بعد ثلاثة أعوام على الاعتداء الأول : النادي الأدبي بالجوف يواصل مسيرته و الجريمة لاتزال ضد مجهولين !
تقرير / عبدالسلام الناصر
تعرض النادي الأدبي بالجوف لاعتداءين آثمين كانا على التوالي في عامي 2009 م و 2010 م والسبب المعلن منع مشاركة المرأة في نشاطات النادي .
ومع حلول الذكرى الثالثة لجريمة الاعتداء الأول على نادي الجوف مع مجيء شهر يناير ، لا يزال النادي يواصل مسيرته الإبداعية و التنويرية ، مستضيفا العشرات من النشاطات الثقافية للرجال والنساء ، وآخر انجازاته إصدار العدد الجديد من مجلة سيسرا التي احتفى النادي بها بحضور عدد من عضوات النادي اللاتي كن يواجهن بمعارضة شديدة سابقا وتم بسبب استضافة أمسية شعرية تشارك فيها سيدة الاعتداء الأول واتهم أعضاء النادي بالعديد من التهم والخروج على المجتمع وثوابته و عاداته تقاليده.
ففي يوم الثلاثاء 13-1-2009 م ، تمت جريمة إحراق الخيمة الثقافية وصالات النادي ، والتي لم يتم حتى تاريخه القبض على الفاعلين الذين أججوا صراعا كبيرا ، و ساهموا في تعطيل مسيرة النادي و حراكه لبعض الوقت ، الا أن النادي مالبث أن استرد أنفاسه وواصل مسيرته الثقافية والتنويرية ، وهاهو يستعد لعقد المزيد من النشاطات الثقافية المميزة بمشاركة الرجال والنساء على حد سواء .
وقد أحرقت مجموعة مجهولة لم يعرف ما هي حتى الآن ، النادي الأدبي بمدينة سكاكا الجوف مرتين ، الأولى في يوم الثلاثاء 13-1-2009 م والثانية كانت في يوم الأحد 28 فبراير ، حيث هددت رئيس النادي بالقتل ، مرتين ، بسبب مشاركة المرأة في أمسية شعرية من القاعة النسائية ، وعبر الدائرة الصوتية ، حيث لم يكن هناك أي اختلاط أو سفور أو حضور للمرأة في القاعة الرجالية ! وبالرغم من ذلك لم يتم القبض على الفاعلين في الجريمتين حتى تاريخه ، ولذا نستذكر هذه الذكرى بكل ألم ، أملين أن يتم القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة ، خاصة وقد تركوا بصماتهم على الجريمة ومنها أرقامهم الهاتفية ورسائل التهديد التي توالت و التعاضد والتأليب الذي شهدته المنطقة عقب الحادث من مجموعات عديدة ومنهم من كتب مقالات عديدة متهما النادي ظلما وزورا وبهتانا بالاختلاط ومبررا الاعتداء على النادي بـــ " استحلال الاختلاط ، هو التي أدت للإحراق بالنادي الأدبي بالمنطقة " حسب ما كتب الأستاذ عادل الفالح أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجوف *.
جريدة الحياة يوم الإثنين, 01 يونيو 2009 : القبض على المتسبب بإحراق خيمة «أدبي الجوف» الثقافية قالت جريدة الحياة أن الأجهزة الأمنية في مدينة سكاكا ألقت القبض على المتسبب بحادثة إحراق خيمة نادي الجوف الثقافية، قبل نحو 4 أشهر، احتجاجاً على مشاركة الشاعرة حليمة مظفر في أمسية كان مقرراً إقامتها بمشاركة الشاعرين عبدالعزيز الشريف ومحمد الغامدي. وأوضح مصدر مطلع لـ «الحياة» أن المتسبب بإحراق «أدبي الجوف» من الشبان المتدينين الذين حضروا أمسية حليمة مظفر بمشاركة الشاعرين نفسهما، حين تم إعادة إقامتها في مركز الأمير عبدالإله الحضاري في مدينة سكاكا قبل نحو شهر.
وكشف أن الشاب الذي يدرس في المرحلة المتوسطة، اعترف أيضاً بمسؤوليته عن إحراق محل تسجيلات «أستريو» في ضاحية قارة (جنوب سكاكا) قبل أكثر من ستة أشهر، مشيراً إلى وجود أشخاص آخرين حرضوا الشاب على تنفيذ أفعاله.
من جانبه، اكتفى الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة الجوف العقيد دامان الدرعان بالقول إن المؤشرات «إيجابية» في هذا الشأن، مؤكداً لـ «الحياة» أن الشرطة ستعلن عن تفاصيل الحادثة فور الانتهاء من التحقيقات.
إلا أن نتائج التحقيق لم تعلن رسميا حتى الآن وتم الإفراج عن المتهم بعد معلومات عن براءته .
الاعتداء الثاني على نادي الجوف :
الأحد, 28 فبراير 2010 14:14 . تعرض مقر النادي الأدبي بالجوف ، الساعة 2:00 من ظهر اليوم الأحد للتخريب والتدمير بواسطة مجرمين مجهولين أشعلوا النار في ممتلكاته ، أدت إلى تدمير كلي لصالات النادي التي تمت إعادة بناءها مؤخرا ، كما طالت هذه المرة مكاتب النادي التي تقع في موقع آخر بعيد عن الصالات حيث قام الجناة بالتخريب والإحراق أيضا .
وقد جاء الحادث عقب تلقي رئيس مجلس إدارة النادي تهديد صريح عبر رسالة نصية الساعة 11:41 صباحا ، من الجوال رقم :
966532415632
وهذا نصها :
" هل تعلم بأن قتلك حلال بإذن الله خلال ساعات قليلة وراح تقتل كما قتل جارك حمود وربعه "
وقد استنكر عضو هيئة كبار العلماء عضو مجلس القضاء الأعلى الدكتور علي بن عباس الحكمي عقب الاعتداء الثاني عام 2010 – 1431 هـ ، إحراق نادي الجوف الأدبي، وتهديد رئيسه بالقتل، مؤكدا «أن هذا الفعل إفتئات على الحاكم، وإفساد في الأرض يستحق مرتكبه أقسى العقوبات».
وقال الحكمي في تصريحات لصحفية عكاظ حينها في تعليقه على الحادثة: «هذا العمل لا يقره الشرع ولا العقل، وهو جريمة كبيرة تتمثل في الاعتداء على الممتلكات العامة التابعة للحكومة، وإفساد مصالح الناس».
ولفت إلى «أن هذه الجريمة تعتبر من البغي والإفساد في الأرض، وهذا العمل غير جائز، وهو محرم شرعا، ومن فعله آثم، ولا يشك في إثمه لبشاعة فعله».وشدد الحكمي على ضرورة «ردع هؤلاء بإنزال أقسى العقوبات عليهم من قبل ولي الأمر، لقطع أذاهم وإفسادهم وبغيهم على المسلمين بغير حق».
وسأل «بأي حق يحللون دم مسلم، ويزعمون أن قتله حلال، ومن أفتى لهم بمثل هذه الفتوى؟ وما هو دليلهم على ذلك؟»، مؤكدا «أن هذا التهديد عمل محرم، ولا يجوز شرعا تهديد مسلم آمن بالقتل، وترويع أهله».
وأضاف الحكمي «أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يحلوا دم مسلم، إلا بما أوجبه الله ورسوله، وذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم». ودعا الحكمي في خلاصة حديثه لـ «عكاظ» إلى «تنفيذ أقسى العقوبات في حق المرتكبين، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، فما فعلوه في بلد الإسلام هو أمر محرم، وإفساد غير جائز، وقول على الله بغير علم ولا بصيرة».
وفي سياق متصل، أفاد الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الجوف العقيد دامان بن ونيس الدرعان أن التحقيق والبحث جاريان لمعرفة ملابسات الحادث. وأوضح «أنه عند الساعة 2:30 من ظهر يوم الأحد الموافق 14/3/1431هـ تبلغت شرطة المنطقة من قبل إدارة الدفاع المدني في الجوف عن شبهة جنائية في حريق مقر النادي الأدبي، الذي وقع عند الساعة 1:45 دقيقة من ظهر اليوم نفسه، حيث باشر الحريق الدفاع المدني، وبناء عليه فقد انتقل فريق عمل من قبل الضباط المختصين وخبراء الأدلة الجنائية في شرطة المنطقة، وعاينوا الموقع الذي تبين أنه مبنى مكون من طابقين، ويوجد في فناء المبنى صالة مغلقة تستخدم لإقامة الأنشطة الخاصة في النادي، وأتت النار عليها، إضافة إلى إحراق مكتب بالكامل، ومحاولة إحراق مكتبين آخرين داخل المبنى نفسه. وجرى جمع العينات اللازمة تمهيدا لفحصها مخبريا، ولا يزال التحقيق والبحث جاريين لمعرفة ملابسات الحادث».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق