صدور "أوراق الرّباوي المكيّة" لأحمد بلحاج عن منشورات أفروديت
في طبعة أنيقة صدر عن منشورات أفروديت في عددها 17 كتاب " أوراق الرّباوي المكيّة مقاربة رصدية تأويلية لفضاءاتها وبنياتها" للشاعر الباحث والناقد الدكتور أحمد بلحاج آية وارهام، حيث يحمل الغلاف توقيع الفنان التشكيلي التونسي ناصر الدين ديني
يرى الناقد بأن الشاعر محمد علي الرباوي في أوراقه المكية قامة فريدة في سماوات الشعر العربي المعاصر، ونخلة إيمانية تبسُق ما هو أحلى وأجد من رُطَبِ الشعر، وتُثري به موائد الوجدانات المتضاغية، فهو كما جاء في مقدمة الكتاب " مجرة فريدة في سماوات الشعر العربي المعاصر، بشهادة المختبرات الشعرية الراصدة لِأوَابِدِ القول الآسر. فهو قامة شعرية تقف كالصفصاف شامخة على سيفِ نهرٍ صافٍ، لتنادي الطير إلى سمفونية الفجر.
توالت دواوينه بالعشرات كما النجوم، فأضاءت الوجدانات بنور هو نور مشكاته التي لا ضريب لها. وكل ديوان منها يجذبك إلى عوالمه الشعرية المغايرة لغة وأسلوبا وتخييلا، بحيث لا تدري إلى أيّ منها تمنح ذاتك وروحك، ولا إلى بستان من حوائطها تجنَح نفسك، إذ كلما مِلتَ إلى واحد غمزك الآخر بدلالِ مباهجه، وأدنى منك روائح أطايبه. فتشتعل فيك الحيرة، والحيرة في الشعر عقلٌ يجمعُك، وفتنة تبنيك وتُجدّدك.
وهذا ما حصل لنا مع هذا الشاعر الأنيق بِنُبل تواضعه وعُمق إنسانيته وشفوفية معدنه، الأسنى بوارف معارفه، الأرقى رهافة
بحكم خبرته العروضية العالية. فقد سكننا متنُه الشعري وتكلم فينا ومنّا، حتى صارت قلوبنا لا تبصر إلا به، ولا تتحدث إلا من خلال صوته، مثلنا في ذلك مثل الكثيرين الذين يعشقون الشعر الأصفى والأجدَّ.
وها هو في قصيدته/الديوان "أوراق مكية" يعود ليخترق وجداننا من جديد، بكلم شعري جديد، هو أشبه برشّة نور فاغمة بالمحبة والعافية والبهاء والسّكر والصحو آتية من حضرة الجلال. وسيكون حديثنا عن هذه الرّشة مستضيئا بمصطلحات مقترضة من الحقل الصوفي، لأنها الأسد والأوفَق لهذا العمل. وذلك من قبيل: المقامات والدرجات والأقطاب والمحبوب والسفر والتخلي والتحلي والتجلي، بدلا من المقاطع والأجزاء والعاشق والمعشوق والفصول والمباحث."
هكذا دار الحديث حول ثلاثة أقطاب:
القطب الأول: ماهية الفضاءات في الأوراق، وطريقة اشتغالاتها.
القطب الثاني: البنى الإيقاعية المتفاعلة مع هذه الفضاءات، والمتساوقة مع الدلالات.
القطب الثالث: البنى الدلالية المتناسجة مع القطبين السابقين.
ثم الخاتمة التي حدد فيها الناقد الدلالة الكلانية لحركية هذه الأقطاب، وتواشجها المثْمل للذاكرة والروح، والمهلّل في مطار القلب برياحين السماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق