أحمد جاد الكريم-سوهاج-طهطا
يقول هاملت عن الممثل الذي يبكي علي مأساة
بطلته:
من تكون له ومن يكون لها حتي يبكي عليها؟
هذه العبارة يذكرها بهاء طاهر في القصة الأولي في المجموعة ( بالأمس حلمت بك)
ما الذي يجعلنا نبكي علي من لانعرفهم، ما الداعي كي نزرف عبرات إثرهم، لكن رد البطل كان(أكثر حقيقية من الناس الحقيقيين)
ربما نحزن علي أناس لا يمتون إلينا بصلة في الحياة، يصير البكاء عليهم أكثر صدقا من البكاء علي أناس حقيقيين.
هذه هي الفلسفة التي تقوم عليها قصص المجموعة؛ التعاطف مع أشخاص افتراضيين صنعهم خيال الكاتب؛ هم أكثر استحقاقا ممن يدبّون علي الأرض من حولنا.
من تكون له ومن يكون لها حتي يبكي عليها؟
هذه العبارة يذكرها بهاء طاهر في القصة الأولي في المجموعة ( بالأمس حلمت بك)
ما الذي يجعلنا نبكي علي من لانعرفهم، ما الداعي كي نزرف عبرات إثرهم، لكن رد البطل كان(أكثر حقيقية من الناس الحقيقيين)
ربما نحزن علي أناس لا يمتون إلينا بصلة في الحياة، يصير البكاء عليهم أكثر صدقا من البكاء علي أناس حقيقيين.
هذه هي الفلسفة التي تقوم عليها قصص المجموعة؛ التعاطف مع أشخاص افتراضيين صنعهم خيال الكاتب؛ هم أكثر استحقاقا ممن يدبّون علي الأرض من حولنا.
"عم خليل" في قصة "نصيحة من شاب عاقل" يشتغل بالشحاذة كي يجمع ثمن الأفيون، نهاية الرجل الدرامية تحت عجلات السيارة وهو يكثر الإلحاح علي "عادل" كي يعطيه نقودا مدعيا أنه في حاجة لها ولأولاده، الفاقة والنهاية المنغمسة بالذل والمهانة لهذا الرجل تنفي المقولة الشكسبيرية لهاملت وتجعلنا نؤكد أننا سنبكي عليه بكاء حقيقيا قد يفوق البكاء علي أبطال الحياة الحقيقيين.
ومما يفتح نوافذ الحيرة في عقل القارئ الانكسار النفسي الذي يصيب أبطال القصص الأربعة ، بداية بقصة " بالأمس حلمت بك"؛ فالبطل أو الراوي تقابله شقراء في محطة الأوتوبيس وتشيح بوجهها عن، ثم يقرأ في كتابٍ الصوفية ( إن الروح تغادر الجسد في بعض الأحيان وتقوم ببعض الجولات)
يفكر في قراءة صفحة أو صفحتين ليعرف كيف تتجول الروح؟ وماذا تفعل؟ لكن يعدل عن الفكرة ويقرر إرسال الكتاب إلي صديقه ( كمال)
" يمكن أن ينبت بستان في صدرك"
فالحل والخلاص من ربقة ظلام الروح في هذا الكتاب .
تنشب الحيرة في صدر كمال ؛ " فالثلج يغمر روحه"،إنه تعيس جدا يتسائل" أليس عمل البنوك نوعا من الربا؟"
الثلج يغمر الشوراع ويغطي أرواح أبطال القصة الذين يتراقصون في ذهولهم الدائم وحيرتهم.
يقول( كمال):
" المشكلة في داخلنا لكني لا أعرفها"
وبين فتحي والراوي \ البطل يبدي الحوار رمزية ملغزة.
يقول الراوي لفتحي < هذه الحياة تحيرني فأرجوك أن تعلمني شيئا>، قال كيف أعلمك وأنا لا أعلم ، يمنيه بعالم مثالي قادم رسمه خياله الصوفي تذهب له روحه وتحط في طمأنينة وسلام كحمامة بيضاء، راحة نفسية يبتغيها بعيدا عن برودة المدينة الأوربية وتجمد عواطف أهلها ،عوالم مادية تربطها علاقة واحدة هي المصلحة إذ المشاعر إسمنيةز
" دع روحك تتفتح "
اختناق الروح داخل جسد تحيطه وجوه وابتسامات بلاستيكية تحس بحاجتها إلي الانطلاق والتفتح، كزهرة وحيدة في وسط أدغال تسكنها أفاعٍ وحيات.
قد يكون الخيال والرؤي الصوفية وما يخلقانه من هدوء نسبي للروح وصعود آمن لها في عذابات ممثلة في متطلبات الجسد الملحة
" يوما ستكتشف أنت وسأكتشف أنا خلف هذه الصحراء تلك الأزهار الموعودة التي لا حد لجمالها "
الصراع في ديمومة لا ينتهي ولا ينفك يؤرق الإنسان أينما ذهب
"كيف أفهم هذه الدنيا"
الجواب في قول فتحي"( لقد ألغيت إرادتي وسلمتها لصاحب الأمر).
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق