صدور الطبعة الثانية من رواية "عزوزة" للزهرة رميج
سعيدة شريف
صدرت، حديثا، عن دار "النايا" السورية، الطبعة الثانية من رواية "عزوزة" للروائية والقاصة المغربية الزهرة رميج، وهي الرواية، التي صدرت طبعتها الأولى سنة 2010، وخلفت صدى طيبا لدى القراء، ورشحها العديد من القراء والنقاد المغاربة للفوز بجائزة المغرب للكتاب السنة الماضية، ولكن صاحبتها سحبت ترشيحها لها، لما أعلنت العديد من الإطارات الثقافية والفنية مقاطعتها لأنشطة وزارة الثقافة.
"عزوزة" رواية ممتعة بشهادة كل من قرأها، تغوص في ذاكرة المجتمع المغربي، وترصد الإشكالات، التي تتحكم في بنية الأسرة المغربية، من خلال علاقة بطلي الرواية: أحمد وعزوزة، رواية تعيد الاعتبار للبادية المغربية وللتراث الشعبي الزاخر، استغرقت الزهرة في كتابتها اثنتي عشرة سنة، وكان من الممكن أن تصدرها قبل روايتها الأولى "أخاديد الأسوار"، إلا أن وقع فاجعة وفاة زوجها جعلها تضعها لحين الانتهاء من عملها الروائي الأول. استطاعت الكاتبة المغربية، الزهرة رميج، حفر اسمها في المشهد الإبداعي المغربي، إذ أصدرت مجموعة من الأعمال القصصية، التي أبانت فيها عن قدرة كبيرة في التقاط التفاصيل في تقديم القصة/ اللمعة، أو القصة القصيرة جدا، التي لا تتجاوز الفقرة الواحدة، كما شدت القارئ المغربي والعربي من خلال روايتها الأولى" أخاديد الأسوار"، التي تحدثت فيها عن تجربة الاعتقال السياسي، وكشفت عن معاناة الأسر قبل وأثناء وبعد الاعتقال، من خلال تجربة شخصية، فكانت محط العديد من الدراسات النقدية المغربية والعربية.
تقع الطبعة الجديدة من رواية "عزوزة" في 462 صفحة من الحجم المتوسط، زين ظهر غلافها بالمقتطف التالي:
"اندهشت – كعادتها كلما رأتها عارية – من صمود هذا الجسد. كأن كل النيران التي اكتوى بها عبر مسيرته الطويلة، كانت تنزل عليه بردا وسلاما. كأن الزمن نفسه وقع في غوايته، فمنحه إكسير الشباب ليظل ناسكا متعبدا في محراب جماله وطراوته. كأن ذلك البطن لم يحمل نصف دزينة من الأطفال ولا ذينك الثديين أرضعا حتى التخمة، تلك الأفواه النهمة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق