2011/09/24

"حانت لحظة البوح .... " قصة قصيرة لأحمد جاد

حانت لحظة البوح ....
أحمد جاد-طهطا-سوهاج
 بالكاد كنت تصل إلي ذلِك الشارع حيث تسكن،لم تكن المرة الأولي،لكني أذكر ما كنت تردده دوما
((لا تنطبع علي ذاكرتي الأماكن،قلما أتذكر مكانا ذرته لمرة أو مرتين))
قادك قلبك إليه هذه المرة وعيناك تبصران طفلتها بعمرها الغض تلهو مع صويحباتها في ذلك الشارع،قفزت الطفلة بمجرد رؤيتك،تعلقت بكفك،واصطحبتك إلي أعلي حيث تسكن العائلة،صعدتما الدرج علي مهل كنت تخشي عليها درجات السلم الملتوية،المتعرجة،والتي لا تخطئها قدمان تمرستا عليها صعودا وهبوطا .
(لم تكن في اللقاء الأخير كعادتها لا تفارقها الابتسامة،تُري أتظل طيور الفرح ترفرف دوما علي أفنان دوحتها ؟!)
ظننتَ ذلك !!
إطراقات الحزن كثيرة،ومضات التفكير كثيفة،شفتاها تفتر عن ضحكة باردة متكسرة حاولت أن تخبئ بها رتوش القلق،فاتك إبداء إعجابك بالطفلة قاصدا الأم
الأم!! ؛ ولكن كيف تلد الفراشات،حقا لم نرَ فراشة تلد قبل ذلك !
(كانت طفلتها قطعة سكر،جرت المشيئة فسوتها ملاكا مثل أمها الحزينة)
                            ثمة أشياء كثيرة لا نفهمها في الحب .
تُري فرحت للقياك .. أم سرها تواجدك كضيف عليها أن تكرمه
يدك تمتد إليها،يحتضن الكفان .. حاجبان كخيطين ضقيقين،ضغطت َ .. عينان خضراوان ..،ضغطت َ .. أنف كحبة لؤلؤ،ذابت يدها في يدك.. فم قرمزي،افترقا الكفان .. جسد ممتلئ بالرغبة .
وقتها أحسست بحرارة يدها تسري عبر جلد كفيكما المتلاصقين،اكتملت الصورة ذاهبة للأطار تسكنه.
تري أحست بك،أم أن النساء لا يعبأن بمن يصغرهن،كانت تكبرك بأعوام عدة وأنت تكبرُ قلبها بحب نزق،أكانت تنظر إليك علي أنك صغير رغم خشونة الصوت،وانتشار الشعر في الوجه.
لم تكن المرأة الأولي كانت النساء قبلها صورا تسكن إطار القلب ثم تزمع الرحيل تاركة الإطار خاويا.
- عليك أن تعود لنراك
-حسبك ما قالت
وهل تقصد ؟
نعم تقصد .. بل لا تقصد،بالطبع لا يعنيها،بل يعنيك أنت
ذابت كلماتك في تلعثمات اللسان خجلا واعدا بالمجيء مرة أخري .
كان كل شئ يحضك علي البوح , كنت ممتلأ بحب ربيعي لأمرأة تزحف إلي خريفها الغض.
بدت عليك أمارات الحب،صففت شعرك جيدا،اخترت ربطة عنق أنيقة،عدت في الموعد المحدد،كبرت قليلا .. ذاب حزنها .. أينعت علي ثغرها ابتسامة رقيقة .. وثب قلبك جزلا.
الآن تعود كما كانت .. جمعت شتات نفسك..رتبت فوضي مشاعرك،بدوت كعاشق مترهل أثقل لسانه الوجد،حانت لحظة البوح.
تقول بكل زهو الحب .............
قاطعتك قائلة :
- لم َ لم تبارك لي ؟
- خيرا،علي ماذا ؟
- سيأتي طليقي اليوم ليردني إلي بيتنا.
تهرب من الإطار صورة ٌ سكنته،بعثت في قرارة القلب جذوة الحب المعطل،ها هي الآن ترحل.

ليست هناك تعليقات: