورائحة الخشب والمطر.. والعفن يملأ أنفى .. أمي توقفت عن السعال ، والظلام يستولى على مساحات البيت ..ترعبه بعود ثقاب ..أشعله للحظات
فيجمع نفسه رويدا رويدا.. ينزوي بجانب الحائط ..المطر لا يتوقف ..الخيوط الضعيفة تتضخم ، أصبحت تشق لها طريق في أخشاب السقف ..التي تكومت ..وضمت إطرفها إلى بعضها .. الشيء الغريب أنني كنت بلا مشاعر ..أدور في المنزل أزيح الظلام إلى الحوائط ، التي ابتلت ورسمت على سطحها الأبيض أشكال كثيرة .. ربما هذا الخط الأصفر عندما تفرق في الحائط كون شكل أبى ..وهذا شكل أختي ..الخيوط كثيرة والإشكال تتداخل تتزاحم تتشكل لترسم ناس مروا في حياتي ..انتفضت ، عندما غاصت قدمي في حفرة ماء ..أحسست بالماء يتجمع من الحجرات البعيدة ..ليسير خلفي .. تحركت ببطء ..إلى الحائط الذي تجلس داخله أمي ..نفضت بعض قطرات الماء عن راسي ..سرت بجانبها وحيدا .. والماء خلفي ..يغرق ما تبقى منى ..الآن أحسست أنى يجب أن أوجه قطرات المطر ..جمعت كل اوانى البيت.. ووزعتها تحت خيوط الماء ، الساقطة من سقف المنزل ..وتركت من سار منها على الحائط ..الاوانى تجمعت بشكل عقلاني .. الأكبر للكبر.. والأصغر للصغر .. الاوانى شاركت في ضجيج المطر .. اختلفت الأصوات ..أخذت نفس من سيجارتي ..وجلست في اللحظة التالية ..ابتلت الحوائط الطينية ..فأخرجت من جوفها كل الحشرات النائمة ..الأم على الأرض يغتالها المطر .. انظر إليها لا أرها .. أحس بها .. أفك سرير أمى الخشبي ..اجمعه ثم القيه في النار ..راحت الاوانى واحدة تلو الاخري .. تمتلئ بالماء.. أسرعت بها إلى خارج المنزل .. كان الشارع هادى.. ليس هناك صوت ألا صوت قطرات المطر تضرب منزلنا .. أعيد ترتيب الاوانى .. لكنها لا تكفى .. الماء يتحرك فى كل اتجاه .. أتحرك في البيت ببطء ..الماء يتجمع من جديد يرتفع .. ويرتفع.. حتى جاوز البيت ..أصبحت تماما تحت الماء ، وشيء اسود يمسك بى .
أسوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق